القضاء الهندي يستدعي مخرجة متّهمة بإهانة الإلهة الهندوسية كالي

القضاء الهندي يستدعي مخرجة متّهمة بإهانة الإلهة الهندوسية كالي

12 يوليو 2022
اعتبر المعترضون أن الفيلم صوّر كالي بطريقةٍ "غير محترمة" (ناريندر نانو/ فرانس برس)
+ الخط -

استدعت محكمة في الهند مخرجةً شاركت في وقت سابق على "تويتر" ملصق فيلم يصوّر امرأة ترتدي زيّ الإلهة الهندوسية كالي وهي تدخن سيجارة، وذلك بحسب ما أفادت به هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

كانت تغريدة المخرجة لينا مانيميكالاي في 3 يوليو/ تمّوز قد أثارت آلاف الردود من الهندوس الغاضبين الذين اتهموها بالإساءة إلى مشاعرهم الدينية، خاصة أنّ كالي، المعروفة بأنّها آلهة الدمار الهندوسية، مبجّلة عند ملايين الناس.

بحسب "بي بي سي"، قالت المفوضية الهندية العليا في كندا في 3 يوليو إنّها طلبت من منظمي الحدث، حيث كان من المقرر عرض فيلم مانيميكالاي، سحب الملصق الذي وصفته بأنّه "استفزازي".

أضافت أنّها نقلت أيضاً "شكاوى من زعماء الجالية الهندوسية في كندا" إلى المنظمين.

في 6 يوليو/ تموز، سجلّت الشرطة في ولاية أوتار براديش، شمالي الهند، شكوى ضد مانيميكالاي بسبب "التصوير غير المحترم" للآلهة الهندوسية. وفي وقت لاحق، سجلت شرطة دلهي شكويين أخريين.

ورفع أحد المحامين دعوى في محكمة في العاصمة دلهي، متّهماً مانيميكالاي وشركتها بتصوير الإلهة "بطريقة غير مبرّرة بتاتاً"، وطلب منعهم من القيام بأيّ ترويج إضافي للملصق أو لمقاطع من الفيلم.

أصدرت المحكمة طلب استدعاء للمخرجة وأرسلت مذكرة لها ولشركتها، وسيتم الاستماع إلى القضية في 6 أغسطس/ آب المقبل.

وكانت المخرجة التي تدرس حالياً في كندا، قد قالت، في وقتٍ سابقٍ، لـ"بي بي سي"، إنّ الآلهة التي تصوّرها في فيلمها "تناصر الإنسانية وتحتضن التنوع". وأضافت: "كشاعرة ومخرجة أجسّد كالي من خلال رؤيتي المستقلّة".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

تدرس المخرجة، وهي من ولاية تاميل نادو الجنوبية، صناعة الأفلام في تورنتو الكندية، وكانت من بين 18 طالب دراسات عليا تم اختيارهم في إطار برنامج تديره جامعة تورنتو متروبوليتان لإنجاز أعمال حول التعدّدية الثقافية.

وتقول مانيميكالاي لـ"بي بي سي" إنّ الفيلم عبارة عن "تصوير صريح" لنفسها وهي ترتدي زي آلهة تمشي في شوارع تورونتو. تشرح: "في فيلمي، تختارني كالي كروح، وتحمل في يديها علم فخر مجتمع الميم وكاميرا، وتلتقي بالأمم الأولى (السكان الأصليين)، والشعوب المتحدرة من أصول أفريقية وآسيوية وفارسية واليهود والمسيحيين والمسلمين والكون الصغير الذي يمكن للمرء التقاطه في أيّ مكان في كندا".

تقول مانيميكالاي إنّ المشهد في الملصق يصوّر آلهة تظهر الحب لأنّها "تقبل بلطف السيجارة من الطبقة العاملة من سكان الشوارع في المتنزه حول سوق كينسينغتون". كما تشير إلى أنّ الناس في مهرجانات القرى جنوبي الهند، غالباً ما يرتدون زي كالي ويشربون الخمور الريفية ويرقصون.

وتضيف: "لا يمكن أن نُخنق نحن الفنانين بجوّ الخوف. نحتاج إلى أن نرفع الصوت وأن نكون أقوى".

يبدو أنّ الآلهة موضوعٌ متكرّر في أفلام مانيميكالاي، إذ عرض فيلمها الوثائقي "غودسز" في العام 2007 في مهرجانين للأفلام في مومباي وميونخ. أمّا في فيلمها "ماداتي- حكاية غير سحرية"، الصادر في العام 2019، فتقدّم قصة خياليّة عن تخليد فتاة صغيرة من مجموعة مهمّشة عبر جعلها إلهاً.

يعتبر تصوير الشخصيات الدينية على الشاشة قضيّة حسّاسة في الهند. ففي العام 2015 على سبيل المثال، طالب مجلس الرقابة في البلاد باقتطاع مشاهد عدّة من الفيلم البوليوودي أنغري إنديان غودس، والذي يظهر صوراً للآلهة الهندوسية.

وتأتي الاعتراضات الحالية كاستمراريةٍ للاحتجاجات والاعتراضات التي تواجه العديد من صانعي الأفلام والممثلين عند تصويرهم أو إشارتهم لموضوعات دينية في أعمالهم.

تشهد الهند أخيراً احتجاجات كبيرة من المسلمين بسبب تعليقات مهينة للنبي محمد أدلت بها الناطقة باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم نوبور شارما. وخلال الأسبوع الماضي، اعتقلت الشرطة في ولاية راجاستان رجلين مسلمين ظهرا في مقطع فيديو وهما يقتلان رجلاً هندوسياً، انتقاماً منه لتأييده تصريحات شارما.

المساهمون