عراقيون يديرون محمية طبيعية للخيول في كربلاء

عراقيون يديرون محمية طبيعية للخيول في كربلاء

01 يونيو 2022
يوفر المشروع أكثر من 30 فرصة عمل (العربي الجديد)
+ الخط -

يواجه المسافرون حال وصولهم إلى مدينة كربلاء جنوبي العراق، العشرات من الخيول العربية الأصيلة التي تكاثرت في السنوات الأخيرة، ضمن مشروع يقوم عليه شبان عراقيون، من هواة تربية الخيول العربية ذات السلالات الأصيلة الذين يقولون إنهم بدأوا مزرعتهم بستة خيول فقط، والآن لديهم أكثر من 90 حصاناً عربياً من سلالات مهمة وفريدة.

يقول مالك المشروع، محمد حسن الوكيل، في حديث إلى "العربي الجديد"، إنه مع مجموعة من رفاقه الشباب أخذوا على عاتقهم البدء بهذا المشروع، المتضمن إعادة تربية أصناف نادرة ومهمة من الخيول العربية الأصيلة. يوضح الوكيل أن المشروع بدأ بستة خيول فقط، وعلى مساحة تصل إلى ثلاثة آلاف متر مربع، تحوي إسطبلاً واحداً. لكن، حاليا "مشروعنا يمتد على مساحة 40 ألف متر مربع، وهناك أكثر من 90 حصاناً من مختلف السلالات، مع ثلاثة إسطبلات، اثنين منها لإناث الخيل، وواحد للفحول".

عن أنواع الخيول العربية الموجودة، يقول الوكيل إن أبرزها سلالة الصقلاوي والحمداني والعبية والدهمان والكحيلة والسويمة وأم عرقوب. يشير، أيضاً، إلى سعيهم إلى تطوير المشروع من خلال العمل على إنشاء أكاديمية لتربية الخيول والاهتمام بها، كما أسسوا رابطة لمربي الخيول، وقريباً ستُقام مسابقات جمال الخيول في مدينة كربلاء، وفي مدن عراقية أخرى.

ووفقاً للوكيل، فإن المشروع الذي بدأوه قبل بضع سنوات بات اليوم يجمع أهم أنواع الخيول العربية الأصيلة، وسلالات أخرى من مناطق مختلفة من العالم و"نطمح إلى أن نكون قريباَ في مقدمة إنتاج الخيول العربية"، متحدثاً عن مشاركتهم في مسابقات دولية للخيول، في الولايات المتحدة ومصر وإيطاليا، وقريباً في قطر.

لا يقتصر مشروع الوكيل على إسطبلات الخيول تربيةً وتكاثراً؛ إذ إن ميدان عملهم يحوي حدائق ودار ضيافة ومسبحاً ونهراً داخلياً، ونجح من خلاله في توفير أكثر من 30 فرصة عمل لموظفين وأطباء بيطريين.

يقول مدير المشروع، محمد إحسان كاظم، في حديث إلى "العربي الجديد"، إن إحدى غايات المشروع، كانت "إعادة التراث العراقي المرتبط بالخيل، فعدا عن كونه مشروعاً استثمارياً ناجحاً، يمكن أن يعود بالفائدة على الجميع، إضافة إلى الجمالية وإعادة الروح لهذه الهواية المرتبطة بالخيول العربية الأصيلة، وتشجيع إنشاء الكثير من مرابط الخيل في العراق. وهناك الآن مشاريع لمرابط الخيل ستفتتح في مدن أخرى، بعد نجاح التجربة التي قمنا بها في مدينة كربلاء".

حول العالم
التحديثات الحية

عن التحديات التي يواجهها المشروع، يقول كاظم إنه على الرغم من أن العمل يُنجز بمستوى وبمعايير عالمية، فإنه يعاني من شح الأدوية وصعوبة الحصول على سمة الدخول للأطباء البيطريين من خارج العراق، وكذلك الذين يتعاملون مع الخيول بطرق علمية، والذين يطلق عليهم السيّاس (مروّضو الخيول). يستدرك بقوله إن في المشروع أطباء من مصر وسورية والعراق، إلى جانب موظفين عراقيين، وآخرين من مصر وباكستان وإيران.

يشير إلى معاناة في مشكلة تكاليف الشعير والبرسيم، وإطعام الخيل، إذ إنها مُكلفة وباهظة الثمن. كما يشير كاظم إلى غياب الدعم الحكومي ووزارة الزراعة، إذ لا تساهم الأخيرة في توفير المستلزمات، بما فيها توسعة أراضي المشروع، وتسهيل الأمر لإدخال الأدوية. بدوره، يوضح الطبيب البيطري طارق فوزي، أن المشروع يضم طيوراً مختلفة، بعضها نادرة، يعتنون بها، ويجمعونها داخل المشروع، على اعتباره محمية طبيعية. من هذه الطيور، هناك طائر الفيزن والإبراهيمي والإسباني، والببغاء والكركي والطاووس والحمام والقبج والبط المسكوفي والإوز، إلى جانب بعض الحيوانات البرية، مثل الغزلان البلجيكية والهندية، والمها العربية وحيوان اللاما. وعن طريقة رعاية هذه الحيوانات، يقول طارق إن هناك برامج تغذية علمية ورعاية طبية، وفق أحدث المناهج العالمية، و"لدينا كافة اللقاحات، فضلا عن لوازم مكافحة الحشرات والطفيليات الخارجية والديدان، ولدينا غرف خاصة للولادات لحين موعد الفطام، وغرف عزل مجهّزة لأيّ حيوان مريض".

دلالات

المساهمون