مهرجان كانّ السينمائي ينتظر لائحة اتهام

مهرجان كانّ السينمائي ينتظر لائحة اتهام

14 مايو 2024
أثناء التحضيرات لافتتاح مهرجان كانّ السينمائي (فاليري هاش / فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مع اقتراب الدورة الـ77 لمهرجان كان، تسود حالة من الترقب بسبب شائعات عن لائحة تتضمن أسماء متهمين بالاعتداء والعنف الجنسي في السينما، مما أثار جدلًا وقلقًا في الأوساط السينمائية.
- رئيسة المهرجان، إيريس كنوبلوش، تؤكد متابعة الموقف وتشير إلى أن المهرجان سيتخذ قرارات بشأن المتهمين، مع التأكيد على أن العمل الفني هو النجم الحقيقي، مما يثير نقاشًا حول مقاطعة أعمال الفنانين المتهمين.
- جوديت غودريش، الممثلة والمخرجة، تبرز كرمز للنضال ضد العنف الجنسي، حيث سيُعرض فيلمها "أنا أيضًا" خلال المهرجان، في إطار جهودها للتوعية حول قضايا العنف الجنسي ونجاحها في دفع لإنشاء لجنة تحقيق حول الإساءة في السينما.

مع اقتراب انطلاق النسخة الـ77 من مهرجان كانّ السينمائي تعيش المدينة الفرنسية لحظات ترقّب مع انتشار شائعات عن احتمال إصدار لائحة تحمل أسماء عاملين في المجال (ممثلين ومخرجين ومنتجين)، سيُتّهمون بجرائم "اعتداء وعنف جنسي". بدأ انتشار المعلومة، أو الشائعة، بالحديث عن تحقيق سينشره موقع "ميديا بارت"، وسيضمّ هذه اللائحة التي ستهزّ المجال. إلى الآن، ما من جهة صحافية أو رسمية تبنّت أو نشرت أي اسم، ولكن نشرت بعض الحسابات الفاعلة على منصة إكس لائحة أولية بالأسماء.
هذه اللائحة التي يتحدّث عنها الإعلام الفرنسي منذ نحو أسبوع، من دون ذكر أي اسم من الأسماء المتداولة، دفع بصحيفة "باري ماتش" إلى التواصل مع رئيسة مهرجان كانّ السينمائي إيريس كنوبلوش (Iris Knobloch)، لسؤالها عن الأمر. أكّدت كنوبلوش متابعتها الموقف من كثب، مشيرةً إلى أنه في حال اتّهام إحدى الشخصيات العاملة في مجال السينما والمشاركة في المهرجان بتهمة الاعتداء أو العنف الجنسي، سيتخذ مهرجان كانّ السينمائي القرار المناسب بشأن كل حالة بشكل منفصل "وذلك بالتشاور مع مجلس الإدارة والأطراف المعنيّة". واعتبرت أن الأكثر أهمية هو العمل الفني نفسه، الذي يلعب دور "النجم الحقيقي" في المهرجان. وهذا ما قد يفتح الجدل من جديد حول أعمال الفنانين المتّهمين بقضايا اعتداء جنسي: هل يجب مقاطعتها أم لا؟
تُتابع وسائل الإعلام، وكذلك رواد مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الأخبار لحظة بلحظة، خاصة مع انطلاق مهرجان كانّ السينمائي اليوم الثلاثاء. صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، اعتبرت أن من المُجحف القول إن عالم السينما "يرتجف قلقاً مع اقتراب موعد انطلاق المهرجان". وأشارت الصحيفة إلى أنه من بعد توقيف الممثل الفرنسي، جيرارد ديبارديو، في الـ29 من شهر إبريل/نيسان الماضي للتحقيق معه بدعوى اعتداء جنسي، ثمّ إطلاق سراحه، لم يعد بعض أشهر الكوميديين والمخرجين الفرنسيين قادرين على النوم: "فرق فنية بأكملها ترتجف خوفاً من أن يذهب عملهم هباءً تحت تأثير موجة اتهامات جديدة".
يأتي هذا بعد سبع سنوات على انطلاق حركة Me Too من عالم السينما في الولايات المتحدة الأميركية مع قضية هارفي واينستين.
وطوال هذه السنوات السبع، لم يكن عالم السينما الفرنسية بمنأى عن الاتهامات والشكاوى. ومن آخر الشخصيات الشهيرة التي أثارت الضجة، الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو الذي اتهمته أكثر من سيدة بالاعتداء والتحرش الجنسي. في هذا الوقت، ما يزال رئيس المركز القومي الفرنسي للسينما، دومينيك بوتونا، يشغل منصبه حتى اليوم، على الرغم من اقتراب موعد المحاكمة (14 يونيو/حزيران) في القضية المرفوعة ضدّه بتهمة الاعتداء الجنسي على ابنه في المعمودية.
ومن بين الأفلام المشاركة في هذه النسخة من مهرجان كانّ السينمائي فيلم قصير للممثلة والمخرجة الفرنسي، جوديت غودريش، التي تعدّ رأس حربة النضال ضد الاعتداءات والعنف الجنسي في عالم السينما في فرنسا. الفيلم بعنوان "أنا أيضاً" (17 دقيقة) وسيُعرض غداً. يعالج العمل قصصاً لضحايا العنف الجنسي. وكانت غودريش قد ألقت خطاباً في حفل توزيع جوائز "سيزار" 2024، تناولت فيه الموضوع واستنكرت خلاله "درجة الإفلات من العقاب والإنكار والامتيازات" التي تسود عالم السينما. غودريش هي نفسها ضحية اعتداء جنسي في المجال السينمائي، وذلك عندما كانت في سنّ المراهقة، وتقدّمت بشكوى ضد كلّ من المخرجين، بونوا جاكو وجاك دويون، لاتهامهما بالاغتصاب والاعتداء الجنسي والجسدي. وكانت قد نشرت بعد كلمتها في حفل "السيزار"، عبر حسابها في "إنستغرام"، دعوةً لضحايا الاعتداءات الجنسية لإرسال شهاداتهم. وهذا ما ساهم في إنجاز فيلمها الجديد. يُشار إلى أن غودريش قد نجحت في إقناع الجمعية الوطنية الفرنسية بإنشاء لجنة تحقيق حول "الإساءة والعنف" في عالم السينما، والإعلام المرئي والمسموع، والعروض الحية، والموضة، والإعلانات. بهذا، أعلنت الجمعية الوطنية في بداية الشهر عن البتّ في أمر إنشاء هذه اللجنة.

كما أنها تقدّمت بطلب إلى اتحاد المنتجين السينمائيين في فرنسا، بضرورة فرض وجود مرافق مع الأطفال المشاركين في تصوير الأعمال الفنية. وهذا ما قرّره الاتحاد، فأعلن "إجباريّة" وجود مرافق مع القاصرين خلال تصوير الأفلام وذلك بهدف حمايتهم؛ ومن سيُخالف القرار بعد البدء بتنفيذه، "لن يقدم المركز الوطني للسينما مساعدة للفيلم المُخالف"، وذلك بحسب تصريح المندوبة العامة للاتحاد لإحدى القنوات الإذاعية.

المساهمون