هموم مالية واستثمارية على وقع الحرب في منتدى قطر الاقتصادي

هموم مالية ومصرفية واستثمارية على وقع طبول الحرب في منتدى قطر الاقتصادي

14 مايو 2024
وزير المالية القطري علي بن أحمد الكواري ونظيره السعودي محمد الجدعان (كريم جعفر/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة شهد مناقشات حول الهموم المالية والاقتصادية في ظل التطورات السياسية والحربية، مع تركيز خاص على الأوضاع في فلسطين وأهمية الاستثمار في السعودية ضمن "رؤية 2030".
- تم التركيز على استقرار العملات ومكافحة التضخم، مع إشارة إلى نجاح ربط الريال القطري بالدولار والتزام تركيا بخفض التضخم، بالإضافة إلى مناقشة تأثير الائتمان الخاص على الاستقرار المالي.
- صناديق الثروة السيادية في الخليج تعيد توجيه استراتيجياتها الاستثمارية نحو استخدام الصفقات العالمية لتحقيق أهداف محلية، مع استمرار الاهتمام بالاستثمار في الصين، خاصة في القطاع الاستهلاكي والذكاء الاصطناعي.

حضرت هموم وزارات المالية والرؤى الاقتصادية والتوجهات المصرفية والاستثمارية بقوة في حوارات منتدى قطر الاقتصادي الذي يواصل فعالياته في الدوحة ويحظى بمتابعة واسعة النطاق على ضوء التطورات السياسية والحربية التي تشغل المنطقة، لا سيما العدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية. ورغم طغيان صوت المدافع وشراسة الغارات على الكلمات الافتتاحية للمؤتمر، فقد غاصت الجلسات الحوارية المختلفة في أعماق الشؤون القطاعية على نحو أكثر تفصيلاً.

وبرزت في السياق مشاركة وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، وإلى جانبه نظيره القطري علي بن أحمد الكواري، في منتدى قطر الاقتصادي بحيث أمل الضيف السعودي أن يصبح الاستثمار في بلاده "حقيقة دائمة"، لا سيما أنها عازمة على تهيئة الظروف الملائمة للاستثمار السهل في المنطقة، وفقاً لما نقلته عنه "بلومبيرغ" عصر اليوم الثلاثاء. كما أشار الجدعان إلى العلاقة بين الدخل غير النفطي والإنفاق الحكومي.

وعلى الرغم من الرياح المعاكسة، مثل التضخم العالمي وارتفاع أسعار الفائدة، قال إن الإيرادات غير النفطية للسعودية تغطي الآن حوالي 37% من الإنفاق الحكومي، ارتفاعاً من حوالي 10% عندما تم الإعلان عن "رؤية 2030" للمرة الأولى في عامي 2015 و2016.

كما قال الجدعان إن المملكة كانت متحفظة للغاية عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بعائدات النفط، مما يضمن استدامة خططها ومشاريعها الاستثمارية، فيما تقول "بلومبيرغ إيكونوميكس" إن السعودية تحتاج إلى سعر نفط يبلغ 108 دولارات للبرميل لتحقيق التوازن في ميزانيتها إذا تم أخذ الإنفاق المحلي لصندوق الثروة في الاعتبار. وهذا أعلى بكثير من سعر خام برنت اليوم البالغ 83 دولاراً. لكن الجدعان، مع ذلك، يؤكد أن المملكة مرتاحة لمكان وجود النفط.

واعتلى رؤساء البنوك المركزية منصة منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة، وقال محافظ مصرف قطر المركزي الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني، إن ربط الريال القطري بالدولار الأميركي كان ناجحاً للغاية بالنسبة للبلاد، مضيفاً أن "مهمتنا هي الحفاظ على ربط العملة بالدولار. لن نرى أي تدفقات لرأس المال من البلاد".

وفي الجلسة عينها، قال رئيس البنك المركزي التركي فاتح كاراهان أمام منتدى قطر الاقتصادي إن البنك المركزي ملتزم بالحفاظ على موقف سياسي محكم لخفض التضخم، وهو مستعد للتحرك. وقال: "نحن ندرك المخاطر الصعودية" على التضخم.

وفي حين يقوم المنظمون في جميع أنحاء العالم بفحص الائتمان الخاص عن كثب بحثاً عن الكيفية التي يمكن أن يهدد بها الاستقرار المالي، فإن مارك ناخمان الذي يقود أعمال إدارة الأصول والثروات في "غولدمان ساكس" يجادل بالعكس، قائلاً إنه حتى لو تصاعدت حالات التخلف عن السداد، فإن ذلك يعني فقط عوائد أقل لمستثمري الائتمان من القطاع الخاص. وفي حين أنه إذا تم الاحتفاظ بهذه القروض في الميزانيات العمومية للبنوك وبدأت الخسائر في الارتفاع، فقد يتسبب ذلك في آلام اقتصادية حقيقية.

صناديق الثروة الخليجية تغيّر طرق استثماراتها؟

على صعيد آخر، قال كبير مسؤولي الاستثمار في "تيماسيك" روهيت سيباهيمالاني في كلمته أمام منتدى قطر الاقتصادي إن صناديق الثروة السيادية الخليجية تغير بشكل متزايد طريقة استثمارها، مع زيادة التركيز على استخدام الصفقات العالمية لتحقيق شيء ما في اقتصاداتها المحلية. وقد أصبح هذا الاتجاه أكثر وضوحا في السعودية وأبوظبي.

وقال سيباهيمالاني إن "تيماسيك" أبرمت بالفعل شراكات مع بعض الصناديق السيادية الخليجية في صفقات دولية، لكنها لا ترى حاجة كبيرة لاستخدام رأسمالها في المنطقة. وبدلاً من ذلك، سيركز الصندوق المملوك للدولة في سنغافورة على دفع الشركات الاستثمارية إلى التوسع في الشرق الأوسط.

وتعكس تعليقاته تصريحات سابقة أدلى بها مارك ناخمان من مصرف "غولدمان ساكس" على تلفزيون بلومبيرغ على هامش الحدث، عندما قال إن شركته تركز على إنشاء عدد من الاستراتيجيات لجذب المستثمرين الدوليين لضخ الأموال في المنطقة.

وعلى الرغم من التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بين بكين وواشنطن، قال بروس فلات من "بروكفيلد"، إنه لا يزال يرى رغبة كبيرة من المستثمرين في نشر الأموال في الصين. ففي الواقع، فهو يرى الكثير من الاهتمام من صناديق الثروة السيادية في الشرق الأوسط للاستثمار في الصين من أجل ملء فراغ المستثمرين الأميركيين الذين ينسحبون.

واتفق معه الرئيس التنفيذي لهيئة قطر للاستثمار منصور بن إبراهيم آل محمود، وقال أمام منتدى قطر الاقتصادي إن شركته تركز على الفرص المتاحة في القطاع الاستهلاكي في جميع أنحاء الصين. ومثل أقرانه في الخليج، يقوم صندوق الثروة السيادية القطري باستخدام بعض ثروته الهائلة من الطاقة في الذكاء الاصطناعي.

لكن المحمود أبدى أيضاً ملاحظة تحذيرية، قائلا إنه لا يعرف حتى الآن من سيكون الفائز في مجال الذكاء الاصطناعي. وقال: "ليس من الواضح أين سيكون الفوز الكبير في الذكاء الاصطناعي"، مقارنا ما حدث بالتسعينيات عندما برز العديد من محركات البحث ولكن بعضها مثل AltaVista خسر في النهاية.

Mansoor Bin Ebrahim Al-Mahmoud
منصور بن إبراهيم آل محمود (بلومبيرغ)

 

المساهمون