اضطراب البحر الأحمر يؤجج الغلاء في روسيا

29 يناير 2024
موجة غلاء إضافية في أسعار السلع الاستهلاكية والغذائية نتيجة التطورات الأخيرة (Getty)
+ الخط -

تنعكس الاضطرابات الحاصلة في مسار الشحن على خط البحر الأحمر مزيداً من الغلاء في الأسواق الروسية، والسبب هو "تهديد التجارة العالمية" على حد وصف شركة التأمين الإسبانية "كريديتو يكاوسيان" Credito y Caucion"، بحيث تقدر زيادة تكاليف الشحن البحري على هذا المسار بنسبة 300%.

ويتعين على مالكي السفن اختيار طرق تسليم أطول مسافة وأكثر تكلفة لتجنب مناطق الصراع، مما يزيد من التكاليف اللوجستية والأخرى ذات الصلة.

وتتسبب مشكلات النقل الناجمة عن هجمات الحوثيين في تأخير وصول السفن إلى وجهاتها من منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى أوروبا، ثم العودة إليها.

وبما أن قرابة 30% من إجمالي حركة الحاويات العالمية تمر عبر البحر الأحمر، فإن تصاعد الأعمال الحربية، وفقاً لشركة التأمين الإسبانية، يهدد بالتسبب في تقويض قدرة الشحن الدولية.

في هذا الصدد، قال رئيس قسم المبيعات ودعم العملاء في شركة "ألفا-فوركس" Alfa-Forex ألكسندر شنايدرمان لصحيفة "إم كيه" MK الروسية: "لطالما اعتُبر النقل البحري هو الأكثر أماناً لنقل البضائع من دولة إلى أُخرى رغم أنه الطريقة الأبطأ، ولكنه الأكثر فعالية من حيث التكلفة".

وأضاف شنايدرمان: "تشير الأحداث في السنوات الأخيرة إلى أن المخاطر آخذة في الظهور باستمرار في هذا الطريق من هذه المخاطر البارزة، من انسداد قناة السويس لمدة 6 أيام سنة 2021 أو الغرق الدوري لسفن الشحن، كما حصل مع سفينة الحاويات "تي إس إس بيرل" TSS Pearl من الإمارات في أكتوبر/تشرين الأول 2022، وصولاً إلى مخاطر قراصنة الصومال وهجمات الحوثيين".

من جهته، يقول الصحافي الروسي فاديم ميكيف لـ"العربي الجديد" إن "تسليم البضائع من آسيا إلى أوروبا عبر طريق بديل يتجاوز أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح يمكن أن يضاعف 3 مرات سعر النقل مقارنة بالطريق المعتاد عبر قناة السويس".

ولفت إلى أنه "مع الأخذ في الاعتبار الزيادة في تكاليف التأمين والوقود والمدفوعات النقدية للطاقم بسبب تمديد فترة الرحلة عن المعتاد، سترتفع كثيراً أسعار التسليم للحاوية الواحدة إلى وجهتها النهائية، بما ينعكس صعوداً في أسعار مبيعات التجزئة".

في المقابل، ووفقاً لمدير قسم تمويل الشركات في شركة "أي في إيه بارتنرز" IVA Partners أرتيم توزوف، فإن الخسائر المتوقعة في التجارة الدولية مبالغ فيها إلى حد كبير.

وقال في وقت سابق لصحيفة "إم كيه" إن "الحوثيين يهاجمون السفن انتقائياً، وهذا عمل سياسي وليس اقتصادياً. وتنشأ المشاكل فقط بالنسبة للسفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة، كما أن طرق النقل خارج البحر الأحمر لا تزال مفتوحة".

ورغم ذلك، "كيف يؤثر هذا الوضع على المصالح الاقتصادية الخارجية الروسية؟"، يقول الصحافي ميكيف إن "تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وإطالة طرق التجارة الخارجية اللوجستية يصبّان جزئياً في مصلحة روسيا، مع ارتفاع أسعار النفط العالمية".

لكن من ناحية أخرى، برأيه، "ستبدأ الشركات العالمية التي تستخدم قنوات التوريد على طول البحر الأحمر في تعويض الزيادة في التكاليف اللوجستية عن طريق زيادة الأسعار للعملاء النهائيين. وبالنسبة لروسيا، قد ترتفع أسعار السلع المستوردة".

وأضاف أن "روسيا تستورد العديد من المنتجات من دول الهند وسريلانكا وكينيا وأوغندا وفيتنام وإندونيسيا، أبرزها الشاي والقهوة، وكذلك الإلكترونيات والأجهزة المنزلية، وطبعاً من شأن استمرار الصراع في منطقة البحر الأحمر أن يؤثر في أسعار المنتجات القادمة من تلك الدول".

المساهمون