عُمان: السياحة البيئية والتراثية رافعة للاقتصاد

22 مايو 2024
وادي دربات بالقرب من صلالة، في محافظة ظفار، 21 يوليو 2022 (محمد محجوب/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- سلطنة عُمان تنفذ استراتيجيات لتطوير السياحة، مثل تقديم حوافز للاستثمار في المناطق الطبيعية، مما أدى إلى نمو القطاع السياحي بنسبة 36.7% في 2023، ومساهمته بـ2.4% في الناتج المحلي.
- وادي دربات ومدينة قلهات يعكسان الجمال الطبيعي والتاريخي لعُمان، مع تصنيف قلهات كموقع تراث عالمي، ما يعزز من جاذبية السلطنة كوجهة سياحية تجمع بين الثقافة والطبيعة.
- الأنشطة البحرية والجبلية توفر تجارب متنوعة للزوار، من الغوص إلى استكشاف الجبل الأخضر، مبرزة التنوع البيئي والثقافي لعُمان والتزامها بتقديم تجارب سياحية مستدامة.

تسير سلطة عُمان في خطى ثابتة في مجال صناعة السياحة، من خلال تقديم خيارات متعدّدة ليس فقط للسياح ولكن أيضاً لروّاد الأعمال للقيام بمشاريع استثمارية سياحية مستدامة. ققد وضعت السلطنة خلال المعرض العربي لصناعة السياحة أخيرا، استراتيجيات واضحة، لجذب السياح إلى مناطق طبيعية، وتعريف الزوار بمناطق الدولة الريفية. كما أنها قدمت حزمة من المساعدات من خلال خفض تكاليف الضرائب، وغيرها من الأدوات لتشجيع المستثمرين لتنمية المناطق النائية.

ووفق بيانات وزارة السياحة، فقد ساهمت صناعة السياحة في عمان بنسبة 2.4% في الناتج المحلي الإجمالي وشهدت زيادة قوية بنسبة 36.7% في عدد السياح الوافدين في عام 2023. وانطلاقاً من هنا، إن كنت سائحاً، أو رائداً للأعمال، أو محباً لاكتشاف كنوز السلطنة السياحية، وأماكن الترفيه والتراث، إليك هذه المناطق وكيفية زيارتها وتكاليفها.

وادي دربات

وادي دربات هو أجمل وأروع بقعة لمحبّي الطبيعة في منطقة ظفار في سلطنة عمان. يقدم هذا الوادي المذهل كل ما هو مطلوب لقضاء يوم عائلي لا يُنسى. يقدم وادي دربات العديد من الأشياء التي يمكن القيام بها، من ضمنها التنزه في ممرات الوادي، المغطاة بالأشجار، ووسط البحيرات المائية. كما يمكن زيارة الشلالات، فهناك شلالان رائعان في وادي دربات، وهما موسميان، بالإضافة إلى ذلك، فهناك الكثير من النشاطات الترفيهية والرياضية، ومن ضمنها القيام برحلات مائية في بحيرة الربيع، وهي أكبر بحيرة في صلالة محاطة بالجبال الخضراء والطقس الغائم، مما يجعل ركوب القوارب في هذه البحيرة أمرًا لا يقاوم.

كما يمكن تناول الطعام في وادي دربات، من خلال المطاعم والأكشاك الصغيرة، وسمحت السلطات للمستثمرين بتقديم دراسات جدوى لإنشاء مطاعم ومقاه، متخصصة بالأطعمة العمانية، كجزء من تعريف السياح بالمطبخ العماني. ومن لا يرغب في تناول الطعام بالمطاعم، يمكنه الاستمتاع بحفلات الشواء، من خلال إحضار المعدات الأساسية والتوجه إلى المنطقة المخصصة للشواء.

مدينة قلهات

تشتهر عُمان بماضيها التاريخي وتراثها الغني، وفيها عديد من المعالم الأثرية والحصون والآثار التي تم تصنيفها مواقع للتراث العالمي من قبل اليونسكو. وفقا للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات، يوجد في عمان إجمالي 9403 مواقع تراثية، 1029 منها قرى عُمانية ثقافية. وفي يونيو/ حزيران 2018، تم إدراج آثار مدينة قلهات ضمن مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو. تم الاعتراف بمدينة قلهات القديمة، وأنظمة ري الأفلاج في عُمان، والمواقع الأثرية في بات والختم والعين، وقلعة بهلاء وأرض اللبان مواقع للتراث العالمي في عُمان.

وتُعد زيارة القرية، واحدة من أكثر الأماكن استقطاباً للسياح، تقع مدينة قلهات القديمة على بعد حوالي 20 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة صور. ويعود سبب شهرتها وجذبها للسياح، إلى أنها واحدة من المدن التقليدية الفريدة في العالم، إذ تقدم قلهات القديمة دليلاً استثنائياً على وجود مركز تجاري رئيسي، خضع لحكم أمراء هرمز واستفاد من موقعه الجيوسياسي في المنطقة.

مغامرات لاكتشاف أعماق البحار

تتمتع سلطنة عُمان بسواحل رائعة ومياه تعج بالحياة البحرية الغنية التي تجذب عشاق الرياضات المائية من مختلف أنحاء العالم. يعد الغوص نشاطًا شائعاً في عمان بسبب مواقع الغوص العمانية المذهلة مثل جزيرة الديمانيات، وحطام المناصير وجزيرة الفحل. وتقع جزيرة الديمانيات على بعد 30 إلى 40 دقيقة بالقارب من مسقط، وتوفر تجارب رائعة للغطس والغوص.

تعد المياه الفيروزية موطنًا لعدد كبير من أنواع الأسماك والسلاحف وثعابين موراي وأسماك القرش النمرية. وتُعد جزيرة الديمانيات محمية طبيعية منذ عام 1996. كما يمكن زيارة حطام المناصير، والأخيرة كانت سفينة حربية تم تشغيلها في عام 1979. وقد استخدمتها البحرية الملكية العمانية لنقل البضائع والدبابات والمعدات الأخرى والقوات. تم إغراق السفينة عمداً في 21 إبريل/ نيسان 2003، لتكون بمثابة شعاب مرجانية صناعية للحياة البحرية. يقع موقع الغوص الشهير هذا قبالة سواحل مسقط (محمية بندر الخيران) على عمق يتراوح بين 10 أمتار و30 متراً.

الجبل الأخضر

للوهلة الأولى، يبدو اسم الجبل الأخضر وكأنه جبل مغطّى بالأشجار، لكن في الحقيقة يخفي الجبل وراءه عديد من المناظر الطبيعية التي تشكل جزءا من هوية البلاد. يضم الجبل الكثير من الهضاب الخضراء، والمحميات الطبيعية التي تضم بعض الحيوانات النادرة العربية الأصيلة. وغالباً ما يتم التغاضي عن المنطقة، التي تبعد ساعتين بالسيارة عن العاصمة العمانية مسقط، بفضل موقعها البعيد وتضاريسها الوعرة. ومع ذلك، يمكن لأولئك الذين يقومون بالرحلة إلى هناك أن يلمحوا القرى العمانية الأصيلة ويستمتعوا بالمناظر الجبلية الشاملة.

ويُعد المشي بصحبة مرشد، وسيلة جيدة لرؤية القرى والحدائق والبساتين المخفية. يمكننا ترتيب جولة تبدأ من قرية العقور وتطل على وادي المعيدين والقرى المجاورة، ثم السير عبر عدّة قرى صغيرة بالإضافة إلى المدرجات والبساتين والحدائق، والتعرّف إلى طرق الري والزراعة التقليدية. وتشتهر المناطق المحيطة بالجبل بزراعة الورود. ويمكن رؤية مزيد من القرى النائية في جولة إلى أعالي القمم الجبلية. ويتيح ذلك الطريق استكشاف قرى مثل وادي بني حبيب، وهي قرية مليئة بالمباني الطينية التي تتحلّل ببطء.

المساهمون