الفريق الوطني للفنون المسرحية: قضايا فلسطين على الخشبة

الفريق الوطني للفنون المسرحية: قضايا فلسطين على الخشبة

30 أكتوبر 2022
قدم الفريق العديد من العروض المسرحية التي لاقت نجاحًا كبيرًا (عبد الحكيم أبو ريّاش)
+ الخط -

تتشارك الفنانة الفلسطينية سهيلة النحال، مع زميلها الفنان جهاد اللحام، في تصوير عدد من القضايا الوطنية والمجتمعية، باستخدام فن المسرح، والذي يُعتبر، أكثر الألوان الفنية قُربًا وإقناعًا وسلاسة للمتلقين.

ويستغل الفلسطينيان، وهُما يعملان  ضمن فريق مُكون من 35 فنانا وفنانة، ويُطلق عليه اسم "الفريق الوطني للفنون المسرحية"، مواهبهم في التمثل، لمُناقشة المواضيع ذات الأبعاد الوطنية والسياسية والاجتماعية والكوميديّة، وغيرها من المواضيع التي يرون بأنها مُهِمة، وتستحق الطرح. ويتحدى الفريق، والذي أنشئ عام 2014م، الظروف الصعبة التي يمر فيها قطاع غزة المُحاصر، من خلال استغلال الطاقات والأدوات البسيطة، لصنع لوحات مسرحية، تُمتع الجمهور، وتوصل الرسالة.

ويقطع الفريق المسرحي مشوارًا طويلًا، حُدوده الدمعة والضحكة من خلال عروضه، التي يتم تقديمها عادة على خشبة مركز رشاد الشوا الثقافي، وسط مدينة غزة، ويتم من خلالها تقديم الأفكار، بأسلوب كوميدي فُكاهي ساخِر أو تراجيدي يُلامِس القلب والوجدان.

وتوضح النحال، والتي كانت مع الفريق منذ اللحظات الأولى لنشأته، لـ "العربي الجديد" أن الفريق يقدم بشكل مستمر الأعمال الفنية المتنوعة، والتي لا تقتصر على مواضيع بعينها، وإنما تناقش كافة القضايا، مثل القضايا الوطنية، التي تتحدث عن الثوابت الفلسطينية، وتتحدث عن الأسرى، والمقاومة والشباب، إلى جانب أنها اتجهت أخيرًا إلى الجانب الاجتماعي، عبر مناقشة القضايا التي تُلقي بظلالها على المجتمع، مثل قضايا القتل على خلفية الشرف، والعنف ضد المرأة، وهجرة الشباب خارج غزة، كذلك الأحداث الجارية في غزة، والتي تؤثر على الحالة الاقتصادية، وانعكاساتها على المجتمع.
واختارت النحال، والتي شاركت في العديد من المسرحيات الدولية والمحلية، فن المسرح على اعتباره لونا من أهم الألوان الفنية، ويُمكن من خلاله توجيه الرسائل إلى الجمهور، من خلال طرح المواضيع ذات العلاقة بالأحداث الجارية، وذلك بهدف إيجاد الحلول.

أما الفنان جهاد اللحام، فقد التحق بالفريق منذ عام ونصف العام، وشارك في مسرحية "ماليش ذنب"، وتتحدث عن مواضيع مجتمعية، كذلك مسرحية "المحكمة"، والتي ناقشت النكبة الفلسطينية التي هُجِّر على أثرها الفلسطينيون قسرًا من بلادهم المُحتلة عام 1948م، وما تلاها من مُناصرة وانحياز للاحتلال، وتهميش للقضية الفلسطينية، فيما يعمل في الفترة الحالية، إلى جانب زملائه على مسرحية كوميدية اجتماعية، بعنوان "مطلوب ذكي جدًا"، وهي عرض يُناقش بعض القضايا بشكل درامي، ناقد وساخر.

نجوم وفن
التحديثات الحية

ويقول اللحام لـ "العربي الجديد" إنه انضم للفريق لتنمية قدراته الفنية، من خلال العروض المسرحية، إلى جانب المُساهمة في طرح وتجسيد المواضيع بقوالب فنية، مُضيفًا: "نُحاوِل صناعة عروض مسرحية تحمل المعنى الحقيقي للفن، خاصة في ظل التردي الفني في قطاع غزة، بفعل الأوضاع السلبية المُحيطة". وتضُج القاعات التي يتم بداخلها تقديم اللوحات المسرحية بالمُتلقين، وذلك بسبب تعطش الجمهور لحضور المسرحيات والعروض الفنية، بفعل ندرة المسارح وقاعات العرض في قطاع غزة، والذي لا يمتلك كذلك أي قاعة سينما فعالة.

من ناحيته، يبين المُخرج الفلسطيني، محمد العطلة، وهو مدير الفريق الوطني للفنون المسرحية في قطاع غزة، أنه تم تأسيس الفريق قبل 8 سنوات، وقدم باكورة أعماله على مسرح سعيد المسحال غربي مدينة غزة، والذي قصفته الطائرات الحربية الإسرائيلية في شهر آب/ أغسطس، عام 2018م. ويوضح العطلة، أن الفريق جاء للنهوض بفن المسرح، وإعادة الرونق له، حيث بدأ بعدد من الشبان الموهوبين، عبر تدريبهم على الأساسيات، ومن ثم إسناد بعض الأدوار المسرحية إليهم، وقد تخرجوا بعد ذلك فنانين، وانتقلوا للعمل في الدراما التلفزيونية والإذاعية، فيما يتمثل هدف الفريق الأساسي باستقطاب الشباب الواعد، وإلحاقهم في المجال الثقافي، وتنمية قدراتهم، وتقديمهم بصورة لافتة للمجتمع.

وقدم الفريق منذ بداية مشواره، عددًا من اللوحات المسرحية، والتي بدأت بعرض "طاسة وضايعة"، وقد لاقى نجاحًا كبيرًا، وفق وصف العطلة، ما شجعهم على الاستمرار في مشوارهم، وتقديم الجزء الثاني من المسرحية، ولكن على خشبة مسرح رشاد الشوا الثقافي.
 

المساهمون