يصر تنظيم "الدولة الإسلامية" في حربه على تجفيف منابع الوقود العراقي، عبر مساعيه للسيطرة على مصفاة بيجي الأكبر في البلاد والتي تمول العاصمة وضواحيها بكامل احتياجاتها من المشتقات النفطية، ما يدفع بغداد بقوة نحو استيراد الوقود الإيراني.
ويقول مسؤولون في الحكومة المركزية ببغداد إن تنظيم "داعش" يتبع سلسلة تحركات استراتيجية خلال تقدمه في المعارك مع القوات الأمنية العراقية، يهدف من خلالها لبسط السيطرة الكاملة على مصافي وحقول النفط ومشتقاته.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد في مقابلة هاتفية مع "العربي الجديد"، إن داعش تسبب في استنزاف النفط العراقي في مناطق نفوذه.
وأوضح جهاد، أن اعتماد الاقتصاد العراقي على القطاع النفطي دفع التنظيم إلى التركيز على الحقول والمصافي في محاولة لتجفيف منابع إيرادات الدولة.
ويعتمد العراق العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) على الذهب الأسود في تغطية أكثر من 95% من نفقاته، وينتج 3.5 ملايين برميل خام يومياً على الأقل، يصدر منها بحدود 2.8 مليون برميل يومياً.
ولم يعد العراق وحده الذي يعتمد على النفط مورداً رئيساً لخزانته العامة، إذ بات النفط يشكل نحو 90% من إيرادات تنظيم الدولة الإسلامية، وفق جهاد، الذي أكد على استهداف داعش لحقول النفط بهدف زيادة موارده المالية، في ظل ارتفاع نفقات الحرب عليه وتزايد أعداد الجهاديين المنضمين إليه.
وأشار جهاد إلى أن الصادرات النفطية وحجم المحروقات المطروحة في الأسواق العراقية تراجع بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية، خاصة مع توقّف العمل في مصفاة بيجي الواقعة في محافظة صلاح الدين، والتي تعد من أكبر مصافي البلاد النفطية.
وقبل أن تحاصرها قوات داعش ظلت مصفاة بيجي في منأى عن الأحداث منذ سيطرة "داعش" على مساحات واسعة من شمال وغرب البلاد الصيف الماضي، لكنها متوقفة عن العمل منذ ذلك الحين. وكانت المصفاة تنتج قبل توقفها عن العمل نحو 170 ألف برميل من المشتقات النفطية يتم استهلاكها محلياً. وتبعد عن العاصمة العراقية نحو 228 كلم.
وذكر جهاد، أن الأنابيب النفطية الاستراتيجية سواء في المناطق الشمالية أو الغربية خرجت عن نطاق سيطرة وزارة النفط وأصبحت تحت سيطرة مسلحي داعش الذي بدأ ببيع النفط وينقله عبر هذه الأنابيب بكميات كبيرة تصل قيمتها إلى مليون دولار يومياً.
ويشن تنظيم داعش بين فترة وأخرى هجمات قوية ومباغته على المواقع النفطية بهدف السيطرة عليها وكان آخرها قبل يومين حيث تمكن الجيش العراقي والشرطة الاتحادية بمساندة مليشيا الحشد الشعبي وأبناء العشائر من صد أكبر هجوم لتنظيم داعش على حقول العلاس النفطية الواقعة على سلسلة جبال حمرين بين محافظتي صلاح الدين وكركوك.
وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن لـ "العربي الجديد": إن هذا الهجوم يأتي بعد سلسلة من الهجمات المتواترة التي يقوم بها داعش على هذه المناطق.
وأكد أن التنظيم خسر خلال هذه الهجمات العشرات من مقاتليه وعدد من معداته العسكرية، مشيراً إلى أن التنظيم لا يزال يملك زمام المبادرة في الهجوم وإشغال القطعات العسكرية في محاولة لاستعادة السيطرة على هذه المناطق الغنية بالنفط اقتصادياً وتأمين حركة مسلحيه بين كركوك وصلاح الدين.
اقرأ أيضا: العراق يُنشئ مصفاة نفط لتعويض خسائر "بيجي"
وقال إن داعش يحاصر منذ أكثر من شهرين، مصفاة بيجي بهدف تنفيذ عمليتين كبيرتين، الأولى هي الاستيلاء ولو على جزء من آبار نفط كركوك الغنية، والثانية السيطرة على مصفاة بيجي لتكتمل دورة استخراج النفط وتصفيته والتجارة به.
ويعتمد التنظيم في إنتاج الوقود الخاص به وبالمناطق التي يسيطر عليها في سورية والعراق، على مصافي نفط عشوائية تهدر كميات كبيرة من الخام، فضلاً عن أنها ملوثة للبيئة.
وفي سياق متصل، قال خبير النفط العراقي، فؤاد قاسم الأمير، إن اقتصاد بلاده يعاني أزمة حادة بسبب استمرار المعارك بين القوات الأمنية وداعش من جهة، وانخفاض أسعار النفط العالمية والصادرات العراقية من جهة أخرى، الأمر الذي سيدفع بالحكومة العراقية إلى إعلان إفلاسها في القريب العاجل.
وأشار الأمير في حديث لـ "العربي الجديد" إلى أن تنظيم داعش جلب بعض الخبراء الأجانب لاستخراج النفط من الحقول التي يسيطر عليها ويقوم ببيعه بأسعار زهيدة عبر الأنابيب والصهاريج لضمان استمرارية تمويل مقاتليه بالعدة والعدد.
وقالت عضو لجنة النفط والطاقة في البرلمان العراقي، فاطمة الزركاني لـ "العربي الجديد" أن تنظيم داعش يهرب النفط الخام العراقي في صهاريج تمر من خلال أو بالقرب من قضاء طوزخورماتو، باتجاه إقليم كردستان شمال العراق، أو تسلك طرقاً ترابية باتجاه غرب العراق بعيداً عن سيطرة الأجهزة الأمنية أو قوات البيشمركة الكردية.
وأضافت الزركاني، أن الجماعات المسلحة وداعش يسرقون النفط الخام من آبار نفط قرب سلسلة جبال حمرين، وكذلك هناك آبار نفط تبعد 35 كيلومتراً غرب طوزخورماتو لأن تلك المناطق لا تقع تحت سيطرة الحكومة أو القوات العسكرية.
وحمّل نواب وخبراء اقتصاد تنظيم داعش مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي في العراق، خصوصاً أن البلاد تواجه حالياً أزمة متفاقمة تتمثل في الكهرباء.
وقال الخبير الاقتصادي وعضو مجلس النواب مهدي الحافظ، في تصريحات صحافية إن تنظيم داعش احتل مناطق واسعة من العراق ويعمل على تدمير شبكات نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية، مضيفاً أن وزارة الكهرباء غير مسؤولة عن استمرار أزمة انقطاع التيار في البلاد.
وتشير تقارير محلية إلى أن العراق أبرم اتفاقاً مع إيران للتزود بكميات من الوقود كلما دعت الحاجة.
اقرأ أيضا: "داعش" يفرض الزكاة على المصافي النفطية في سورية
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد في مقابلة هاتفية مع "العربي الجديد"، إن داعش تسبب في استنزاف النفط العراقي في مناطق نفوذه.
وأوضح جهاد، أن اعتماد الاقتصاد العراقي على القطاع النفطي دفع التنظيم إلى التركيز على الحقول والمصافي في محاولة لتجفيف منابع إيرادات الدولة.
ويعتمد العراق العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) على الذهب الأسود في تغطية أكثر من 95% من نفقاته، وينتج 3.5 ملايين برميل خام يومياً على الأقل، يصدر منها بحدود 2.8 مليون برميل يومياً.
ولم يعد العراق وحده الذي يعتمد على النفط مورداً رئيساً لخزانته العامة، إذ بات النفط يشكل نحو 90% من إيرادات تنظيم الدولة الإسلامية، وفق جهاد، الذي أكد على استهداف داعش لحقول النفط بهدف زيادة موارده المالية، في ظل ارتفاع نفقات الحرب عليه وتزايد أعداد الجهاديين المنضمين إليه.
وأشار جهاد إلى أن الصادرات النفطية وحجم المحروقات المطروحة في الأسواق العراقية تراجع بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية، خاصة مع توقّف العمل في مصفاة بيجي الواقعة في محافظة صلاح الدين، والتي تعد من أكبر مصافي البلاد النفطية.
وقبل أن تحاصرها قوات داعش ظلت مصفاة بيجي في منأى عن الأحداث منذ سيطرة "داعش" على مساحات واسعة من شمال وغرب البلاد الصيف الماضي، لكنها متوقفة عن العمل منذ ذلك الحين. وكانت المصفاة تنتج قبل توقفها عن العمل نحو 170 ألف برميل من المشتقات النفطية يتم استهلاكها محلياً. وتبعد عن العاصمة العراقية نحو 228 كلم.
وذكر جهاد، أن الأنابيب النفطية الاستراتيجية سواء في المناطق الشمالية أو الغربية خرجت عن نطاق سيطرة وزارة النفط وأصبحت تحت سيطرة مسلحي داعش الذي بدأ ببيع النفط وينقله عبر هذه الأنابيب بكميات كبيرة تصل قيمتها إلى مليون دولار يومياً.
ويشن تنظيم داعش بين فترة وأخرى هجمات قوية ومباغته على المواقع النفطية بهدف السيطرة عليها وكان آخرها قبل يومين حيث تمكن الجيش العراقي والشرطة الاتحادية بمساندة مليشيا الحشد الشعبي وأبناء العشائر من صد أكبر هجوم لتنظيم داعش على حقول العلاس النفطية الواقعة على سلسلة جبال حمرين بين محافظتي صلاح الدين وكركوك.
وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن لـ "العربي الجديد": إن هذا الهجوم يأتي بعد سلسلة من الهجمات المتواترة التي يقوم بها داعش على هذه المناطق.
وأكد أن التنظيم خسر خلال هذه الهجمات العشرات من مقاتليه وعدد من معداته العسكرية، مشيراً إلى أن التنظيم لا يزال يملك زمام المبادرة في الهجوم وإشغال القطعات العسكرية في محاولة لاستعادة السيطرة على هذه المناطق الغنية بالنفط اقتصادياً وتأمين حركة مسلحيه بين كركوك وصلاح الدين.
اقرأ أيضا: العراق يُنشئ مصفاة نفط لتعويض خسائر "بيجي"
وقال إن داعش يحاصر منذ أكثر من شهرين، مصفاة بيجي بهدف تنفيذ عمليتين كبيرتين، الأولى هي الاستيلاء ولو على جزء من آبار نفط كركوك الغنية، والثانية السيطرة على مصفاة بيجي لتكتمل دورة استخراج النفط وتصفيته والتجارة به.
وفي سياق متصل، قال خبير النفط العراقي، فؤاد قاسم الأمير، إن اقتصاد بلاده يعاني أزمة حادة بسبب استمرار المعارك بين القوات الأمنية وداعش من جهة، وانخفاض أسعار النفط العالمية والصادرات العراقية من جهة أخرى، الأمر الذي سيدفع بالحكومة العراقية إلى إعلان إفلاسها في القريب العاجل.
وأشار الأمير في حديث لـ "العربي الجديد" إلى أن تنظيم داعش جلب بعض الخبراء الأجانب لاستخراج النفط من الحقول التي يسيطر عليها ويقوم ببيعه بأسعار زهيدة عبر الأنابيب والصهاريج لضمان استمرارية تمويل مقاتليه بالعدة والعدد.
وقالت عضو لجنة النفط والطاقة في البرلمان العراقي، فاطمة الزركاني لـ "العربي الجديد" أن تنظيم داعش يهرب النفط الخام العراقي في صهاريج تمر من خلال أو بالقرب من قضاء طوزخورماتو، باتجاه إقليم كردستان شمال العراق، أو تسلك طرقاً ترابية باتجاه غرب العراق بعيداً عن سيطرة الأجهزة الأمنية أو قوات البيشمركة الكردية.
وأضافت الزركاني، أن الجماعات المسلحة وداعش يسرقون النفط الخام من آبار نفط قرب سلسلة جبال حمرين، وكذلك هناك آبار نفط تبعد 35 كيلومتراً غرب طوزخورماتو لأن تلك المناطق لا تقع تحت سيطرة الحكومة أو القوات العسكرية.
وحمّل نواب وخبراء اقتصاد تنظيم داعش مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي في العراق، خصوصاً أن البلاد تواجه حالياً أزمة متفاقمة تتمثل في الكهرباء.
وقال الخبير الاقتصادي وعضو مجلس النواب مهدي الحافظ، في تصريحات صحافية إن تنظيم داعش احتل مناطق واسعة من العراق ويعمل على تدمير شبكات نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية، مضيفاً أن وزارة الكهرباء غير مسؤولة عن استمرار أزمة انقطاع التيار في البلاد.
وتشير تقارير محلية إلى أن العراق أبرم اتفاقاً مع إيران للتزود بكميات من الوقود كلما دعت الحاجة.
اقرأ أيضا: "داعش" يفرض الزكاة على المصافي النفطية في سورية