عملاق الطاقة الأميركي إكسون موبيل يرسّم دخوله السوق الجزائرية

23 مايو 2024
توقيع الاتفاقية بين سوناطراك الجزائرية وإكسون موبيل - الجزائر 23 مايو 2024 (سوناطراك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إكسون موبيل وسوناطراك وقعتا مذكرة تفاهم لتطوير حقلين للمحروقات في الجزائر، مع التركيز على الموارد غير التقليدية مثل النفط والغاز الصخريين، مما يعكس ثقة دولية في الجزائر وقانون المحروقات الجديد لعام 2019.
- الاتفاقية تمهد لعهد جديد من التعاون لاستكشاف وتطوير موارد الطاقة، بما في ذلك الغاز الصخري، في ظل سعي الجزائر لزيادة إنتاجها من النفط والغاز لتلبية الطلب المحلي والالتزامات الدولية.
- هذا التعاون يهدف إلى تحقيق نمو اقتصادي في الجزائر عبر استغلال الموارد غير التقليدية، مع نقل إكسون موبيل لخبراتها وتكنولوجياتها إلى الجزائر، مما يعزز مكانتها كلاعب رئيسي في سوق الطاقة العالمي.

 

رسّم عملاق الطاقة الأميركي إكسون موبيل دخوله إلى السوق الجزائرية، من خلال مذكرة تفاهم جرى توقيعها مع شركة النفط الحكومية سوناطراك اليوم الخميس، لتطوير حقلين للمحروقات جنوب شرقي وجنوب غربي الجزائر، مع إيلاء أهمية خاصة لموارد البلاد غير التقليدية (نفط وغاز صخريان).

وجرى التوقيع على مذكرة التفاهم بالجزائر العاصمة خلال حفل رسمي حضره الرئيس التنفيذي للشركة الجزائرية المملوكة للدولة رشيد حشيشي، وجون أرديل، وهو نائب الرئيس المكلف بالاستكشاف والفرص الجديدة بشركة إكسون موبيل.

وعلى مدى الأشهر الماضية، زارت وفود من الشركة الأميركية الجزائر وأجرت مباحثات مع وزير الطاقة محمد عرقاب وشركة سوناطراك للمحروقات المملوكة للدولة.

ووفق تصريحات سابقة للوزير عرقاب، فإن الطرفين بحثا فرص الشراكة والاستثمار بين شركتي سوناطراك وإكسون موبيل في مجال تطوير المحروقات، لا سيما في مجال المنبع البترولي والغازي.

وعقب التوقيع، قال رشيد حشيشي إن هذه الخطوة بقدوم عملاق ورائد عالمي للطاقة، وهو إكسون موبيل، إلى الجزائر، تعكس الثقة التي تحظى بها سوناطراك والجزائر على الصعيد الدولي، خصوصا في ظل قانون المحروقات الذي اعتمد عام 2019. وقال في هذا الصدد: "سوناطراك سعيدة بتحقيق هذه الخطوة في مجال التعاون مع إكسون موبيل التي تعتبر رائدة في قطاع الطاقة".

ووفقاً لحشيشي، فإن "توقيع الاتفاقية من شأنه أن يفتح آفاقًا جديدة لتطوير القطاع المنجمي الجزائري، فضلا عن أنه يشهد على الإرادة المشتركة للشركتين، بغية الوصول إلى إقامة استغلال مسؤول ومستدام للموارد الطبيعية لبلادنا".

وأشار مسؤول الشركة الحكومية الجزائرية إلى أن الاتفاق يسمح بدراسة الفرص المتاحة لتطوير موارد المحروقات في حوض أوهانت بولاية إيليزي الحدودية مع ليبيا (جنوب شرق)، وحقول القورارة بالجنوب الغربي للبلاد.

أما مسؤول "إكسون موبيل" الأميركية فكان تركيزه واضحا على المقدرات الكبيرة للجزائر من حيث موارد الطاقة غير التقليدية (نفط وغاز صخريان).

وجدير بالذكر أن الجزائر تتوفر على ثالث احتياطي عالمي من الغاز الصخري خلف الصين والأرجنتين، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية، وبكميات تفوق 19 ألف مليار متر مكعب.

وأطلقت السلطات الجزائرية عمليات تنقيب تجريبية على الغاز الصخري بمنطقة عين صالح وسط صحراء البلاد عام 2015، لكن العملية سرعان ما توقفت في أعقاب احتجاجات شعبية مناهضة للعملية استمرت عدة أسابيع.

وفي كلمته التي ألقاها قبل التوقيع على الاتفاق، أشار جون أرديل إلى أن هذه المذكرة ستضع الأسس الصحيحة لشراكة متينة بين الطرفين من أجل استغلال إمكانيات الجزائر في مجال موارد الطاقة غير التقليدية، وهي إشارة واضحة إلى الغاز الصخري.

وشدد أرديل على أن عملاق الطاقة الأميركي حريص على نقل ما يملكه من خبرات وتجارب، وأيضا تكنولوجيات حديثة ومتطورة، إلى الجزائر، والتي كانت، وفقاً لقوله، من أسباب نجاحه في استغلال الموارد غير التقليدية (النفط والغاز الصخريين) في الولايات المتحدة الأميركية.

وعلق قائلا: "نحن نشاهد الإمكانيات الكبيرة في الموارد غير التقليدية التي تتوفر عليها الجزائر، والتوقيع على مذكرة التفاهم اليوم يعد خطوة أولى جد مهمة نحو استغلال هذه الموارد وخلق وتحقيق نمو اقتصادي للشعب الجزائري".

وتسعى السلطات الجزائرية منذ سنوات لرفع إنتاج النفط والغاز، لتلبية الالتزامات التعاقدية الدولية من جهة، ومجابهة طلب داخلي متنام، خصوصا على الغاز الطبيعي، من جهة ثانية.

وتنتج الجزائر العضو بمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) نحو مليون برميل من البترول الخام يوميا، وما يقارب 130 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، تصدر منها نحو 56 مليارا، وتستهلك 50 أخرى في السوق الداخلية.

وتقول السلطات إن قانون المحروقات المعتمد نهاية 2019 يقدم تحفيزات وتسهيلات ضريبية معتبرة للشركات الأجنبية الراغبة في الاستثمار في البلاد، خصوصا ما تعلق بالبحث والاستكشاف والإنتاج.

ومنذ العام 2020، وقعت سوناطراك عقود تطوير مشاريع نفطية وغازية مع شركاء دوليين بموجب هذا النص التنظيمي.

وتشير بيانات رسمية لعملاق الطاقة الجزائري إلى أنه حقق 35 كشفا نفطيا وغازيا بين 2020 ونهاية 2022، منها واحد فقط مع شريك أجنبي هو "إيني الإيطالية"، لا يزال معظمها بحاجة لعمليات تطوير واستثمار.

وتنشط في الجزائر العديد من شركات الطاقة العالمية، على غرار العملاق الإيطالي "إيني" الذي يعتبر أكبر منتج للمحروقات في البلاد، و"توتال" الفرنسية و"أوكسي" الأميركية و"سينوباك" الصينية و"إيكوينور" النرويجية.

المساهمون