التقنين يعزز سوق محولات الكهرباء في سورية

26 اغسطس 2023
التقنين يدفع للبحث عن بدائل (Getty)
+ الخط -

دفعت زيادة ساعات التقنين الكهربائي سكاناً في العاصمة السورية لاستبدال الأجهزة الكهربائية التقليدية بأخرى تعمل وفق نظام "الانفرتر"، وهو جهاز يحول الطاقة من البطارية، أو من ألواح الطاقة الشمسية، إلى تيار متردد 220 فولتاً.

ويشكو كثيرون من سكان دمشق من انقطاع الكهرباء الطويل، إذ تصل ساعات التقنين في أغلب مناطق سيطرة النظام إلى أكثر من 12 ساعة قطع متواصل، في ظل موجة حر شديدة تضرب المنطقة. وإزاء ذلك، بدأت صالات بيع الأجهزة الكهربائية بعرض منتجاتها التي تعمل بنظام الانفرتر من مراوح ومكيفات وبرادات وحتى غسالات، بما يتناسب مع الوضع الكهربائي السيئ في سورية، ولكن بأسعار لا تتوافق مع دخل الشريحة الأكبر من السوريين، إذ يقدر متوسط دخل الموظف الحكومي بحوالي الـ 120 ألف ليرة شهرياً (نحو 9 دولارات أميركية).

ومع ذلك، يعمد كثيرون إلى شراء هذه الأدوات الكهربائية، سواء عبر مساعدة أقاربهم في دول اللجوء، أو من خلال الاستدانة والشراء بالتقسيط. عبد الله، رجل سوري خمسيني وأب لأربعة أولاد، يعاني من انقطاع الكهرباء، يقول لـ "العربي الجديد": "بعد انتشار أجهزة كهربائية تعمل بنظام الانفرتر، بتنا نحافظ على مؤونة الطعام بعد شرائي فريزة صغيرة بسعر مقبول".

وكان الرجل الخمسيني قد اشترى الفريزة بمليون ونصف مليون ليرة، منذ حوالي ثلاثة أشهر، كونها تحافظ على الطعام لمجرد تشغيلها لمدة 3 ساعات على البطارية، إضافة إلى كهرباء الدولة التي تأتي ساعتين يومياً. في المقابل استطاع وليد، وهو موظف حكومي شراء مروحة فقط تعمل على البطارية بـ 250 ألف ليرة، يقول لـ "العربي الجديد": "تغير سوق الأدوات الكهربائية خلال السنوات السابقة، إذ توجد اليوم كل الأجهزة الكهربائية العاملة بنظام الانفرتر، لكن قدرتنا الشرائية معدومة".

وينتظر وليد حصوله على قرض حكومي من خلال وظيفته وبضمانة راتبه لتغطية عملية شراء انفرتر وبراد صغير يحفظ طعامه، ويمكَّنه من الحصول على كأس ماء بارد، وفقاً لقوله.

ومن جهته، يؤكد عامر، 41 عاماً، وهو مسؤول إحدى صالات بيع الأجهزة الكهربائية العاملة بنظام الانفرتر تزايد الإقبال على شراء هذه الأجهزة، مضيفاً في حديثه لـ "العربي الجديد": "أنَّ شركتهم تقدم عروض تقسيط لمدة عام كامل، في ظل الظروف الاقتصادية السيئة". وتشهد كهربائيات الانفرتر ارتفاعاً في أسعارها، إذ يصل سعر البراد الذي يعمل وفق نظام الانفرتر إلى 5 ملايين ليرة، وسعر الفريزة الصغيرة إلى مليوني ليرة، بينما مكيفات الانفرتر فتبدأ من 4.5 ملايين إلى 8 ملايين ليرة.

المساهمون