هل يصبح النفط السعودي ضحية لسياسات ترامب؟

16 مايو 2018
ترامب يتخوف من تلاعب بوتين بأمن الطاقة (Getty)
+ الخط -


هل يصبح النفط السعودي ضحية لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب؟ سؤال بات يثار في أوساط خبراء الطاقة، حيث تشير توقعات أميركية إلى أن ترامب بات يتخوف من خطط روسية للهيمنة على أمن الطاقة العالمي، عبر التحالف النفطي الجاري بين موسكو وكل من الرياض وإيران.

ويرى ترامب أن بداية هذه الهيمنة النجاح في تحديد سعر النفط الذي تريده موسكو، إذ تمكنت عبر هذا التحالف من رفع الأسعار إلى مستوى 78 دولاراً الحالي، وبالتالي تمكنت كل من روسيا وإيران من التخفيف من أزماتهما الاقتصادية.

وحسب تحليل في مجلة "فورن بوليسي" الأميركية، فإن ترامب يرى أن التحالف النفطي بين الرياض وموسكو يستهدف التلاعب بسوق النفط العالمي. 

ولاحظت المجلة في تقريرها أن ترامب من هذا المنطلق هاجم ارتفاع أسعار النفط في تغريدته الشهيرة التي قال فيها، "يبدو أن أوبك تعيد الكرّة من جديد... في ظل الكميات القياسية من النفط في كل مكان، بما في ذلك السفن المحملة عن آخرها في البحر، أسعار النفط مرتفعة جداً على نحو مصطنع وهذا ليس جيداً ولن يكون مقبولاً!". 

وحسب التقرير الأميركي، فإن ترامب الذي سيخوض انتخابات الكونغرس في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، يتخوف من التداعيات السلبية على الحزب الجمهوري، إذ أضاف ارتفاع أسعار النفط نحو 400 دولار سنوياً إلى فاتورة الوقود بالنسبة للمواطن الأميركي، وهو ما قد يضر بفرص فوز حزبه بأغلبية في الكونغرس.

وعلى الرغم من أن شركات النفط الأميركي استفادت من ارتفاع أسعار النفط إلى فوق 72 دولاراً لخام غرب تكساس الخفيف و78 دولاراً لخام برنت، إلا أن ارتفاع أسعار الوقود يقلق الرئيس ترامب. 


ويأمل الرئيس الأميركي عبر تغريدته في ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات تفيد صناعة النفط في أميركا ولا تضر بمستهلك الوقود في أميركا، كما أنه، وحسب التحليل، يتخوف من أن يساهم ارتفاع النفط في تقوية الاقتصادين الروسي والايراني.

ومن المتوقع أن يتواصل انخفاض العقود الصينية والآسيوية على النفط السعودي، مع ضغط الإدارة الأميركية على الصين ودول آسيا بخفض فوائضها التجارية.

ويطالب ترامب العديد من دول العالم، وعلى رأسها الصين وحلفاؤه في أوروبا وآسيا، بخفض عجز الميزان التجاري الأميركي عبر استقبال مزيد من الصادرات الأميركية.

وتتجه هذه الدول التي لا ترغب في خسارة السوق الأميركي، البالغ حجمه أكثر من 11 ترليون دولار، نحو زيادة وارداتها من السلع والبضائع الأميركية.



وتجد العديد من دول العالم أن أيسر وسيلة لزيادة وارداتها من أميركا، هي زيادة واردات النفط الصخري الأميركي الخفيف وتقليل مشتريات العربي.

في هذا الصدد، قال تجار اليوم الأربعاء إن من المتوقع أن ترتفع كمية النفط الأميركي الخام التي تصل إلى آسيا إلى مستوى جديد في يوليو/ تموز المقبل، في الوقت الذي تسعى فيه شركات التكرير الآسيوية وراء إمدادات أرخص تحل محل نفط الشرق الأوسط.

وأظهرت بيانات تدفقات التجارة على "ايكون" ارتفاع كميات الخام الأميركي التي تصل إلى آسيا إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، مقتربة من 25 مليون برميل في مايو/ أيار، إذ تُفرغ الشحنات في الصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة والهند وماليزيا.

ووفقاً لبيانات "ايكون" وبعض التجار، انخفضت الكمية إلى نحو 19 مليون برميل في يونيو/حزيران، لكن من المنتظر أن تنتعش مجدداً في يوليو/ تموز بعدما سجلت العقود الآجلة للخام الأميركي هذا الأسبوع أكبر خصم سعري عن خام القياس العالمي مزيج برنت في ثلاث سنوات.

وقال التجار إن الانخفاض في أسعار الخام الأميركي يتزامن مع ارتفاع أسعار النفط العربي في آسيا، وفتح المجال أمام عمليات المراجحة.

وقال اثنان من التجار إن نحو عشر ناقلات نفط عملاقة، تحمل كل منها مليوني برميل من الخام، اصطفت لتحميل النفط من الساحل الأميركي المطل على خليج المكسيك ونقله إلى آسيا، ومن المتوقع أن تصل الناقلات في يوليو/ تموز.


وقال تاجر ثالث  لرويترز، "خام غرب تكساس الوسيط  في الطريق"، مضيفاً أن شركات تكرير مثل جي.إكس.تي.جي نيبون وإس.كيه انرجي وكوزمو أويل اشترت الخام الأميركي.

وكانت شركة التكرير الحكومية مؤسسة النفط الهندية (آي.أو.سي) قد اشترت ثلاثة ملايين برميل من الخام الأميركي للتحميل في يونيو/ حزيران.

وقال التجار إن بعض الخامات الأميركية الشائعة في آسيا، مثل خام غرب تكساس الوسيط ومارس وجنوب الوادي الأخضر، يمكن أن تنافس الآن خامات الشرق الأوسط مثل مربان وعمان في آسيا.

وأضافوا أنه تم تسعير خام غرب تكساس الوسيط للتسليم إلى شمال آسيا بعلاوة تقارب خمسة دولارات للبرميل فوق خام دبي، مقارباً لخام مربان أبوظبي، بينما تعرض شحنات خام مارس بسعر 1.5 دولار للبرميل فوق دبي لينافس خام عمان.

وقال تاجر يتعامل مع شركة صينية "قيمة خام غرب تكساس أفضل من مربان بالنسبة للشحنات التي تصل إلى الصين"، مشيراً إلى أن تدفق إمدادات النفط الأميركية يمكن أن يفرض ضغوطاً نزولية على أسعار نفط الشرق الأوسط.

المساهمون