منع المرزوقي من دخول إذاعة محلية يثير استهجان التونسيين

30 أكتوبر 2017
منع المرزوقي من دخول إذاعة محلية (الأناضول/Getty)
+ الخط -

أثار منع الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي، مساء أمس الأحد، من دخول مقر إذاعة "الرباط أف أم"، وهي إذاعة محلية بمحافظة المنستير الساحلية، لإجراء حوار فيها، استهجان العديد من التونسيين، معتبرين أنه اعتداء على حرية الصحافة، وضربة خطيرة توجه إلى الحياة السياسية، في هذه المرحلة الانتقالية التي تعيشها تونس.

فقد رأى القاضي وليد الوقيني في ذلك سلوكاً غير مقبول، حيث قال "ما حصل اليوم أمام مقر إذاعة رباط أف أم مدان بكل القوانين، فممارسات المليشيات وانتهاج نهج آخر غير القانون هو إعلان الفوضى، فتصفية الحسابات السياسية في الطريق العام وهذا النزاع الأهلي الذي حصل اليوم يجب ألا يتكرر، وإلا فلما كنا ندافع عن الدولة والمؤسسات... الممارسات المليشياوية مدانة وتهدد السلم الأهلي، ولمن تلذذ بما حصل اليوم تذكّر أنك كنت يوما تناضل وتعاني من تلك الممارسات".

كما أدان الإعلامي خليفة شوشان هذه الممارسة التي اعتبرها عودة إلى ممارسات روابط  حماية الثورة التي تمّ حلّها وفقاً لقرار قضائي، فقد كتب "الذين منعوا المرزوقي بالقوّة من الحضور في حصة إذاعية، لا يختلفون عن روابط حماية الثورة الذين منعوا سابقا بالقوة السياسيين والإعلاميين والفنانين من التعبير عن آرائهم.. نختلف مع المرزوقي، لكن المبادئ لا تتجزأ وحق التعبير مكفول للجميع ما دام في إطار الرأي وبعيدا عن شبهات التكفير والإرهاب، كما هو الشأن مع مخيّم اللوز في جبل السرج.. ومن يبرر ما حدث للمرزوقي اليوم سيجد نفسه في نفس الوضع مستقبلا وسيؤكل كما أكل بأنياب روابط حماية الدولة العميقة".


الإعلامية جيهان التركي من ناحيتها اعتبرت عملية المنع اعتداء على حرية الصحافة، مطالبة الجميع بإدانة هذه الممارسات، حيث قالت "اللي صار اليوم من منع للرئيس السابق المنصف المرزوقي من دخول مقر إذاعة رباط أف أم سابقة خطيرة. وإذا تسكت عليها اليوم غدوة باش يصير ما أخطر وباش ترجعوا تأخذوا الأوامر بالتليفون".

كما أدان ما قام به بعض المواطنين بمنع الرئيس التونسي السابق من دخول مقر الإذاعة والاكتفاء بإجراء الحوار بالهاتف، عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين محمد اليوسفي، حيث قال ما حصل اليوم أمام مقر إذاعة رباط اف ام بالمنستير يمثل اعتداء خطيرا على الحريات الصحافية، قبل أن يكون تصرفا مدانا، باعتباره يمس في العمق الحقوق السياسية والمدنية الدستورية". 
وأضاف "يبدو أننا بصدد الانتقال من مرحلة التدجين الناعم للإعلام وقتل الديمقراطية في المهد تحت يافطة "المصلحة الوطنية" والتوافق السياسوي إلى مرحلة الترهيب والتسلط من خلال ممارسة العنف والبلطجة على مرأى ومسمع من "الأمن الجمهوري"".


كما أدانه الإعلامي زياد الهاني، داعياً النيابة العمومية إلى التحرك ومساءلة من قاموا بعملية المنع "منع المرزوقي اليوم من دخول مقر إذاعة "رباط آف آم" بالمنستير، عمل همجي يشكل اعتداء على الديمقراطية وجريمة يعاقب عليها القانون، النيابة العمومية وقوات الأمن التي لم تتصدّ لقطّاع الطريق ولم تعتقلهم لتحيلهم إلى القضاء، تتحمل مسؤولية كاملة في إفلات المجرمين من العقاب"، وتساءل "فهل نحن أمام جريمة دولة؟".