بوادر أزمة وقود في عدد من المدن العراقية

16 مارس 2022
شهدت المحطات المفتوحة زخماً شديداً أدى إلى ازدحامات (فرانس برس)
+ الخط -

تشهد محافظات بغداد ونينوى وكركوك، نقصاً بـالوقود وتحديداً البنزين، حيث أغلقت عدة محطات للتعبئة أبوابها منذ يومين في العاصمة العراقية، فيما تفيد مصادر محلية بتسجيل طوابير انتظار طويلة أمام المحطات المفتوحة.

وقالت مصادر محلية من بغداد لـ"العربي الجديد"، إنّ "30% من محطات تعبئة الوقود في العاصمة مغلقة منذ يومين، دون إيضاح من السلطات المعنية أو وزارة النفط، فيما شهدت المحطات المفتوحة زخماً شديداً أدى إلى ازدحامات"، مبينة أنّ "الأسعار لم تتغيّر، لكن هناك أزمة في توفير البنزين".

واشتكى سائق الأجرة إبراهيم عماد، وهو من حي الدورة، من "مروره بأكثر من أربع محطات على الطريق السريع محمد القاسم، وكانت جميع المحطات مغلقة"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أنّ "عمّال المحطة أخبروني بعدم وجود الوقود لديهم، وتحديداً البنزين".

وفي الموصل، مركز محافظة نينوى شمالي العراق، دخلت أزمة الوقود يومها السابع، مع وصول طوابير السيارات الى مسافات طويلة جداً لم تشهدها المدينة منذ تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش".

وقال النائب عن نينوى مزاحم الخياط، إنه ومجموعة من النواب يعتزمون الاجتماع بالحكومة المحلية و"مواجهتها بالفشل والإخفاق الذي تعاني منه في إدارة الأزمات، وضمنها أزمة الوقود"، وفق تصريح صحافي له، أشار فيه إلى أنّ "المواطن أصبح ضحية الأزمة الاقتصادية التي حدثت بسبب سوء الإدارة".

وفي وقتٍ سابق، أشار محافظ نينوى نجم الجبوري إلى أنّ "معلومات تفيد بأنّ جزءاً من المنتجات النفطية ربما يُهرّب"، مؤكداً، في تصريحٍ لمحطة فضائية محلية، أنّه أعطى توجيهات لقوات الأمن بتشديد السيطرات (النقاط الأمنية) في سبيل عدم خروج أي منتجات نفطية من المحافظة. مع العلم أنّ محافظة نينوى تتلقى يومياً أكثر من مليوني ليتر من الوقود، وهي أعلى حصة مخصصة لمحافظة عراقية بعد محافظة بغداد.

كما تشهد محافظة كركوك، منذ أيام، زخماً كبيراً على محطات الوقود الحكومية والأهلية، ما اضطر السلطات المحلية إلى اتباع تطبيق "نظام الفردي والزوجي" في محطات الوقود، التي تجهز المركبات بالبنزين المحسّن في مركز المدينة وأطرافها، بحسب وكيل مدير الشركة في كركوك، عدنان محمد خلف.

وقال خلف، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية، إنّ قرار العمل بنظام الزوجي والفردي "جاء لتخفيف الزخم الحاصل في محطات الوقود، وفسح المجال أمام جميع المواطنين للتزود بمادة البنزين"، فيما دعا "أصحاب المركبات للالتزام بهذا النظام، لضمان تسهيل دخول المركبات إلى المحطات، ولتخفيف الزخم المروري والطوابير في المحافظة".

لكن محافظ كركوك راكان الجبوري، قال إنّ النقص الحاصل بالوقود، "يعود إلى ارتفاع أسعار الوقود في محافظات إقليم كردستان، وهو ما يجعل كركوك موقعاً لاستقطاب المواطنين بالمحافظات المحددة بالحصول على الوقود منها".

وتواصل "العربي الجديد"، مع ثلاثة مسؤولين في وزارة النفط العراقية، إلا أنّ جميعهم رفضوا التعليق على الأزمة، إلا أنّ أحدهم كشف أنّ "الأزمة طبيعية ولن تتطور، وتحدث بين فترة وأخرى، وتعمل الوزارة حالياً على رفد المناطق التي تشهد نقصاً بمادة البنزين بمزيدٍ من الوقود".

ويملك العراق احتياطات هائلة من النفط، فهو ثاني أكبر مصدّر له في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، بحجم إنتاج يقدر بـ3.5 ملايين برميل في اليوم، ويمثّل النفط 90% من عائداته.

المساهمون