نجوم فوق العادة..مايسترو السيتي ثنائي دورتموند ومفاجأة روما

13 سبتمبر 2015
+ الخط -


قدم كيفين دي بروين بداية ممتازة في أولى مباريات ولايته الثانية بالدوري الإنجليزي، وذلك بعد مشاركته كبديل للأرجنتيني أغويرو، في النصف ساعة الأولى من عمر المواجهة أمام كريستال بالاس. ونجح البلجيكي الشاب في تعويض غياب الإسباني المهاري دافيد سيلفا، الذي غاب عن المباراة، ليُجبر مدربه بليغريني على الاستعانة بالثنائي نافاس ونصري على الأطراف، مع طريقة لعب 4-4-2.

العائد
مع خروج أغويرو ودخول دي بروين، تحولت الخطة سريعاً إلى 4-2-3-1، بتواجد بوني كمهاجم وحيد بالأمام، مع دعم هجومي كامل من الثلاثي المتقدم، نافاس ونصري بالأجنحة، وكيفين في العمق بالمركز 10 الصريح. وصنع اللاعب خمس فرص للتسجيل، مع عدد لا بأس به من التمريرات الخطيرة، ليحصل على لقب "رجل المباراة" من وجهة نظر جمهور وأنصار السيتي.

رغم أن دي بروين لم يسجل أو يصنع "أسيست" أمام بالاس، إلا أن دوره التكتيكي كان مميزا بحق، بسبب براعته في التحرك بذكاء من دون الكرة، وقدرته على ملء الفراغات الشاغرة أثناء مبادرة الهجوم عن طريق رفاقه، والدليل العمل الذكي على اليسار بين كولاروف ونصري، الجبهة التي تسببت في مشاكل عديدة لدفاعات أصحاب الأرض.

يتقدم الظهير الأيسر للسيتي في معظم الأوقات على الخط، كولاروف مصدر هجومي فعّال للمدرب بليغريني، كذلك يميل الفرنسي نصري إلى العمق في أغلب الدقائق، من أجل محاولة التسديد المباشر، لذلك يتحول سريعاً دي بروين إلى الفراغ المطلوب، ويقوم بالتغطية خلف كولاروف المتقدم، كذلك يترك مكانه في العمق ويعود بضع خطوات للخلف، حتى يسمح لتوريه ونصري بالتقدم خلف بوني، إنها فلسفة التحكم في المساحات بعيداً عن الكرة!

الثنائية الجديدة
ينطلق بروسيا دورتموند دون توقف، ويعيش المدرب الشاب توماس توخيل أيام جميلة مع أسود الفيستفالين، نتيجة الانتصارات المتتالية التي جعلت الفريق متصدرا جدول البوندسليغا حتى الآن بكل جدارة، والسر يعود إلى التناغم الشديد في الأداء الجماعي للفريق، خصوصاً على المستوى الهجومي، مع وجود بعض المشاكل الدفاعية المستمرة منذ سنوات دون حل.

وصل نجوم الأيدونا بارك إلى نهائي دوري الأبطال عام 2013، مع تألق غير طبيعي للثنائي ماريو غوتزه وماركو رويس، النجمان المتحركان في كل أركان الملعب، سواء في العمق أو على الأطراف، وبعد رحيل سوبر ماريو، وكثرة إصابات رويس، فقد كلوب البوصلة حتى رحيله نهاية الموسم الماضي.

أتى توخيل بأحلام ومطالب عريضة، وبدأ مسيرة الإبداع سريعاً بالتطور المذهل في مستوى الثنائي كاغاوا ومختريان. وأمام هانوفر، فاز دورتموند برباعية، مع تبادل سريع في المراكز بين الياباني والأرميني، على اليسار وفي العمق، لدرجة أن لغة الأرقام بعد المباراة أفادت بأن هجوم بروسيا من اليسار وصل إلى 45 %، مقارنة بـ 28 % على اليمين، 27 % في العمق.

يرمي كاغاوا الكرات من أقصى الطرف إلى الطرف الآخر، ويعتمد دورتموند في هجومه على المد المفاجئ من الخلف إلى الأمام، لذلك تتقدم الأظهرة تجاه الثلث الهجومي الأخير، وينطلق مختريان من الوسط إلى داخل منطقة الجزاء، خلف أوباميانغ وأمام شينغي، في تطور مذهل مقارنة بالأداء والنتائج خلال السنة الفائتة.

المفاجأة
قام فريق روما بميركاتو أكثر من ممتاز، جلب إيدين دجيكو من السيتي، واستعارة محمد صلاح رغم أنف فيورنتينا، كلها عوامل ساهمت في زيادة طموحات جماهير العاصمة الإيطالية، لكن المفاجأة السارة في بدايات الكالتشيو، تكمن في تألق الشاب الإسباني ياغو فالكي، الجناح القادم من جنوى مطلع هذا الصيف.

مع مرور المباريات، أرقام فالكي هي الأميز، صحيح هناك صلاح وجيرفينيو وتوتي وبقية النجوم، لكن صاحب الرقم 14 يغرد بمفرده على اليسار، سواء بصناعة الأهداف الحاسمة أو إحرازها كما حدث أمام فروسينوني بالأسبوع الثالث من الدوري الإيطالي، ليستحق اللاعب المركز الأساسي، ويضع بقية زملائه في خطر الجلوس على دكة البدلاء.

فالكي ليس جناحا معقّدا، بل لاعبا سريعا يجيد الانطلاق على الخط الجانبي من الملعب، مع لعب العرضيات السريعة داخل منطقة الجزاء، كذلك يستخدم سرعته واندفاعه بشكل مثالي، في التحول الخاطف من الجناح إلى مركز المهاجم الآخر، ويساعده في ذلك طول قامة البوسني دجيكو، المهاجم الذي يحجز المدافعين لخدمة القادمين من الخلف.

إذا استمر النجم المميز بهذا المستوى خلال قادم المباريات، فإن المكان الأساسي سيكون محجوزا له، بينما سيدخل صلاح وجيرفينيو في صراع حامي الوطيس على شغل الجانب الآخر من ثلاثية الهجوم الروماني، في الطريق نحو مباغتة يوفنتوس، وخطف اللقب رغم أنف أباطرة تورينو.

لمتابعة الكاتب

المساهمون