استطلاع: تخمة النفط العالمية ستحدّ من المكاسب هذا العام

31 مايو 2016
توقعات بعودة إنتاج إيران إلى مستوى ما قبل العقوبات(Getty)
+ الخط -

أظهر استطلاع رأي نُشرت نتائجه، اليوم الثلاثاء، أن من المرجح أن تحدّ تخمة معروض النفط العالمي من مكاسب أسعار الخام في العام الحالي، رغم سلسلة من حالات تعطل الإنتاج غير المتوقعة، وانكماش إنتاج النفط الصخري الأميركي.

وتسببت حرائق الغابات في كندا، والاضطرابات السياسية في فنزويلا، وتعطل الإمدادات في نيجيريا وليبيا، في توقف إنتاج ما يقرب من أربعة ملايين برميل يوميا.

وقاد ذلك إلى تهدئة المخاوف من تخمة المعروض، وساهم في دفع أسعار النفط إلى قرب 50 دولارا للبرميل، للمرة الأولى في سبعة أشهر.

لكن بعض المحللين لا يتوقعون أن يزيد المتوسط السنوي لأسعار النفط عن هذا المستوى كثيرا قبل العام المقبل.

وفي أحدث استطلاعات الرأي الشهرية التي تجريها وكالة أنباء رويترز، توقع المحللون الثلاثة والثلاثون الذين شاركوا في الاستطلاع، أن يصل متوسط سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في 2016 إلى 43.60 دولارا للبرميل، بزيادة 1.30 دولار عن توقعات الشهر الماضي، بوصوله إلى 42.30 دولارا للبرميل.

ويمثل ذلك ثالث زيادة شهرية على التوالي في توقعات أسعار برنت، التي بلغ متوسطها نحو 39 دولارا للبرميل منذ بداية العام.




غير أن مخزونات النفط العالمية، التي بلغت مستويات قياسية مرتفعة، من المتوقع أن تحول دون تحقيق أي مكاسب كبيرة لبعض الوقت.

وأظهر الاستطلاع، أن من المتوقع أن يصل متوسط سعر برنت في العقود الآجلة إلى 56.40 دولارا للبرميل في 2017، على أن يرتفع إلى 64.30 دولارا في 2018.

وقال توماس بيو، محلل السلع الأولية لدى كابيتال ايكونوميكس، "حالات تعطل الإنتاج من العوامل الرئيسية الداعمة للأسعار في الوقت الحالي. لا نعتقد أن الأسعار ستزيد كثيرا عما هي عليه الآن".

وأضاف "في الواقع، نرى أن الأسعار معرّضة للنزول في الأمد القريب إذا عادت بعض الإمدادات المتوقفة، أو ظهرت دلائل على أن ارتفاع الأسعار يحفز المزيد من الإنتاج".

ويتوقع المحللون المشاركون في الاستطلاع أن يبلغ متوسط الخام الأميركي في العقود الآجلة 42 دولارا للبرميل في 2016، بزيادة 1.50 دولار عن التقديرات في استطلاع الشهر الماضي. وبلغ متوسط الخام الأميركي في العقود الآجلة نحو 38 دولارا للبرميل منذ بداية العام.

وأجمع المحللون على توقع عدم اتخاذ قرارات مهمة في اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) هذا الأسبوع.

غير أن بعض المحللين أبدوا قلقهم من حالة الغموض التي تكتنف استراتيجية السعودية، في ظل تنافسها مع إيران على الحصة السوقية، وبعد تعيين وزير الطاقة الجديد، خالد الفالح.

وقال هاري تشيلينجويريان، المحلل لدى بي.إن.بي باريبا "لا نتوقع الكثير من (اجتماع) أوبك القادم، في ضوء حالة الاضطراب في علاقات المنتجين عقب اجتماع الدوحة. ما سيراقبه الناس هو موقف السعودية ونواياها في عهد وزير الطاقة الجديد، خالد الفالح".

وعبر المحللون أيضا عن دهشتهم من الوتيرة التي رفعت بها إيران إنتاجها، ويتوقعون عودتها إلى مستوى إنتاج ما قبل العقوبات، بحلول الربع الثالث من العام الحالي، على أقصى تقدير.

وقال راهول بريثياني، المدير لدى كريسيل للأبحاث "سوق النفط متخمة بالفعل بفائض في المعروض، يتراوح بين مليون و1.5 مليون برميل يوميا، وحيث إن من المرجح أن تزيد إيران الإنتاج بما لا يقل عن 500 ألف إلى مليون برميل يوميا في الأمد القريب، ورغم انخفاض الإنتاج الصخري الأميركي بما يتراوح بين 600 ألف و800 ألف برميل يوميا، فإن السوق عموما ستظل متخمة بالمعروض، مع توقع استمرار ضعف نمو الطلب".

ويتوقع معظم المحللين أن يطابق المعروض الطلب في العام المقبل، لكنهم اتفقوا على أن الأمر قد يستغرق وقتا أطول للتخلص من المخزونات الفائضة في السوق.

 

المساهمون