انتقادات لتشارليز ثيرون بعد تصريحها عن "زوال" اللغة الأفريقانية

18 نوفمبر 2022
انتقلت النجمة الحائزة على أوسكار إلى الولايات المتحدة قبل نحو 30 عاماً (ريش فوري/ Getty)
+ الخط -

أثار تصريح أدلت به تشارليز ثيرون موجةً من ردود الفعل في بلدها الأم جنوب أفريقيا، فالممثلة الحائزة على جائزة أوسكار اعتبرت أنّ اللغة الأفريقانية، وهي لغة أسلاف المستوطنين الهولنديين، في طريقها إلى الزوال.

وقالت الممثلة، البالغة من العمر 47 عاماً، في حديث ضمن البودكاست الأميركي سمارتليس: "لا يزال هناك نحو 44 شخصاً يتكلّمون هذه اللغة، فهي بالتأكيد تتجه نحو الزوال. هي ليست لغة مفيدة فعلاً".

وضجّ موقع تويتر بتعليقات عبّر فيها مواطنو جنوب أفريقيا عن آرائهم إزاء تصريح ثيرون، فمنهم من دعم رأيها بينما شجبه آخرون.

وكتب حساب يحمل اسم جوليانور: "يا له من تعليق غير محترم للملايين من مواطني جنوب أفريقيا من مختلف الأعمار والأعراق... الذين تمثّل الأفريقانية لغتهم الأولى".

وغرّد حساب "سابوسيزوي" في المقابل: "شكراً تشارليز ثيرون لأنّ... اللغة العنصرية تزول ولا ينبغي حتى الاعتراف بها".

واللغة الأفريقانية هي إحدى اللغات الـ11 الرسمية في جنوب أفريقيا، ويستخدمها نحو 12% من السكان البالغ عددهم قرابة ستين مليون نسمة.

وكان للقوانين التي فرضت استخدام اللغة الأفريقانية دور في اضطهاد المواطنين السود خلال الحقبة التي ساد فيها نظام الفصل العنصري، ولا تزال هذه اللغة حتى اليوم تثير الجدل في بعض قطاعات المجتمع.

ودعمت نائبة من حزب "مناضلون من أجل الحرية الاقتصادية" اليساري الراديكالي رأي الممثلة في تغريدة نشرتها عبر حسابها في "تويتر"، بينما رأى حزب "فريدم فرنت بلس" اليميني أنّ تصريح ثيرون "غير موفّق".

وقال في بيان: "هي ليست مطّلعة على ما يجري في بلدها الأم".

ووُلدت النجمة الهوليوودية في بينوني، وهي ضاحية تقع على بعد 40 كيلومتراً شرق جوهانسبرغ، وانتقلت إلى الولايات المتحدة قبل نحو 30 سنة.

وأشارت إلى أنّها لم تكن تتحدث الإنكليزية قبل التاسعة عشرة من عمرها لأنّ "أحداً لم يكن يتكّلم" هذه اللغة في الحيّ الذي كانت تقطنه ويتحدث أغلبية سكانه الأفريقانية.

وتفرّعت اللغة الأفريقانية من اللغة الهولندية، التي كان يتحدث بها مستوطنون بدأوا بالوصول إلى جنوب أفريقيا في منتصف القرن السابع عشر.

وأحدث تاريخ هذه اللغة في جنوب أفريقيا جدلاً في شأن ما إذا كان ينبغي اعتبارها لغة أصلية أو مستوردة.

والأفريقانية هي ثالث أكثر لغة استخداماً في جنوب أفريقيا بعد لغة الزولو والتي يتحدث بها نحو 25% من السكان، واللغة الكوسية التي يستخدمها حوالي 15% من المواطنين، على ما تظهر إحصاءات رسمية.

وعام 2020، ألغت إحدى المحاكم قراراً أصدرته جامعة جنوب أفريقيا بإلغاء دروس تُعطى بالأفريقانية.

(فرانس برس)

المساهمون