وقال مسؤولون بقطاع النفط ومحللون إن شركات تكرير النفط الآسيوية تضررت جراء ارتفاع رسوم النقل البحري وتكاليف التأمين لشحنات النفط الخام القادمة من المنطقة العربية، بعد هجمات على سفن في الخليج الشهر الماضي.
وتشكل شحنات النفط العربي ما يزيد عن ثلثي إمدادات النفط إلى آسيا، وأبرزت الهجمات على ناقلات في خليج عمان في 13 يونيو/حزيران مخاوف أمنية بين شركات النفط وشركات النقل البحري العاملة في المنطقة.
وقال متعاملون في القطاع إن علاوة التأمين من مخاطر الحرب للسفن التي تبحر في الخليج ارتفعت بمقدار عشرة أمثالها نتيجة لذلك.
وفي غضون ذلك، قفزت رسوم الشحن للناقلات العملاقة من المرافئ النفطية في الخليج إلى الموانئ الآسيوية بنحو 30 في المئة منذ الهجمات، بحسب بيانات نشرتها وكالة رويترز.
وقال مسؤول في مؤسسة النفط الهندية: "في وقت سابق، كانت علاوة التأمين من مخاطر الحرب لا تُذكر، حينما كنا ندفع ما يراوح بين 15 و20 ألف دولار، والآن قفزت إلى 150-200 ألف دولار".
وأضاف المسؤول أن تلك العلاوة ارتفعت إلى 0.4 في المئة من 0.04 في المئة، بينما قال اتحاد صناعة البترول في اليابان أواخر الشهر الماضي، إن نسبة التأمين زادت إلى 0.25 في المئة من 0.025 في المئة.
وقالت مصادر تجارية إن علاوة التأمين من مخاطر الحرب يتم تحديدها كنسبة مئوية من قيمة السفينة، مضيفة أنها ترتفع كلما كانت السفينة أحدث.
وفي الفترة نفسها وباستخدام النوع نفسه من الناقلات، فإن كلفة نقل الخام من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى ميناء فيساخاباتنام في الهند زادت 37 في المئة، بينما ارتفعت 24 في المئة من الكويت إلى سنغافورة، بحسب البيانات. وقال متعامل في مصفاة صينية إن القفزة في كلفة الشحن لا تزال في المتناول حاليا.
من جانبه، قال جورجي إس. سلافوف، رئيس البحوث لدى شركة "ماريكس سبكترون" للوساطة في بريطانيا: "في الأمد القصير، من المستبعد أن تشهد أسعار الشحن مزيداً من الارتفاع نظراً لأن الطلب على الشحن ضعيف".
ورغم أنه من غير المتوقع حدوث مزيد من الصعود في كلفة الشحن، لا يزال قطاعا النفط والنقل البحري يتوخيان الحذر من احتمال تنامي الصراع في المنطقة العربية. وقال تاكاشي تسوكيوكا، رئيس اتحاد صناعة البترول في اليابان: "إذا استمر الموقف الحالي لفترة طويلة أو تدهور، فسيؤثر في نهاية المطاف على الكلفة بشكل عام".
(العربي الجديد ـ رويترز)