غيوم موريس وحرية التعبير في فرنسا: هل تمكن السخرية من نتنياهو؟

غيوم موريس وحرية التعبير في فرنسا: هل تمكن السخرية من نتنياهو؟

11 مايو 2024
علّقت "فرانس إنتر" عمل غيوم موريس (ليونيل بونافانتور/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- غيوم موريس أثار جدلاً بتعليقه على "فرانس إنتر" وصف فيه نتنياهو بـ"نوع من النازيين"، مما أدى لاتهامه بمعاداة السامية وانتقادات واسعة، وتلقت الإذاعة إنذارًا من هيئة تنظيم الاتصالات الفرنسية.
- القضاء الفرنسي قرر عدم اتخاذ إجراءات ضد موريس، لكنه واجه تداعيات داخل الإذاعة بما في ذلك توقيف مؤقت عن العمل، مما أثار تضامن زملائه الذين دعموه بطرق مختلفة.
- قضية موريس وصلت إلى الجمعية الوطنية الفرنسية ضمن نقاش حول حرية الصحافة، مع انتقادات لصمت الحكومة ودعوات للإضراب من نقابة العاملين بالإذاعة، مسلطة الضوء على التوترات المتعلقة بحرية التعبير.

"يُمكن اليوم التنكّر بزي نتنياهو، وهو زي مضمون للتخويف. هل تعرفون من يكون هذا الرجل؟ إنه نوع من النازيين...". هذه هي كلمات الفقرة الإذاعية التي قدّمها الصحافي غيوم موريس، في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، على إذاعة "فرانس إنتر"، التي اتُّهم إثرها بمعاداة السامية.
أثيرت ضجة إعلامية كبيرة حول هذه العبارة، سواء في القنوات التلفزيونية والإذاعية أو على وسائل التواصل الاجتماعي؛ وبعد شكاوى قُدّمت إلى هيئة تنظيم الاتصالات السمعية والبصرية والرقمية في فرنسا، وجّهت هذه الأخيرة إنذاراً للإذاعة التابعة للدولة. اعتبرت الهيئة أن المزحة التي عبّر عنها الصحافي "تقوّض الممارسة السليمة لمهام إذاعة فرنسا، وكذلك علاقة الثقة التي تجب المحافظة عليها مع جميع المستمعين". ودعت الهيئة في هذه المناسبة إلى اتخاذ أقصى درجات اليقظة في التعامل مع الموقف شديد الحساسية المرتبط بالصراع في الشرق الأوسط". بعدها بأيّام، تقدمت المنظمة اليهودية الأوروبية بشكوى قضائية ضدّ الصحافي بتهمة "التحريض على العنف والكراهية القائمة على معاداة السامية".

القضاء ينصف غيوم موريس

في منتصف شهر إبريل/نيسان، أعلن مكتب المدعي العام عدم اتخاذ أيّة إجراءات في الدعوى المرفوعة ضدّ غيوم موريس في القضية إياها. القضاء قال كلمته، وقرّر أن لا إساءة في المضمون. بعد القرار، علّق الصحافي بطريقته: "لا مشكلة في أن أقول إن نتنياهو هو نوع من النازيين، هذا ما قاله المدّعي العام هذا الأسبوع. هيا بنا، فلنضع هذه العبارة على الفناجين، والكنزات، هذه أول نكتة لي مسموحة بالقانون". 
ولكن لم تمرّ النكتة هذه المرة من دون قرار من إدارة الإذاعة. في بداية شهر مايو/ أيّار، نشر غيوم موريس تغريدة على موقع إكس تتضمّن بياناً مرفقاً بتعليق "بخصوص حرية التعبير". البيان الذي نشره الصحافي يقول فيه إنه "لأسباب خارجة عن إرادتي، لن أشارك في الحلقتين المقبلتين من برنامج (مساء الأحد العظيم) على فرانس إنتر". وأضاف "استُدعيت من قبل الإدارة لمقابلة للنظر في احتمال فرض عقوبة تأديبية، يُمكن أن تصل إلى حدّ فسخ عقدي، بسبب ارتكاب خطأ فادح".

توقيف موريس عن العمل أثار ردة فعل زملاء له. في أولى حلقات البرنامج الذي كان يُشارك فيه، ترك زملاؤه كرسيّه فارغاً، وعلّقت زميلته في البرنامج بالقول غيوم موريس "ليس لديه الحقّ بالظهور معنا هذا المساء، إنتر (اسم الإذاعة) أرسلته إلى مدرسة داخلية لتحسين سلوكه". وفي وقت توالى فيه الزملاء في الإذاعة بتوجيه التحيّات والتضامن مع زميلهم، قام زميله جميل لو شلاغ بتخصيص فقرة برنامجه للحديث عن الموضوع وتكرار عبارة زميله عن نتنياهو للانتهاء بتقديم استقالته مباشرة على الهواء. 

في الجمعية الوطنية

وصل النقاش إلى الجمعية الوطنية الفرنسية، لا سيما أن الإذاعة تابعة للدولة، حيث أشار النائب عن حزب فرنسا الأبية دافيد غيرولد إلى هذه المسألة في سياق حديثه عن عدم احترام حرية الصحافة وحرية التعبير في فرنسا في ما يخصّ القضية الفلسطينية. وتوجه إلى الحكومة الفرنسية بالقول "صمتكم حول ما يحصل في غزة جريمة. أنتم تمنعون تجمعّاتنا العامّة. وعندما تقررون التكلّم، تكذبون. عاملتم تظاهرات الطلاب وكأنها دعوات إلى القتل وليست تظاهرات. غيوم موريس أُوقف عن العمل وفرض الرقابة عليه من قبل مؤسسة عامة". 
في هذا الوقت، دعت نقابة العاملين في الإذاعة إلى الإضراب يوم الأحد المقبل (غداً) اعتراضاً على "قمع السخرية والفكاهة" بعد إيقاف زميلهم عن العمل، وأيضاً ضدّ "التهديدات" التي تتعرّض لها بعض البرامج على أثير الإذاعة.
 

المساهمون