قُتل ثمانية مدنيين وأصيب العشرات، اليوم الثلاثاء، نتيجة قصف جوي ومدفعي لقوات النظام السوري وروسيا على ريف إدلب، شمال غربي سورية.
وقال مصدر من الدفاع المدني لـ"العربي الجديد" إن طائرة حربية تابعة للنظام السوري قصفت سوق السمك في مدينة جسر الشغور، شمال غربي إدلب، ما أدى إلى مقتل ستة مدنيين وإصابة العشرات بجراح.
وأوضح أن القصف الجوي والصاروخي الذي نفّذته قوات النظام وروسيا على بلدتي الهبيط والتح أسفر عن مقتل مدني في كل منهما وإصابة آخرين بجراح.
إلى ذلك، تعرضت مدينة خان شيخون وقرى كرسعة وبابولين وترملا وجبالا وأطراف مدينة معرة النعمان لقصف جوي من طائرات حربية ومروحية للنظام، واقتصرت الأضرار على المادية.
وفي السياق، قتل ثلاثة أشخاص وجرح اثنان نتيجة قصف مدفعي على مخيم النيرب في مدينة حلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري، يُعتقد أن مصدره "هيئة تحرير الشام".
وفي غضون ذلك، سيّر الجيش التركي دورية عسكرية بين نقطتين عسكريتين في محافظتي حلب وإدلب ورافقتها قوة من "الجيش الحر".
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن دورية للجيش التركي مؤلفة من أربع آليات عسكرية انطلقت من نقطة المراقبة قرب قرية العيس، جنوب مدينة حلب، واستقرت في نقطة المراقبة قرب قرية الصرمان جنوب شرق مدينة إدلب.
وبدوره، طالب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عبد الرحمن مصطفى، المجتمع الدولي والأطراف الفاعلة في الملف السوري، بوضع حد لخروقات النظام وروسيا على إدلب، واعتبر أن روسيا ما زالت ترفض الالتزام بالاتفاقيات وتسعى إلى "تثبيت النظام".
وحذّر مصطفى، في بيان نشره موقع الائتلاف، من التداعيات السلبية التي قد تطاول دول العالم بأسره في حال أي محاولة لاجتياح المنطقة من قبل نظام الأسد وحلفائه، كما نبه إلى "المأساة الإنسانية الناجمة عن استهداف المدنيين، واحتمال حصول موجة نزوح جديدة وكبيرة باتجاه أوروبا".
وأكد على أن "الخيار العسكري هو الثابت بالنسبة للروس"، مشيراً إلى أن ذلك "يضع مسؤولية إضافية على الدول الفاعلة من أجل الحفاظ على اتفاقية خفض التصعيد، باعتبارها آخر ما تبقى من الاتفاقيات".
ووصف رئيس الائتلاف التصعيد الأخير بأنه "خطير"، ولفت إلى أنه يستهدف الأطفال والنساء والبنية التحتية والمستشفيات، مشدداً على أنها "نفس السياسة التي اتخذتها موسكو منذ تدخلها العام 2015 باستهداف الحاضنة الشعبية، ومارست ذلك في حلب ودرعا ومناطق كثيرة سابقاً".
كما شدد على أن "استراتيجية الأرض المحروقة لم تتغير لدى النظام وروسيا وإيران في إدلب، وهو ما أدى إلى تهجير عدد كبير من المدنيين نحو مناطق أكثر أمناً".