الزراعة الإسرائيلية في ورطة: خفض كبير للميزانية واتهامات بالكذب

06 مارس 2024
تخفيضات ميزانية وزارة الزراعة الإسرائيلية أكبر من غيرها (Getty)
+ الخط -

ستواجه الوزارات الإسرائيلية تخفيضات غير مسبوقة في ميزانية 2024، والتي من المتوقع أن يوافق عليها الكنيست، ولكن تبرز وزارة واحدة على وجه الخصوص: الزراعة الإسرائيلية.

يشرح موقع "كالكاليست" الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أنه في الآونة الأخيرة اضطرت وزارة الزراعة الإسرائيلية إلى التعامل مع أزمة كبيرة، حيث تدور الحرب في الجنوب والشمال بالقرب من الأراضي الزراعية، ما يضطر المزارعين إلى العمل تحت مخاطر وتحديات كبيرة. ورغم المهام المعقدة، فقد تقرر في الخزينة تخفيض 12% من موازنة 2024، أي حوالي 300 مليون شيكل، في واحد من أشد التخفيضات التي شهدتها المؤسسات الحكومية. (الدولار = 3.60 شواكل)

وطالبت وزارة المالية الإسرائيلية في البداية بتخفيض نحو مليار شيكل من موازنة وزارة الزراعة، لكن تم الاتفاق أخيراً على خفض أقل بكثير، إلا أنّ وزارة الزراعة لم تكن تعلم أنها على وشك تحمّل عبء أكبر بكثير من الوزارات الأخرى، وفق "كالكاليست".

وبحسب البيانات العامة التي نشرتها وزارة الاقتصاد، فإنّ ميزانيتها ستزيد، ووزارة البعثات الوطنية ستحصل على زيادة، وكذلك وزارة الأمن الوطني، في حين سيتم تخفيض ميزانية وزارة البناء والإسكان بنحو 4%، وموازنة وزارة الخدمات الدينية بنحو 1.12%، بحسب تحليل مؤسسة بيريل كاتسنلسون.

ووصف المدير العام لوزارة الزراعة الإسرائيلية أورين لافي زويم سير المفاوضات مع وزارة المالية بالقول "لم يظهروا لنا الاتفاق الشامل في الحكومة، قالوا لنا إن التخفيضات تتم بالتساوي في الوزارات. اليوم علمنا أنّ هذا غير صحيح. عملياً، كذبت علينا الخزانة وخدعتنا. لقد صوبوا البندقية إلى رؤوسنا وقالوا لنا إذا لم نوقع فلن يكون لدينا اتفاق على موازنة 2024. عملياً، بينما هناك وزارات أخرى حصلت على زيادة، نحن حصلنا على تقليص".

ويضيف لافي "يبدو الأمر وكأنه انتقام من المزارعين، وسوف تكون هناك صرخة لأجيال. لست مستعداً للصمت بعد الآن".

وحاول أعضاء الكنيست الإسرائيلي خلال جلسة المناقشة التي جرت في لجنة المالية هذا الأسبوع، معرفة سبب التخفيض الحاد في ميزانية وزارة الزراعة 12% مقارنة بالتخفيضات المطلوبة من الوزارات الحكومية الأخرى 5% في المتوسط، ولماذا حصلت وزارة الزراعة على أعلى التخفيضات.

وبحسب موقع "كالكاليست"، فإنّ إحدى العواقب المهمة للخفض هي الأضرار التي لحقت بمعهد فولكاني، وهو معهد بحثي تم تعريفه بأنه وحدة تابعة لوزارة الزراعة الإسرائيلية، والتي قد تعاني من التخفيضات كجزء من تخفيضات ميزانية الوزارة. والآن بعدما تم تخفيض ميزانية الوزارة بشكل حاد من قبل وزارة المالية، يدعي كبار مسؤوليها أنه لا يوجد خيار سوى خفض ميزانية معهد فولكاني. 

ويقول الأمين العام لجمعية المزارعين الإسرائيليين أوري دورمان إن التخفيض الحاد "يمكن أن يكون له معنى مدمر. وفي الوقت الذي تتطلع فيه الزراعة الإسرائيلية إلى الدعم والتعزيز، تختار الحكومة الإضرار بالزراعة. إلى جانب التخفيضات في فولكاني، وهو معهد تساعد أبحاثه التطبيقية المزارعين كل يوم على حل مشاكل مثل الآفات وزيادة غلة المحاصيل، هناك مبلغ اختفى يقدّر بحوالي 270 مليون شيكل كدعم مباشر للمزارعين الذين تأثروا بتخفيض التعريفات بعد الإصلاح".

وزارة المالية الإسرائيلية X الزراعة الإسرائيلية

في الأشهر الأخيرة، حدث صراع مباشر بين وزارتي المالية والزراعة في ما يتعلق بتصور مستقبل الزراعة في إسرائيل. وإذا كانت وزارة الزراعة الإسرائيلية ترى أنه من الضروري تعزيز الزراعة المحلية وضمان الأمن الغذائي على أساس الاستقلال الزراعي، فإن وزارة المالية تسعى جاهدة إلى زيادة الواردات بشكل كبير. 

وترى وزارة الزراعة أنّ زيادة الواردات لا تؤدي إلى انخفاض الأسعار، لكنها قد تزيد هشاشة السوق المحلي الذي يواجه مخاطر وأزمات. ولا تستطيع إسرائيل الاعتماد على جيرانها في الواردات، وأصبحت الصعوبات في سلاسل التوريد قضية دائمة في العالم. هذا إلى جانب الظواهر المناخية التي يمكن أن تلحق أضراراً جسيمة بالمحاصيل في لحظة، وبالتالي تؤدي إلى ارتفاع أسعار الواردات بشكل كبير.

المساهمون