من سيحصل على جائزة أفضل فيلم أجنبي في حفل أوسكار؟

20 فبراير 2023
يصوّر "أول كوايت أون ذا وسترن فرونت" كيف يتم غسل أدمغة الشباب في الحرب (تويتر)
+ الخط -

شاهدت الأفلام الخمسة المرشحة لنيل جائزة أوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي التي توزع خلال حفل يقام في 13 مارس/ آذار المقبل، ولو جاز لي التصويت لحصرت المنافسة بين الفيلم الألماني "أول كوايت أون ذا وسترن فرونت" (كل شيء هادئ في الميدان الغربي)، والفيلم الأرجنتيني "أرجنتينا 1995" الذي تمنيت في مقال سابق أن ينجز صناع السينما في العالم العربي عملاً مثله، يُحاكم فيه جلادو شعوبنا وينالون جزائهم.

رُشح الفيلم الألماني "أول كوايت أون ذا وسترن فرونت" لتسع جوائز هذا العام، وقد سبق أن صدرت نسختان من الفيلم نفسه، فازت الأولى بينهما بأوسكار أفضل فيلم عام 1930، وحين عرض في برلين هاجم الشباب الهتلري صالة العرض بالقنابل وإطلاق الفئران البيضاء بين مقاعد المتفرجين وسط هتافات: "يا ألمانيا استيقظي".

تقتبس نسخ الأفلام المختلفة رواية إريك ماريا ريمارك التي نشرت عام 1929، وتسرد قصة مشاركته في الحرب العالمية الأولى. تصف تجربة الفتى بول الذي يتطوع مع أبناء صفه للقتال، بتشجيع من مدرسهم الذي يغسل أدمغتهم بمقولات أيديولوجية، وفي مقدمتها فكرة "الشباب الحديدي".

يخيب أمل الشباب في نيل البطولة التي حلموا بها، ويرون أنّ الحرب عبثية ومجنونة وتحولهم إلى قتلة متوحشين للحفاظ على حياتهم وعلى كيلومترات من الأرض لا أهمية لها سوى إرضاء غرور قائد عسكري متعصب.

تتميّز النسخة الألمانية الأخيرة بإضافة أبعاد سياسية جديدة للقصة، حيث نشاهد شخصية أزربيرغر الذي وقع اتفاق الهدنة عن الجانب الألماني، واغتيل لاحقاً على يد القوميين الألمانيين الذين حملوه مسؤولية الخسارة.

يبدع المخرج إدوارد بيرغر في تصوير المشاهد الطبيعية الخلابة لتعاكس الوجه القبيح للحرب، ويلخّص المأساة كلّها بمشهد غسيل الملابس الحربية للجنود الذين ماتوا وترتيبها من جديد ليرتديها شباب جدد ينضمون للمعركة بعد نزع البطاقة التي تدل على اسم حاملها السابق.

لا بد أن نذكر هنا أنّ الرواية منعت في ألمانيا وجرى حرقها خلال الفترة النازية وجرّد كاتبها من الجنسية الألمانية واضطر للعيش في سويسرا.

تتناول الأفلام الثلاثة الأخرى المرشحة لجائزة أفضل فيلم أجنبي هموماً إنسانيةً أخرى بعيدة عن الحرب والسياسة.

ويروي الفيلم البلجيكي "قريب" قصة الصبيين ليو وريمي اللذين تربطهما علاقة صداقة وثيقة تنتابها مشاعر مبهمة، ولكنها تصطدم بالمحيط ولاسيما زملاء الدراسة، حيث تتزايد الأسئلة حول مثليتهما. يدفع ذلك ليو إلى التراجع، فتفتر علاقته مع ريمي الذي ينتحر.

ويرى مخرج العمل لوكاس دونت أنّ الفيلم يعالج رهاب المثلية الجنسية، وسبق أن أشار إلى استناده إلى كتاب عالمة النفس ينوب واي الذي حمل عنوان "أسرار عميقة: صداقات الأطفال وأزمة الاتصال".

من جهته يشير اسم الفيلم البولندي "EO" إلى الحمار الذي يدور حوله الفيلم ويعيش في سيرك، ومن ثم ينقل تحت ضغط جماعات حماية الحيوانات إلى محمية حكومية فيتم التعامل معه بدونية لأن الاهتمام ينصب كله على الخيول، ويستخدم لخدمتها وخلال عملية النقل نجد من يتاجر بالحمير ويبيعهم ليتحولوا إلى لحوم للأكل. يهرب الحمار فيتسبب في خسارة فريق كرة قدم فيقوم مشجعو الفريق بملاحقته لقتله.

أمّا الفيلم الأيرلندي "الفتاة الهادئة"، فيحكي عن أسرة تعيش في العام 1981 في الريف الأيرلندي وتضطر نتيجة الفاقة إلى أن تترك الفتاة الصغيرة الهادئة ذات التسعة أعوام في ضيافة قريب لها حيث تجد الحب والحنان والاهتمام، فضلاً عن الطعام والحمام واللباس ومستلزمات الحياة، عوضاً عن التجاهل والإقصاء والحرمان في منزل والديها حيث الأم مشغولة برضيعها وفي خدمة المنزل، فيما يعاني الأب من الإفلاس بسبب إدمانه القمار.

إذا فاز فيلم "كل شيء هادئ في الميدان الغربي" بجائزة أفضل فيلم، فإنّ ذلك قد يرفع من حظوظ فوز "أرجنتينا 95" بجائزة أفضل فيلم أجنبي، ويبقى لنا أن ننتظر.

المساهمون