تطبيق ذكي بتقنية الواقع المعزز للمنهاج الفلسطيني

23 اغسطس 2016
استغرق العمل على التطبيق أربعة أشهر(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
تضع المعلمة حنان مصطفى برفقة زميلها المبرمج محمد الراعي، اللمسات الأخيرة على تطبيقهما الخاص بالمنهاج الفلسطيني الدراسي لمادتي العلوم والجغرافيا للسنة الدراسية الخامسة من المرحلة الابتدائية، مع بداية العام الدراسي الجديد في قطاع غزة والضفة الغربية.
يعتمد التطبيق على استخدام تقنية الواقع المعزز (Augmented Reality Technology) بشكل يتفاعل معه الطلاب من خلال تحميله عبر الهواتف الذكية، بشكل يعمل على تشجيع الطالب على التفاعل مع المادة الدراسية، من خلال مشاهدة الأعضاء الداخلية لجسم الإنسان كالقلب والهيكل العظمى وغيرها بشكل واقعي وتفاعلي.

وتقول مصطفى لـ "العربي الجديد" إن الدافع الرئيسي وراء التوجه نحو إصدار تطبيق خاص بالمنهاج الدراسي باستخدام تقنية الواقع المعزز، هو إحجام الطلاب بشكل ملفت عن الكتاب المدرسي، والتوجه بشكل كبير لألعاب الفيديو والتطبيقات التفاعلية على الأجهزة الذكية.
وتشير مصطفى إلى أنها هدفت وزميلها لنشر ثقافة تقنية الواقع المعزز بشكل تعليمي، من خلال التطبيق في صفوف المجتمع الفلسطيني والطلاب بشكل أكبر، عبر ربطه بالمنهاج الفلسطيني المدرسي، لا سيما المواد العلمية التي يعجز المعلم عن توفيرها لطلابه على أرض الواقع.
ويحمل التطبيق الذكي اسم "AR LEARN" أي "التعلم بواسطة الواقع المعزز"، والذي يمنح الطالب القدرة على التفاعل مع المادة العلمية، من خلال توجيه كاميرا الهاتف الذكي إلى الرسم الموجودة في الكتاب المدرسي. وتظهر أمام الطالب على الشاشة بشكل يستطيع التفاعل معه.
وتضيف المعلمة المختصة في مجال العلوم والتكنولوجيا أنّ عملية إعداد التطبيق استغرق نحو أربعة أشهر كاملة بدأت بعملية تحليل للمناهج الدراسية، من أجل تحديد المرحلة العمرية التي سيبدأ العمل عليها في التطبيق، واختيار المادة العلمية التي سيعمل التطبيق على عرضها للطالب بشكل تفاعلي مميز.
وتوضح مصطفى أن التطبيق لن يكون مكلفاً على الطالب أو حتى حال وزارة التربية والتعليم، كونه لا يتطلب توفير ورق علمي مخصص أو بطاقات خاصة، ويمكن للطالب التفاعل مع الكتاب المدرسي الذي يتسلمه من مدرسته، ولا يتطلب الاتصال بالإنترنت.
وتبين المعلمة الغزية، أنها وخلال عملية تحليل المناهج حرصت على اختيار المواد التي تتطلب استخدام تقنية الواقع المعزز من قبل المعلم أو الطلاب، خصوصاً التي يعجز المدرس عن توفيرها لطلابه كأعضاء الجسم الداخلية والهيكل العظمي.
وتنبه مصطفى إلى أن الآونة الأخيرة شهدت عزوفاً ملحوظاً من الطلاب عن الكتاب المدرسي التقليدي؛ وهو ما سيحاول التطبيق علاجه عبر توفير التفاعل بين الطالب والكتاب المدرسي، وتنمية رغبته الاستكشافية والتفاعلية مع المواد العلمية دون تعقيدات.

من جهته، يوضح المبرمج محمد الراعي لـ "العربي الجديد" أن العمل في التطبيق مر بثلاث مراحل هي تحليل المناهج الدراسية ثم تصميم الشكل العام وبرمجة التطبيق، للخروج بشكل يحقق الاستفادة المطلوبة من التطبيق، ويمكن الطلاب من التفاعل مع المادة الدراسية.
ويشير الراعي إلى أن التطبيق يتميز بأنه يعرض الرسومات بشكل ثلاثي الأبعاد للطلبة، بالإضافة إلى إمكانية دمج وفصل أجزاء من الشكل وإعادة ترتيبها بنظام دمج التعلم مع اللعب، عدا عن تعزيز الصوت مع الشكل الذي يعرض للطالب داخل التطبيق.
ويضيف أن فكرة عمل التطبيق تكون من خلال توجيه كاميرا الهاتف المحمول الذكي إلى الكتاب المدرسي مصممة لجذب الطلاب، ومن خلال برمجة الصفحات يظهر في شاشة الجوال مشاهد ثلاثية الأبعاد لأجهزة الإنسان أو أي شكل حسب الصورة.
وعن الصعوبات التي اعترضت تنفيذ التطبيق، ينوه إلى أن أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي يعاني منها سكان القطاع بشكل يومي أثرت على برمجة وتصميم التطبيق، كون برامج التصميم والتطبيقات لا تستطيع بطارية اللاب توب تغطية مدة العمل الذي يستمر لساعات طويلة.
وحصلت المعلمة مصطفى والمصمم الراعي على المركز الثاني ضمن مسابقة Startup weekend education Gaza، وهي مسابقة تنظم بالموافقة من شركة "غوغل" من أصل 900 مشترك في قطاع غزة. ويأمل الاثنان أن يتمكنا خلال الفترة المقبلة من الظفر بفرص لاحتضان مشروعهما من قبل المؤسسات المختصة.