شهد محيط مبنى الإسكوا في وسط بيروت، اليوم الأحد، وقفة احتجاجية للإعلام استنكاراً للاعتداء الإسرائيلي على مواكب الصحافيين والأطقم الإعلامية، الذي راح ضحيته أول أمس الجمعة المصوّر عصام عبدالله.
وقتل الاحتلال الإسرائيلي الجمعة الماضية عصام عبدالله، المصوّر الصحافي الثلاثيني العامل في وكالة رويترز منذ نحو 16 عاماً، وأصاب 7 صحافيين، بعد قصفه بلدة علما الشعب جنوبي لبنان، وسط تأكيدات من الزملاء الذين نجوا من الاعتداء بأنّ الاستهداف كان مباشراً ومتعمّداً، مع الإشارة إلى أن بعض الصحافيين خرج من المستشفى لكن هناك حالات لا تزال دقيقة وتجري متابعتها طبياً.
وطالب المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، التي دعت إليها نقابة المصورين الصحافيين وتجمّع نقابة الصحافة البديلة ونادي الصحافة وجمعية "إعلاميون من أجل الحرية"، بـ"تحقيق دولي في قتل الزميل عصام عبدالله".
ورفع المحتجون صور عبدالله، وأطلقوا هتافات تتهم إسرائيل بالوقوف وراء استشهاده واستهداف الصحافيين، كما في غزة كذلك في لبنان، مؤكدين أنهم لن يتركوا هذه القضية ولن يرضوا بتجهيل الفاعل، ولن تهيبهم رسائل العدو الإسرائيلي فصوت الإعلام والحقيقة لن تسكته قذائفه ونيرانه.
وأكد علي عبدالله، خلال الوقفة الاحتجاجية أن استهدافاً إسرائيلياً مباشراً أدى إلى استشهاد شقيقه عصام عبدالله الذي يحرص دائماً على اتخاذ كافة إجراءات السلامة.
وأشار علي عبدالله إلى أن شقيقه سبق أن غطى حروباً ونزاعات وكوارث طبيعية وزلازل، وكان دائماً يتبع إجراءات السلامة المهنية الصحافية، ويدرس جميع خطواته، ويوم استشهاده كان يرتدي السترة الواقية والخوذة فهو لا يتهاون أبداً بتدابير الحماية، ويحرص على عدم خرقها.
وشدّد على أن "الاستهداف الإسرائيلي هو مباشر للأطقم الإعلامية، ونحن نحمّل دماء عصام لجيش الاحتلال الإسرائيلي والقضية لن تنتهي هنا".
وفي مقابلة مع "رويترز"، اتهمت والدة عبدالله، فاطمة قانصوه، إسرائيل بقتل نجلها. وقالت: "قتلت إسرائيل ابني عمداً. كانوا جميعاً يرتدون ملابس الصحافيين، وكانت كلمة صحافة واضحة للعيان، ولا يمكن لإسرائيل إنكار هذه الجريمة".
وتوجّه تجمع نقابة الصحافة البديلة برسالة إلى قائد قوات حفظ السلام في لبنان (يونيفيل)، اللواء أرولدو لازارو ساينز، لطلب فتح تحقيق فوري وعاجل يوضح مقتل عبدالله وإصابة صحافيين آخرين، ولا سيما أنهم كانوا يرتدون السترات الواقية مع عبارة "صحافة" بأحرف بيضاء كبيرة.
كما أكد التجمع، في رسالته، أن "البيان الصادر من يونيفيل بشأن الجريمة كان غامضاً ويتناقض مع ولايتها وفق القرار 1701/2006 الذي يتعلق برصد وقف العداء بين الجانبين".
وكان لافتاً تعارض بيان الجيش اللبناني مع بيان "يونيفيل"، علماً أن التنسيق يجري عادة بينهما في هذه الحالات، إذ أكد الجيش اللبناني أن العدو الإسرائيلي أطلق قذيفة صاروخية أصابت سيارة مدنية تابعة لفريق عمل إعلامي، ما أدى إلى استشهاد المصور عصام عبدالله وإصابة آخرين.
في المقابل، قالت "يونيفيل"، في بيان، إنه "بما يتعلق بعلما الشعب، نعلم أن إسرائيل ضربت موقعاً يبعد حوالي 2,5 كيلومتر عن البلدة عند الساعة 5:20 مساءً تقريباً، وسمع جنود حفظ السلام على بعد بضعة كيلومترات إطلاق نار وانفجارات بعد ذلك".
وأضاف البيان: "بناءً على ما تمكّنت يونيفيل من ملاحظته، لا يمكننا في هذه المرحلة أن نقول على وجه اليقين كيف أصيبت مجموعة من الصحافيين الذين كانوا يغطّون الأحداث وقُتل أحدهم".
وشيّعت بلدة الخيام الجنوبية أمس السبت ابنها عصام عبدالله، بمشاركة حاشدة من جانب العائلة والأصدقاء وزملاء المهنة، ولُفّ جثمانه بالعلم اللبناني، كما وضع زملاؤه الصحافيين كاميراتهم على قبره تكريماً لذكراه.