"يلا غزة" في رام الله: الحق ينتزع بالقوة

02 ديسمبر 2023
من الفيلم (فيسبوك)
+ الخط -

استطاع المخرج الفرنسي رولاند نورييه تقديم بانوراما وثائقية شاملة في 100 دقيقة، حول فلسطين عامة، وقطاع غزة خاصة، عبر فيلمه "يلّا غزة" (2023)، في أول عرض له في المنطقة العربية مساء الأربعاء، بالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقد أعلن عرض الفيلم في قاعة سينما القصبة في مدينة رام الله انطلاق الفعالية السينمائية التضامنية لمخرجين أجانب على أرض فلسطين، مع عرض سبعة أفلام تتواصل حتى 20 ديسمبر/ كانون الأول الحالي.

وقال نورييه في كلمة له عبر الفيديو قبيل عرض الشريط: "الفيلم بالأساس يقوم على رفض الأحكام المسبقة وفضحها، وأعني الانحيازات السلبية التي غالباً ما تتناقلها وسائل إعلامنا عن الفلسطيني عامة، والغزّي خاصة... الفكرة الرئيسية للفيلم هي استعادة إنسانية الفلسطينيّين في غزة، لأنه يجرى تجريدهم من إنسانيتهم باستمرار، حتى ما قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول... لقد جرى ذلك بالفعل، وأنا غاضب من وسائل إعلامنا وطريقة تعاملها مع الأحداث الجارية... نسمع مراراً وتكراراً أن إسرائيل تشن حرباً على حركة حماس، والحقيقة هي أن إسرائيل تشن حرباً على الفلسطينيين لإبادتهم. نحن الذين نؤمن بعدالة قضية الفلسطينيين وحقوقهم علينا أن نواصل العمل بما نؤمن به، ويجب ألا نتخلى عنهم... الأفلام هي وسيلتي الوحيدة في القتال، وهي طريقة غير عنيفة للتضامن مع الفلسطينيين، عبر سرد تاريخهم وواقعهم".

ويمزج الفيلم بين التاريخ، منذ ما قبل وعد بلفور والحرب العالمية الأولى إلى أيامنا هذه، وبين توثيق حكاية قطاع غزة في الحقبة العثمانية، وتحت الانتداب البريطاني، والحكم المصري، والاحتلال الإسرائيلي، وتحت إدارة السلطة الفلسطينية ما بعد اتفاقيات أوسلو، ومن ثم تحت سيطرة حركة حماس منذ عام 2007، والعدوان تلو الآخر. ويتنبئ في تتابع أحداثه بما حدث في "طوفان الأقصى"، باعتبار أن الرسالة التي أجمع عليها كل المشاركين في الفيلم هي أن "الحق يُنتزع بالقوة ولا يُمنح".

وفي إطار التأريخ والتحليل السياسي، تنقل نورييه بين البروفيسور الفرنسي المتخصص في العلوم السياسية ومؤلف كتاب "تاريخ غزة" جان بيير فيليو، وممثل منظمة التحرير الفلسطينية لدى الاتحاد الأوروبي حسّان بلعاوي، والمفكر والباحث توماس سواريز مؤلف كتاب "دولة الإرهاب: كيف شكل الإرهاب دولة إسرائيل الحديثة"، والمؤرخ الفلسطيني غسّان وشاح، والصحافي الفرنسي المتخصص بالعلاقات الأميركية ــ الإسرائيلية سيلفيان سايبيل، و مدير عمليات "أونروا" في قطاع غزة ماتياس شمالي، والقيادي في حركة حماس باسم نعيم، وإحدى مؤسِّسات منظمة "لا للاستعمار" إلينور برينتستين، والباحث الإسرائيلي المناهض للصهيونية روني بركان، وغيرهم.

ويسلط الفيلم أيضاً الضوء على الجانب الثقافي والفني والأكاديمي والتعليمي والإغاثي في قطاع غزة، والتحولات التي طاولت هذه القطاعات جرّاء المفاصل التاريخية والحروب المتكررة، ودور الفاعلين في هذه القطاعات في نهضة القطاع، لا سيما ما بعد الحروب والنكبات، عبر وحيد أبو شحمة مدرب الدبكة الذي حول هذه الرقصة الفلكلورية الفلسطينية إلى فعل مقاومة وصمود وتفريغ، خصوصاً لدى الشباب، والجرّاح الفرنسي كريستوفر أوبرلين الذي لطالما تطوّع للعمل في مستشفيات، إلى جانب حضور خاص للمخرج البريطاني كن لوش، المعروف بتأييده لعدالة القضية الفلسطينية.

ولم تغب الحكايات الإنسانية التي تعكس صمود أهل القطاع رغم الصعوبات جراء الاحتلال الذي يحاصره منذ أكثر من 15 عاماً، والاستهدافات المتكررة، وجلهم من الجيل الثاني أو الثالث أو الرابع للاجئين الفلسطينيين الذين يشكلون الغالبية العظمى من مجموع سكّان قطاع غزة.

المساهمون