شكل الملتقى الدولي للزراعة في مكناس بالمغرب في دورته الـ13، فرصة سانحة للشركات الصينية لاستكشاف فرص الاستثمار في المملكة، خصوصاً الشركات الإلكترونية التي تسعى إلى ترويج نفسها في المملكة التي تعتبر سوقاً واعدة في مجال التسوق الإلكتروني.
وتُعتبر شركة "هانغ زو ألفا تكنولوجي" واحدة من هذه الشركات الصينية التي تسعى لتسويق الأسمدة عبر الإنترنت وبيعها لصغار الفلاحين المغاربة في إطار البحث عن أسواق أخرى في أفريقيا.
وبمناسبة الملتقى، أنشأت هذه الشركة موقعا إلكترونيا متخصصا في تجارة وتسويق الأسمدة والمنتجات الكيماوية، وجناحا داخل الملتقى لاستقطاب الزبائن وشرح خدماتها.
وقال نائب مدير الشركة شو وي، لوكالة أنباء "شينخوا"، إن الشراء بهذه الطريقة يمكن من الحصول على منتج بأثمان مناسبة ومنخفضة نسبيا، شرط أن يكون هناك عدد معين من الزبائن.
وأوضح أنه "كلما ارتفع عدد الزبائن قل ثمن السلعة"، مضيفاً أنه بالنسبة للسوق المغربية "نقوم بشراء أسمدة ذات جودة وبثمن مناسب ونعيد بيعها لصغار الفلاحين".
وتابع أن البيئة التحتية المتطورة الموجودة في المغرب بمجال الاتصالات واستعمال الهواتف الذكية على نطاق واسع، يعتبر حافزا كبيرا بالنسبة للتجارة الإلكترونية.
واستقبل المؤتمر الكثير من الزوار، من بينهم مصطفى شاكر، وهو فلاح مغربي في الأربعين من العمر، والذي أبدى اهتماما كبيرا بمنتجات الشركة.
وقال شاكر لـ "شينخوا"، إن الأمر يتعلق بالفعل بطريقة ذكية، وهو يتابع عن كثب شروح عن كيفية شراء الأسمدة عبر الإنترنت وبشكل يمكّن من توفير المال.
وبمساعدة فنيين صينيين، تمكن هذا الفلاح من تصفح موقع الشركة من خلال هاتفه قبل أن يقوم بتسجيل نفسه كزبون جديد. ليضاف بذلك لحوالى 100 من الفلاحين المغاربة الذين سجلوا في هذا التطبيق الصيني.
وقد أعرب شو عن يقينه بأن عدد المسجلين سيرتفع مستقبلا. وتابع أن الشركة تولي اهتماما كبيرا لاستكشاف السوق الأفريقية التي تعرف إقبالا كبيرا على استهلاك الأسمدة، لافتاً إلى أن الشركة تخطط لفتح مكتب إقليمي في مصر ومكتب ثان في جنوب أفريقيا.
وأبرز أن الشركة أرسلت ممثلين عنها إلى الجزائر للمشاركة في معارض مرتبطة بقطاع الأسمدة والمواد الكيماوية، مضيفاً: "نأمل في أن يُقبل المغاربة على اقتناء مواد كيماوية ذات جودة عالية وبأثمان مناسبة عبر بوابتنا الإلكترونية".
وأشار إلى أن التجارة الإلكترونية حققت انتشارا مهما على الصعيد العالمي، وهو ما يشكل برأيه حافزا للمضي قدما في هذه التجربة.
وانطلقت الدورة الحالية من الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس الثلاثاء، بمشاركة 1400 عارض يمثلون 70 بلدا.
وتحضر نحو 10 شركات صينية فعاليات المعرض لبحث إرساء شراكات واستكشاف أسواق جديدة وواعدة.
وخلال أقل من عشرين عاما، باتت الصين أول شريك اقتصادي مع أفريقيا، ووصلت المبادلات التجارية بين الطرفين إلى 190 مليار دولار عام 2016 وباتت أهم من المبادلات مع الهند وفرنسا والولايات المتحدة مجتمعة.
وبعد كينيا وأثيوبيا ومصر وجيبوتي، انضم المغرب إلى مشروع "طرق الحرير الجديدة" الذي يتضمن بناء طرقات ومرافئ وسكك حديد ومجمعات صناعية في 65 بلدا بقيمة تتجاوز ألف مليار دولار.
وكانت الصين عام 2016 المستثمر الأجنبي الأول في أفريقيا بقيمة 36.1 مليار دولار.
وكان رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات المستهلك بالمغرب، محمد بنقدور، أكد في تصريحات سابقة، أن رقم مبيعات التجارة الإلكترونية بالمغرب، وصل إلى 120 مليون دولار في 2016، في مقابل 90 مليون دولار عام 2015، بزيادة قدرها 33.3%.
ووصل عدد المشتركين بالإنترنت في المغرب حتى نهاية 2016 إلى 17 مليون مشترك وهو ما يمثل نموا سنويا بنحو 18% مقارنة بالعام السابق عليه، وفق الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات (حكومية).
(العربي الجديد)