الشمس تتعامد على "أبو سمبل" في يوبيله الذهبي

22 أكتوبر 2018
معبد أبو سمبل... بناء عبقري استغرق 21 عاماً (Getty)
+ الخط -


احتفلت وزارة الآثار المصرية، اليوم الاثنين، بتعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد "أبو سمبل" في مدينة أسوان، وذلك بحضور مئات الشخصيات الأجنبية والعربية.

يأتي تعامد الشمس هذا العام متوافقاً مع مرور نصف قرن على إنقاذ معبد أبو سمبل من الغرق في بحيرة ناصر، ونقله إلى الضفة الغربية للبحيرة نحو 290 كيلومتراً جنوب غرب مدينة أسوان. وهو من الآثار المدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي.

ويعود معبد أبو سمبل إلى عصر الملك رمسيس الثاني، وانتهى العمل فيه سنة 1223 قبل الميلاد، مستغرقاً بناؤه 21 سنة.

يتكون المعبد من قسمين منحوتين في الصخور، أحدهما كبير مخصص لثلاثة آلهة مصرية قديمة: راع حاراختي، وبتاح، وآمون، وتبرز في الواجهة أربعة تماثيل كبيرة لرمسيس الثاني. أما الثاني الأصغر فهو مخصص لربة الحب حتحور، تكريماً لنفرتاري، زوجة الملك رمسيس الأثيرة.


الاسم القديم للمعبد هو "معبد رمسيس المحبوب من آمون"، أما تسميته بـ "أبو سمبل" فيعود إلى الفتى النوبي الذي قاد الأثريين إلى اكتشافه، بعد أن ظل مغموراً تحت الرمال حتى سنة 1813، حين عثر المستشرق السويسري جي أل بورخاردت على كورنيش المعبد الرئيسي، ثم استكمل معه العمل المستشرق الإيطالي جيوفاني بيلونزي سنة 1817.

بدأت عملية إنقاذ معقدة عام 1964 بكلفة أربعين مليون دولار وانتهت بنجاح في 1968. وجرى تفكيك الموقع وتقطيعه إلى كتل كبيرة، تصل أحياناً إلى 30 طناً، في عملية وصفت بأنها أفضل المنجزات الهندسية، فقد أعيد تركيب الموقع مرة أخرى على مسافة آمنة بعيداً عن النهر والبحيرة الصناعية الجديدة.

أما عن تعامد الشمس على قدس الأقداس (أهم أجزاء المعبد)، والتي شاهدها العالم فجر اليوم، فهي أحد الأسرار الفرعونية، وتتم مرتين خلال العام إحداهما يوم 22 أكتوبر/ تشرين الأول، وهو الموافق لبدء موسم الزراعة، والثانية يوم 22 فبراير/ شباط وهو الموافق لبداية موسم الحصاد.

وتحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثانى وتماثيل الآلهة آمون ورع حور وبيتاح، وتخترق أشعة الشمس صالات معبد رمسيس الثاني وصولاً إلى داخل قدس الأقداس في اللحظة المحددة.

المساهمون