لؤي البسيوني... فلسطيني يقود هليكوبتر "ناسا" إلى المريخ

28 ابريل 2021
تحليق المروحية كان خيالاً أقرب إلى المستحيل (فيسبوك)
+ الخط -

نجحت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في تسجيل عهد جديد من الطيران،  يوم 19 إبريل/نيسان، ولكن هذه المرة خارج الأرض، حيث أقلعت وهبطت مروحية "إنجينيويتي" ذات الوزن 1.8 كيلوغرام، لمدة 40 ثانية، على كوكب المريخ،  وكانت هذه أول رحلة لطائرة تعمل بمحرك يتم التحكم فيها من الأرض.

وهذا الحدث التاريخي لم يغفل الدور الأساسي للمهندس وخبير الإلكترونيات والطاقة، الفلسطيني لؤي البسيوني، الذي ترأس فريق "ناسا" وعمل على تصميم المحرك الكهربائي للطائرة والتحكم فيها من الأرض، وهي تحلق على سطح الكوكب الأحمر على بعد 290 مليون كيلومتر.

أهمية هذا التاريخ الاستثنائي في مسيرة البشر، سلطت الأضواء على شاب فلسطيني تولى هذه المهمة، مستعيدة مسيرته المثابرة من بيت حانون في قطاع غزة، حيث درس البسيوني في مدارس غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عاصر الانتفاضة الأولى عام 1987، ثم غادر في عام 1998 إلى الولايات المتحدة ليدرس الهندسة الكهربائية، ثم أكمل الماجستير في جامعة لويفيل عام 2004.

عقب تخرجه بدأ مشواره العملي في مجال السيارات الكهربائية وعمل في عدة شركات، ومنها شركة للطائرات المسيرة، وهي التي وقعت العقد مع "ناسا" لتطوير طائرة الهليكوبتر التي أرسلت للمريخ.

Posted by ‎لؤي البسيوني Loay Elbasyouni‎ on Sunday, 25 April 2021

وصف البسيوني الأمر بأنه خيال أقرب إلى المستحيل نظرياً، ولكنه تحقق أخيراً، وفق حديثه لشبكة "بي بي سي"، مضيفاً أن التجربة المهمة التي اضطلع بها الأخوان رايت في التحليق لأول مرة في التاريخ عبر طائرة يتم التحكم بها، كانت تقوم على تخفيف وزن المحرك. وفي المريخ ينبغي – بسبب قلة الهواء – أن يكون الوزن أخف كثيراً، مستخدمين الألياف الكربونية.

لا يمكن لهذه الطائرة أن تطير على كوكب الأرض بهذا الوزن الخفيف، على ما قال البسيوني لإذاعة "مونت كارلو"، فهي مصممة للمريخ حيث نسبة الهواء 1%، ما يعادل الطيران على ارتفاع 200 ألف قدم فوق الأرض، ولا توجد مروحيات يمكنها التحليق على الأرض في هذه الظروف.

وقال إن صعوبات عديدة واجهت المشروع الذي لم يحصل على الموافقة في البداية، مبيناً أنه "كان علينا أن ننجح في كل مرحلة من المشروع، لنضمن تمويل المرحلة التالية".

وفي المقارنة بين الوصول إلى المريخ وعبور معبر رفح إلى قطاع غزة الخاضع لحصار الاحتلال، قال "بالرياضيات والعلم يمكن أن تحسب النتائج، لكن على معبر رفح لا يمكن ذلك رياضياً، ولا يمكن توقع متى يفتح ومتى يغلق، وإذا دخلت غزة متى يمكن أن تخرج؟"، هذه لا تحسب بقوانين الرياضيات، على ما يشير البسيوني، "بل بالدعاء لله".

المساهمون