بريطانيا تواجه أول اختبار للخروج من السوق الأوروبية الموحدة... وبورصة لندن ترتفع

04 يناير 2021
المؤسسات المالية تواجه تحديات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (Getty)
+ الخط -

تواجه بريطانيا، اليوم الاثنين، أول اختبار فعلي لها بعد خروجها من السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركي، لمعرفة إن كان عبور آلاف الشاحنات الحدود عبر بحر المانش سيتم من دون عوائق بعد عطلة نهاية الأسبوع، فيما سجلت بورصة لندن ارتفاعاً قويا، في حين انتقل تداول الأسهم المقومة باليورو من لندن إلى منصات جديدة في الاتحاد الأوروبي.

وسيكون نجاح مرحلة ما بعد بريكست أساسيا لرئيس الوزراء بوريس جونسون، الذي يجد نفسه أمام ملفات أخرى ملحة إذ تعاني المملكة المتحدة من فيروس كورونا الجديد بقوة مع أكثر من 75 ألف حالة وفاة وهي من أسوأ الحصائل في أوروبا مع ما يرافق ذلك من أزمة اقتصادية.

ويهدد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي وحدة البلاد، إذ تضغط رئيسة وزراء إسكتلندا نيكولا ستورجون على الحكومة البريطانية لتمنحها حق إجراء استفتاء حول استقلال بلادها. وفي حال فوز داعمي الاستقلال، وعدت ستورجون بانضمام إسكتلندا التي صوتت بنسبة 62% ضد البريكست، إلى الاتحاد الأوروبي.

وكانت المملكة المتحدة باشرت حياتها خارج الاتحاد الأوروبي بعد زواج دام قرابة النصف قرن، نهاية الأسبوع الماضي من دون عوائق، حيث غادرت الاتحاد رسميا في 31 يناير/ كانون الثاني 2020، لكنها بقيت في مرحلة انتقالية حتى 31 ديسمبر/ كانون الأول، فيما كان الجانبان يتفاوضان على اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد بريكست تم إبرامه في 24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ويسمح الاتفاق بتجنب فرض رسوم جمركية ونظام حصص. وكان الفشل في التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة ليتسبب بفوضى عند الحدود. إلا أن عودة المعاملات الجمركية التي اختفت مدة عقود قد تؤدي إلى اضطرابات اعتبارا من اليوم، الاثنين، مع معاودة النشاط الكامل.

فللسماح لها بالتنقل على طرقات محافظة كنت، ينبغي على الشاحنات الأوروبية أن تحصل على إذن يوفر إلكترونيا يثبت أنها استكملت مسبقا المعاملات الضرورية. ويواجه المخالفون غرامة قدرها 300 جنيه استرليني (334 يورو).

وتخشى الحكومة أن يتوجه سائقو الشاحنات إلى دوفر من دون هذا الإذن ما قد يؤدي إلى تأخر واختناقات في هذا المرفأ ومحيطه.

وترى الحكومة أن غالبية الشركات الكبيرة باتت جاهزة لاحترام القواعد الجديدة، إلا أن نصف الشركات الصغيرة والمتوسطة قد لا تكون اتخذت الإجراءات الضرورية للتصدير إلى أوروبا. ولتجنب الاختناقات، أقامت الحكومة مواقف شاحنات شاسعة واعتمدت أذونات لدخول منطقة كنت.

وكان السائق الروماني ألكسندرو راريتشي وصل، صباح الجمعة الماضي، إلى بريطانيا وكانت رحلته "طبيعية بالكامل" على ما قال لوكالة فرانس برس، فيما أقر بأنه لم يسمع من قبل عن ترخيص للتنقل داخل كنت.

وتضاف المعاملات الجديدة عند الحدود إلى لزوم خضوع سائقي الشاحنات لفحص "كوفيد-19" قبل 72 ساعة على الأقل من عبورهم بحر المانش على أن تكون نتيجته سالبة، في إجراء فرضته فرنسا لتجنب دخول مصابين إلى أراضيها.

وأعلنت وزارة النقل البريطانية، يوم السبت الماضي، إقامة 20 موقعاً لإجراء فحوصات في البلاد، خلال عطلة نهاية الأسبوع، على أن تليها أخرى إضافية خلال الأسبوع الراهن.

وأوضح وزير النقل غرانت شابس "هذه المراكز الجديدة في محطات الوقود والشركات ستساعد في تقليص التأخر". والهدف من ذلك تجنب المشاهد الفوضوية التي سجلت قرابة عيد الميلاد عندما علقت آلاف الشاحنات في بريطانيا بعد إقفال فرنسا للحدود بسبب الارتفاع الكبير في الإصابات جراء فيروس كورونا المتحور. وتمكنت الشاحنات من معاودة طريقها بعد خضوع السائقين لفحوصات بمشاركة نحو ألف عسكري.

وخلافا للاتحاد الأوروبي قررت الحكومة البريطانية فرض عمليات تدقيق جمركية عند الحدود تدريجا. وهي لن تشمل البضائع كلها إلا اعتباراً من يوليو/ تموز الماضي.

وعلى صعيد سوق المال، شهدت بورصة لندن ارتفاعا بأكثر من 1.5%، في بداية قوية للعام 2021 في أول يوم تداول منذ الخروج الرسمي من السوق الموحدة.

وارتفع مؤشر"فوتسي 100" المرجعي بنسبة 1.54%، ليصل إلى 6560.33 نقطة عند الافتتاح، بعدما خسر ليلة رأس السنة الجديدة 1.5% عند التداول به للمرة الأخيرة.

وفي منطقة اليورو، ارتفع مؤشر "داكس 30" في فرانكفورت بنسبة 1.2% وكذلك فعل مؤشر "كاك 40" في باريس بزيادة بلغت 1.3%.

وقال ريتشارد هانتر رئيس قسم الأسواق في "شركة إنترأكتيف إنفستور" للوساطة المالية لوكالة رويترز: "ما زالت الآثار الفعلية لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي غير معروفة، لكن التوصل إلى اتفاق تجاري قبل الموعد النهائي يزيل بعض العبء الذي كان يطارد المؤشر لبعض الوقت".

في هذه الأثناء، انتقل تداول الأسهم المقومة باليورو من لندن إلى منصات جديدة في الاتحاد الأوروبي، اليوم. وتنامي تداول الأسهم المقومة باليورو في سيبو يوروب ووحدات تركويز لبورصة لندن في أمستردام ومنصة بورصة أكويس الجديدة في باريس باطراد عند بدء التداول بدون حدوث مشاكل.

المساهمون