"المايك المفتوح" على مواهب الشباب

01 يوليو 2023
من الأمسية التاسعة في رام الله (العربي الجديد)
+ الخط -

هذا يغنّي من كلماته وألحانه، وتلك تعزف موسيقى من تأليفها، وثالث يقدّم نصوصاً أدبية حداثية تمزج الإنكليزية بالعربية والفصحى بالدراجة، ورابع يستعرض عرضاً أدائياً بالألمانية، في حين تعرض خامسة مشروع تخرّجها من كليّة الفنون. هذا ما شهدته الساحة الخارجية لمطعم "شمس" في البلدة القديمة لمدينة رام الله، المعروفة باسم "رام الله التحتا"، في تاسع لقاءات "المايك المفتوح" في فلسطين.

وهي مبادرة قادتها فتاتان فلسطينيّتان وشاب بولندي، منذ مارس/ آذار الماضي. وكانت 7 لقاءات قد انتظمت في مدينة رام الله، وواحدة في مدينة نابلس، وأخرى في مدينة الخليل. وبوحي من مبادرات عالميّة شبيهة، ومبادرة "سرد" الفلسطينية التي لم يعد لها وجودٌ على أرض الواقع، باتت تجربة "المايك المفتوح" منصة لمختلف صنوف الإبداع الفنّي والسردي، عبر خلق متنفس للأشخاص الذين يريدون التعبير عن أنفسهم ومواهبهم، لكنهم لا يعرفون أين يفعلون ذلك، ولا يجدون مُتسعاً في المنابر التي تشرف عليها مؤسسات ثقافية وفنيّة رسمية وأهلية في فلسطين. كما أنها فرصة لخلق نوع من التشبيك في ما بين الحضور لجهة التعاون الذي قد يفضي إلى إنتاجات مشتركة، ولفت انتباه ذوي العلاقة، أو المهتمين، لهذه المواهب، ما قد يمنحها اعترافاً ما بشكل أو بآخر.

وأشارت مجد سمحان، منسقة "المايك المفتوح"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن هذه المساحة ليست لنخبة معينة، وإنما تهدف إلى منح الثقة والدعم للمواهب وأصحابها الذين يهوون الفن والتعبير من خلاله، من دون أحكام أو قيود. ولفتت سمحان إلى أن المبادرة جاءت بعدما تلاشت مبادرة "سرد" في رام الله، وكانت، حسب وصفها، تجربة ريادية ومذهلة، لكنها ارتبطت بأشخاص بعينهم فاختفت باختفائهم، وهو "ما نسعى في (المايك المفتوح) إلى الابتعاد عنه"، مع البناء على فكرة "سرد" والاستفادة منها، عبر محاولة كسر السائد باقتصار المنابر الفنيّة والثقافية على أشخاص بعينهم في فلسطين، لذا تكون هذه اللقاءات التي يجتمع المشاركون فيها كما المتابعون لها في مطاعم ومقاه هي أيضاً مشاريع شبابيّة، وهو ما من شأنه أن يساهم في تدعيمها اقتصادياً، باعتبارها مساحة لواحد أو أكثر من لقاءات "المايك المفتوح".

وشّدد الشاب البولندي كونراد، في حديثه لـ"العربي الجديد"، على أن "المايك المفتوح" يشكل مساحة آمنة وفرصة للمبدعين للتعبير عن أنفسهم، كلّ في مجاله، وبما لا يتجاوز الست إلى سبع دقائق للشاب أو الشابة منهم، وبما يعزّز أيضاً ثقة المبدعين في أنفسهم، بما أنهم يعرضون أمام الجمهور مباشرة، ويلمسون التفاعلات بأنفسهم إزاء ما يقدّمونه، ولو كان أصغر من تلك العروض الاحترافية، وذلك "لقناعتنا بأن كلّاً منّا يحمل إبداعاً ما داخله منذ ولادته، وبأن كثيراً من هذه الإبداعات تتوه في أتون التعليم الرسمي الكلاسيكي في المدارس، لكون الإبداع مهملاً جداً في هذه المدارس".

ولتعزيز التشاركية والتعبير تم تقسيم المشاركين في فعالية "المايك المفتوح"، قبل أيام، إلى مجموعات، تنطلق من عبارة "طلبت منك أن ألا تفعل لكنك فعلت"، ليكمل كلّ شاب أو شابة في أي مجموعة هذه العبارة مطلقاً العنان لمشاعره، قبل أن يخرج أحدهم مُنتخباً من الفريق ليقدّم النص المشترك المبني على العبارات المتبادلة.

المساهمون