الهشاشة الاقتصادية تهدد استقلالية صحافيي تونس

03 مايو 2018
183 اعتداء على 245 صحافياً في عام(فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -


رصدت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين 183 اعتداء على 245 صحافياً وصحافية، في الفترة الممتدة من مارس/آذار عام 2017 إلى فبراير/شباط عام 2018، في مختلف المحافظات التونسية يعملون في 85 مؤسسة إعلامية، بينها 28 إذاعة و25 قناة تلفزيونية و19 موقعاً إلكترونياً و10 صحف ووكالتا أنباء ومجلّة مكتوبة.

وحملت النقابة الدولة بمختلف أجهزتها مسؤولية حماية الصحافيين التونسيين ومعاقبة المتورطين، إضافة إلى الالتزام بالقوانين التونسية والقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

أمام هذا الواقع، قال نقيب الصحافيين التونسيين، نجيب البغوري، إن "ظروف العمل غير الإنسانية وتواصل الاعتداءات على الصحافيين تجعل من حرية الصحافة فى خطر، لذلك على الجميع التحلي باليقظة، كي لا نرجع إلى مربع الاستبداد الأول".

وأشار البغوري إلى أزمات الصحافة الورقية في تونس، معتبراً أن المناخ الإعلامي فى تونس الآن قد لا يساعد على إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة عام 2019 إذا استمر الحال على ما هو عليه.

بدورها، أفادت العضوة في المكتب التنفيذي في النقابة، فوزية الغيلوفي، أنها تتطلع نحو توفير مدونة قانونية لحماية الصحافيين التونسيين من الاعتداءات المتكررة، كما تتطلع إلى توفير مناخ اجتماعي سليم لعمل الصحافيين التونسيين في ظل الوضعية الاقتصادية الهشة التي يعانون منها، والممثلة في تأخر صرف الأجور وغياب التغطية الاجتماعية.


من جهته، عبّر الصحافي في موقع "ألترا صوت تونس"، رمزي العياري، عن تخوفه من هيمنة السياسي ولوبيات المال والأعمال واستغلال الهشاشة الاجتماعية للصحافيين التونسيين في خلق أحزمة وأجنحة إعلامية وصحافية تبيّض وتجمّل وتحمي الفساد بأنواعه، مشيراً إلى أهمية دور المجتمع المدني والنقابات في حماية الحقل الإعلامي.

أما رئيس تحرير صحيفة "الشارع المغاربي"، معز زيود، فرأى أنه "من الشجاعة الفكرية الإقرار بأن البلاد تشهد، بفضل منجزات الثورة، مناخاً مناسباً ومستقراً من الحريات الإعلامية لم يتوفر سابقاً"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن الأوضاع المهنية الهشة والظروف المادية الصعبة التي يعانيها أهل المهنة في تونس، ولا سيما الشباب منهم، تُشكّل التهديد الأكبر لحرية الصحافة.

دلالات
المساهمون