تلفزيون العربي 2... الحياة بكل تلك الألوان

18 سبتمبر 2022
ستتنقل دلال أبو آمنة في مدن عربية عدة نتعرف إلى تراثها الغنائي (العربي الجديد)
+ الخط -

يتّخذ تلفزيون العربي 2 من "ألوان الحياة" شعاراً له. نادراً، في عالمنا العربي، ما تتطابق الشعارات التي تتخذها الفضائيات مع محتوى برامجها. لكن، في حالة "العربي 2"، ومع الشبكة البرامجية الجديدة التي تنطلق اليوم، نجد في الوسم والشعار المرافق للانطلاق #العربي2_ألوان_الحياة تعبيراً دقيقاً عمّا يقدّمه التلفزيون. 
تنطلق الشبكة الجديدة، ببرامج جديدة كلياً على شاشة الفضائية، أو بمواسم جديدة لبرامج طالما حضرت على "العربي 2"، وتابعها الجمهور باهتمام. حظيت صحيفة "العربي الجديد"، بزيارة مقرّ القناة في مدينة لوسيل القطرية، لتتسنّى لنا فرصة الاطلاع من كثب على استوديوهات الفضائية، وما يدور في كواليسها، ولمعرفة المزيد عن شبكتها البرامجية الجديدة. 

شاشة للجميع

أحد عشر برنامجاً ستكون عماد الفضائية. مع صباح كل يوم، سيكون الجمهور على موعد مع "صباح النور". مجلّة تلفزيونية، يتصفّحها المشاهد، ليتابع فقرات منوعة تشمل الموسيقى والسينما والرياضة والأحداث التاريخية وأخبار الصحف وأبرز المواضيع المتفاعلة على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى المطبخ اليومي الذي يستضيف مجموعة من الطهاة.
يتضمّن "صباح النور" فقرات يومية، أبرزها "مانشيتات الصحف"، و"السوشيال ميديا"، و"نغم"، و"الصحة أولاً". وستكون هناك فقرات أسبوعية، تتمثّل بـ"مشوار في الزمن/المكان" و"بحور الشعر" و"صفحات" و"في العمل" و"لمسة موضة"، وغيرها. 
لعلّ برنامج "صباح النور" بمثابة صورة مصغّرة لـ"العربي 2"؛ إذ تتنوّع فقراته لتطاول كل نواحي الحياة العربية؛ ثقافياً وفنياً وإخبارياً وسياسياً واقتصادياً وصحيّاً. وهذا ما تركّز عليه الفضائية؛ إذ تسعى لأن تكون شاملة، وتتوجّه إلى الجمهور العربي على اختلاف البلدان والخلفيات والأفكار. وفي الوقت نفسه، يهدف التلفزيون إلى أن يكون محل اجتماع العائلة العربية بأجيالها المختلفة.
في هذا السياق، التقت "العربي الجديد" القائم بأعمال المدير العام لـ"العربي 2"، إلياس خوري. يقول: "افتقدنا فضائية تستطيع أن توحّد أفراد العائلة وتجمعهم معاً أمام الشاشة. لكن مع "العربي 2"، نسعى قدر الإمكان لأن ننوّع في المحتوى الذي نقدمه، ليكون مناسباً لكل أفراد العائلة العربية".
يضيف: "والأهمّ، أن نتوجّه إلى جميع الجنسيات في العالم العربي، بخلاف فضائيات أخرى جعلت من كل بلد عربي لها هدفاً. لدينا، في "العربي 2"، تنوّع في المحتوى بما يناسب كل فرد عربي؛ إذ نحاول أن يشعر كل شخص أنّ شاشتنا تقصده ومعنية به".
يقدّم إلياس خوري أمثلة عدة من برامج القناة؛ فيشير إلى "وسط البلد"، وهو سلسلة تنقلنا من بلد عربي إلى آخر، نتجول في كل حلقة في الأحياء المميزة وسط مدينة في ذلك البلد. وتروي السلسلة حكايات وسط البلد وتاريخه، تعرفنا إلى مؤسسيه وبناته الأوائل، وإلى مسمياته الأصلية وأسبابها.
ومن كل بلد عربي، يعرّف برنامج "نكهة بلدي" بمائدة ارتبطت ثقافياً بمنطقة أو مدينة عربية. ونكتشف مع مقدم البرنامج أصول وطرق إعداد أكلات المائدة وأطباقها التقليدية، وكذلك الطقوس المرتبطة بها، من خلال عائلة تعد هذه المائدة. 

للموسيقى حصّة لافتة

مثال آخر يطرحه إلياس خوري، هو برنامج "مشوار ستي"، الذي تقدّمه الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة. في مواسمه السابقة، كانت آمنة تجوب المدن الفلسطينية، مع سيدات فلسطينيات، ويتنقلن من مدينة إلى أخرى، ليعرّفن بتراثها الغنائي. في هذا السياق، يكشف خوري، في تصريحاته لـ"العربي الجديد"، عن أن الموسم الجديد من البرنامج لن يقتصر على المدن الفلسطينية، وإنما ستتنقل أبو آمنة في المدن العربية أيضاً، لاستكشاف تراثها الغنائي، باحثةً عن نقاط التقاطع والمشتركات بين الأغاني التراثية الفلسطينية، وتلك التي سنتعرّف إليها في كل مدينة عربية تزورها.
إلى جانب "مشوار ستي"، هناك ثلاثة برامج موسيقية أخرى تُعرض على "العربي 2". برنامجان منها سيعود كلّ منهما بموسم جديد. الأول هو "طرب". يقدّم البرنامج، الموسيقي والمغني اللبناني، مروان خوري. يركز "طرب" على أنماط الموسيقى الشرقية والطربية، ويستضيف في كل حلقة نخبة من المطربين والموسيقيين العرب. يجمع "طرب" بين الموسيقى الشرقية المعاصرة، والموروث الموسيقي العربي، وفن المغنى، من دون إهمال الأنماط الموسيقية العربية الحديثة.
في الموسم الرابع، يقدم مروان خوري مجموعة جديدة من الحلقات التي تستضيف نجوماً عرباً برزوا في الساحة الفنية، إما للحديث عن مسيرتهم الفنية الطويلة والناجحة، أو لإثارة مواضيع واشكاليات فنية آنية تعنى باللون الفني والموسيقي الذي يقدمونه. تطبع البرنامج أجواء موسيقية يؤدي خلالها ضيوف البرنامج عدداً من الأغاني الطربية والحديثة، يقدم بعضها بمشاركة الفنان مروان خوري، عزفاً أو غناءً. 

مروان خوري/العربي الجديد
يستضيف مروان خوري في "طرب" نجوماً عرباً (العربي الجديد)

البرنامج الثاني هو "مقامات"، ويقدمه المطرب المغربي رشيد غلام. يتّخذ "مقامات" منحىً مختلفاً؛ فهو تثقيفي، يستضيف وجوهاً فنية من العالم العربي، ويسلط الضوء على أنماط موسيقية طربية مختلفة. ويهدف إلى إحياء التراث العربي الموسيقي، وتعريف الجمهور بأعلام هذا التراث من خلال وصلات موسيقية طربية، يقدمها فنانون مقتدرون ومختصون. 

رشيد علام/العربي الجديد
يسلط "مقامات" الضوء على أنماط موسيقية طربية مختلفة (العربي الجديد)

يؤدي الفنان الذي تستضيفه كل حلقة مجموعة من الأغاني الطربية، مع فرقة موسيقية محترفة وبتقنية عالية، لتعريف المشاهد بالنمط الغنائي الذي يمثله، لتكلل الحلقة بديو أخير، يؤديه ضيف الحلقة مع رشيد غلام. 
ثالث البرامج الموسيقية هذه، هو "عرب Beats". برنامج جديد، يلقي الضوء على موسيقى الـ Underground العربية. وفي كل حلقة، نتعرف إلى مسار فنان أو مسيرة فرقة تعتمد هذا اللون من الموسيقى، بطريقة شبابية جذابة وشيقة. 
يعتمد البرنامج على التصوير الخارجي، ويركز على حياة تلك الفرق وتأثير محيطهم العائلي والاجتماعي، وكذلك تأثير طفولتهم وذاكرتهم بشكل عام على الفن الذي يقدمونه. ونتعرف إلى أهداف هذه الفرق، وإلى أسباب اختيار هؤلاء الشباب هذا النمط من الفن، فمنهم من يتناول قضية اجتماعية، ومنهم من يسعى لنشر فن منطقته، أو إحياء نوع فني محدد من خلال أنماط موسيقية متجددة تخاطب الشباب وتتكلم لغتهم. تستعرض الحلقة مقتطفات موسيقية وغنائية من إنتاج الفرقة، وتربطها بكل الحيثيات التي ذكرت سابقاً.
ينتقل التصوير مع أعضاء الفرقة، من المنزل إلى الحي، وبين الأصدقاء، وفي مكان البروفات واستوديوهات التسجيل، نستشف أماكن ومصادر الإلهام الموسيقي لدى هؤلاء. تُدَعّم كل حلقة بمشاهد أرشيفية من طفولة أعضاء الفرقة، ولقطات من حفلاتهم الموسيقية وكليبات أغانيهم، كما تُدَعّم بمشاهد فنية متنوعة من بلد وبيئة كل فرقة، بما يخدم القصة والموضوع، ليصبح لدينا في كل حلقة قصة مشوقة مترابطة وفريدة، فصولها الحكايات والمقاطع الموسيقية التي تؤديها تلك الفرق.
في هذا السياق، نتساءل عن سرّ هذا الحضور للموسيقى على شاشة "العربي 2". يوضّح إلياس خوري: "الموسيقى لغة توحّد الشعوب، ونتوجّه من خلالها إلى فئات مختلفة من الجمهور العربي. ففي "مقامات"، نقارب مواضيع تهمّ الجيل الأكبر سنّاً، بينما في "طرب"، هناك مزيج قد يهمّ أكثر من فرد من العائلة. وفي "عرب Beats"، نحن نستهدف الشباب بالدرجة الأولى". يضيف: "هناك نزوع لدى الجمهور العربي نحو الموسيقى، خصوصاً مع ثراء وتنوّع المشهد الموسيقي العربي حالياً. لهذا، يهمّنا أن نغطّي مختلف الأذواق ليتسنّى لمختلف الفئات أن تجد لنفسها صوتاً من خلال شاشتنا". 

عرب بيت/العربي الجديد
يلقي "عرب Beats" الضوء على أبرز فرق الـ Underground العربية (العربي الجديد)

ماذا عن السينما؟

يوضح إلياس خوري أن للسينما والدراما حضوراً مهمّاً على شاشة "العربي 2"، ليس عبر البرامج، بل من خلال ما يُعرض من أفلام: "نهتمّ بالأفلام المستقلة، أو تلك التي لا تجد لنفسها موطئ قدم على الفضائيات العربية. السينما الهادفة التي تُعرض عادةً في المهرجانات، أو على منصات البث التدفقي. نعرض أعمالاً تعكس واقع الشارع العربي، بعيداً عن تلك السينما التجارية. أعمال حول الهجرة، واللجوء، وراهن الشباب العربي وتطلعاتهم، خصوصاً من خلال الوثائقيات التي تمتد على مدار ساعتين، وتغيب عن معظم الفضائيات العربية التي تكتفي فقط بتلك الوثائقيات القصيرة، أو التي لا تتجاوز مدتها 50 دقيقة". 

متون وهوامش

نبقى مع الثقافة، مع برنامجين جديدين أيضاً، الأول هو "متون وهوامش". برنامج حواري، يستضيف في كل حلقة مجموعة من المختصين العرب، لمناقشة قضايا ومفاهيم ثقافية من مختلف المشارب، إذ يطرح ضيوف البرنامج آراءهم وتوجهاتهم الفكرية والإبداعية، ويناقشون أبرز الإشكاليات المطروحة في بيئتهم المحلية والعربية، وانعكاسها على ازدهار مجالاتهم الثقافية وانتشارها. تطرح كل حلقة من البرنامج قضية ثقافية واحدة للنقاش، وتحاور مقدّمة البرنامج مجموعة من المثقفين المختصين المعنيين مباشرة بالقضية المطروحة.
البرنامج الثاني، "ضفاف"، مجلة تلفزيونية منوّعة تسلّط الضوء على الأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة، في مختلف أرجاء العالم العربي بشكل خاص، ويغطي الأحداث العالمية المرتبطة بالثقافة والفنون.

ضفاف/العربي الجديد
يتناول "ضفاف" الأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة في العالم العربي (العربي الجديد)

يستضيف "ضفاف" كتّاباً ونقاداً ومتتبعين للشأن الثقافي، إضافة إلى فنانين تشكيليين وموسيقيين، وفاعلين في مجال إنتاج الأفلام والمسرحيات. يتشكل البرنامج من فقرات متنوعة، تتناول كل موضوع من جوانبه المتعددة، وتستعرض تقارير ميدانية ومواد بصرية ثرية. 

لها الكلمة

إلى جانب الشؤون الترفيهية والثقافية، تقدّم شاشة "العربي 2"، برنامجاً حوارياً مخصّصاً للمرأة العربية، ويحمل اسم "لها الكلمة"، يلقي الضوء على نسوة عربيات برزن في مجالات عدة، وتبوأن مناصب إدارية أو رسمية رفيعة، نتيجة جهدهن الدؤوب، ومهاراتهن المميزة.
على مدار ساعة من الزمن، يقربنا "لها الكلمة" من أنماط حياة أولئك النسوة في منازلهن وأماكن عملهن، سعياً لاكتشاف التأثير الإيجابي لحياتهن الشخصية بمسيرتهن العملية أو العكس. يعتمد البرنامج على التقديم المميز والحوارات الجذابة، إذ تزور مقدمة البرنامج الضيفات في بيوتهن وأماكن عملهن، حيث يجري التصوير والحوار. وتتركز الحوارات على العوامل التي أدت إلى نجاح أولئك النسوة، وعلى أبرز الصعوبات التي واجهتهن في مسيرة النجاح.  

أصحاب الريادة

يهدف برنامج "أصحاب الريادة" إلى تعريف الجمهور، وخاصة فئة الشباب، بمبادئ تأسيس مشاريع الأعمال الريادية، والمراحل التي ينبغي أن تمرّ بها هذه المشاريع، بداية من الفكرة إلى دراسة السوق والجدوى الاقتصادية، انتهاءً ببناء المنتج وتسويقه حتى يصل إلى المستهلك، وذلك من خلال استعراض مشاريع عربية وعالمية لاقت نجاحاً كبيراً، إضافة إلى تعريف المشاهدين بأسس المعاملات التجارية، عبر تزويدهم بنصائح ومعلومات يقدمها مختصون تساعد في بدء المشاريع بشكل علمي وإدارتها بطريقة ناجحة.

المساهمون