أزمة الطاقة في أوروبا مستمرة رغم وصول مخزون الغاز إلى 90%

19 اغسطس 2023
التخزين يمكن أن يغطي نحو ثلث طلب الاتحاد الأوروبي على الغاز في موسم التدفئة (فرانس برس)
+ الخط -

شارفت احتياطيات الغاز الطبيعي في أوروبا على الامتلاء، ولكن ذلك قد لا يكون كافياً للقارة العجوز لتجاوز فصل الشتاء المقبل، بينما تلوح في الأفق عاصفة من المخاطر تهدد الإمدادات.

بلغت سعة التخزين في القارة 90.1% في 16 أغسطس/آي الجاري، وفقاً لأحدث البيانات من مجموعة "غاز إنفراستراكتشور يوروب".

ويعتبر هذا أعلى مستوى مسجل لهذا الوقت من العام، وقبل الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وهو الموعد الذي وضعه الاتحاد الأوروبي للوصول إلى هذا الهدف.

ارتفاع الأسعار وسط الانقطاعات من النرويج

ومع ذلك، لم تصمم المخزونات لتوفير إمدادات الغاز الشتوية للمنطقة بكاملها، في وقت اقتراب عاصفة من المخاطر. فإضرابات العمال المحتملة في أستراليا تهدد بتشديد السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال، بينما لا تزال أوروبا تتعامل مع انخفاض التدفقات من روسيا وسط الحرب في أوكرانيا، كما أدت الانقطاعات المطولة في النرويج مؤخراً إلى ارتفاع الأسعار، وهو ما يذكر بهشاشة السوق، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية.

بعبارة أخرى، فإن أزمة الطاقة في أوروبا لم تنتهِ بعد. العقود الآجلة القياسية الهولندية تتجه نحو مكاسب أسبوعية ثالثة على خلفية استمرار مخاوف الإمدادات.

المفوضة الأوروبية للطاقة كادري سيمسون قالت في بيان، أمس الجمعة، إن أمن الطاقة في القارة "في وضع أكثر استقراراً بكثير مما كان عليه في هذا الوقت من العام الماضي. لكننا رأينا في الأسابيع الأخيرة أن سوق الغاز لا تزال حساسة".

يبدأ موسم الشتاء في المنطقة رسمياً من أكتوبر/ تشرين الأول ويستمر حتى مارس/آذار. ويمكن أن يغطي التخزين ما يصل إلى ثلث طلب الاتحاد الأوروبي على الغاز في موسم التدفئة، وفقاً للمفوضية الأوروبية. لكن الكثير يعتمد على الأحوال الجوية، فدرجات الحرارة المتدنية يمكن أن تسرع عمليات السحب من المخزونات الموجودة تحت الأرض.

الإمدادات العالمية لا تزال شحيحة

تختلف مخزونات الغاز أيضاً حسب البلد، حيث تجاوزت دول عدة، من بينها ألمانيا وهولندا وإسبانيا، بالفعل، هدف الاتحاد الأوروبي. ولكن فرنسا خارج هذه المجموعة، إذ تبلغ نسبة المخزونات لديها نحو 84%، بعدما تعطلت إمداداتها من الطاقة في وقت سابق من هذا العام بسبب الإضرابات على مستوى البلاد.

وعلى الرغم من أن أسعار الغاز الأوروبية أقل بنسبة 90% تقريباً من ذروتها في العام الماضي 2022، فإن توتر السوق والتقلبات الشديدة أمور موجودة لتبقى، نظراً لأن الإمدادات العالمية لا تزال شحيحة، بحسب بلومبيرغ.

وحذرت ألمانيا بالفعل من أن مخاطر النقص ستستمر حتى أوائل عام 2027، ما لم تجرى إضافة المزيد من البنية التحتية للغاز. وسيعتمد توازن السوق في العام المقبل على كمية الوقود التي سيجرى تخزينها بعد هذا الشتاء.

المساهمون