تعرف إلى مؤشر الخوف الذي يقيس مزاج المستثمرين والأسواق

06 فبراير 2018
هلع بين سماسرة "وول ستريت" الإثنين (سبنسر بلات/ Getty)
+ الخط -


على وقع التدهور الكبير لأسعار الأسهم العالمية، وبخاصةٍ الشركات المدرجة على مؤشر "ستاندرد أند بورز 500"، شهد "مؤشر الخوف" صعوداً صاروخياً بنسبة 116%، مسجلاً 37.3 نقطة في ختام تعاملات الإثنين، وكانت هذه أعنف وتيرة تحرك يومي للمؤشر على الإطلاق.

وبعد هدوء لافت على جبهة الأسهم الأميركية منذ نحو 3 أعوام، عادت الاضطرابات الحادة فجأة لتضرب استقرار مؤشراتها اعتباراً من يوم الإثنين، في مستهل أسبوع تُنذر التوقعات بأداء أكثر سوءاً خلاله، ومع عودة الاضطرابات لأسواق المال عاد الحديث عن مؤشر الخوف الذي يقيس أمزجة المستثمرين والحالة النفسية في أسواق المال الدولية. 

ومؤشر الخوف يُدعى رسمياً VIX وهي اختصار لكلمتي Volatility Index، أما اسمه المتداول فهو Fear Index، وأهميته تكمن في أنه يقيس التقلّب المتوقع خلال 30 يوماً مقبلة لمؤشر "ستاندرد أند بورز 500"، الذي يضم أكبر 500 شركة مالية أميركية من مصارف ومؤسسات مالية.

واستناداً إلى تداول الخيارات، تحتسب بورصة شيكاغو لعقود الخيارات (أُسّست عام 1973) يومياً مستوى هذا المؤشر الذي يمكن تداوله كأي أداة مالية أخرى، وفق محللين ماليين، الذي يوضح أن قراءة المؤشر تنطلق من المعطيات الآتية:

ـــ الدرجة بين 10 و15 تشير إلى أنّ السوق تعمل في جوّ من الثقة والتقلّب المنخفض، فيما يكون اتجاه السوق إيجابياً.

ـــ الدرجة بين 20 و30 تدل على أنّ السوق متقلّبة وغير مستقرّة، فيما يكون اتجاه السوق مربكاً وغامضاً.

ـــ أي درجة فوق 30 تشير إلى تقلّب مرتفع وهبوط حادّ في الأسعار، أو حتى إلى أزمة بارزة.



لكنّ الأهمّ ليس درجة المؤشر، بحسب محللين وسماسرة أسهم، بل إن الأكثر أهمية هو تنوّعه وتغيّره، لأن التغيرات تشير إلى تبدّل مزاج المستثمرين في البورصات وأسواق المال، فعندما يكون هؤلاء متشائمين، يرتفع مؤشر الخوف، لينخفض في المقابل عندما يكونون متفائلين.

وبالإجمال، تنبثق أهمية مؤشر الخوف، وفقاً لموقع "مجلة أمناي"، من كونه أحد المؤشرات الاستباقية لأسواق الأسهم العالمية، ويمثل معياراً لقياس شعور السوق عموماً، كما يمكن عبره معرفة ما إذا كان المستثمرون يتجهون خلال شهر كامل إلى شراء أسهم الشركات المدرجة على مؤشر "ستاندرد أند بورز"، أم سيبيعون بسبب مخاوف مالية واقتصادية، مثل احتمال اندلاع أزمة مالية جديدة.

وتزايد اهتمام المتابعين بهذا المؤشر على ضوء ما تشهده البورصات العالمية والعربية اليوم الثلاثاء، بعد الانهيار الذي تعرضت له الأسهم الأميركية يوم الإثنين، وهبوط الأسهم الأوروبية إلى أقل مستوى منذ أغسطس/ آب 2017، مع اشتداد موجة البيع العالمية وزيادة التقلبات بفعل المخاوف المتنامية بشأن التضخم وارتفاع عائدات السندات.

وتنامت المخاوف أكثر مع خسارة مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" 113.19 نقطة تعادل أكثر من 4% من قيمته، ليضاعف خسائر الأسبوع الماضي، ويشطب كل المكاسب التي حققها منذ بداية العام الحالي.

وكذلك تضاعفت المخاوف مع إنهاء مؤشر "داو جونز" جلسة الإثنين منخفضاً 1175.21 نقطة، وتراجع مؤشر "ناسداك" المجمّع لأسهم الشركات التي تغلب عليها أسهم التكنولوجيا، 273.42 نقطة، أو 3.78%، ليسجل بذلك مؤشرا "داو جونز" و"ستاندرد آند بورز" أكبر هبوط ليوم واحد منذ أغسطس/ آب 2011.

(العربي الجديد)

المساهمون