سويسرا تجني 5 مليارات فرنك سنوياً من ساعات رولكس

22 مارس 2017
رولكس أشهر الماركات العالمية (Getty)
+ الخط -
يفتتح المعرض العالمي لصناعة الساعات أبوابه غداً الخميس في مدينة بازل شمال سويسرا، في أجواء تغلب عليها الكآبة في هذا القطاع الذي فقد انتعاشه خلال الفترة الأخيرة. 

وتعد سويسرا من الدول التي تسيطر على هذه الصناعة، بما يشبه الاحتكار العالمي للنوعية الفاخرة، حيث تنتج حوالي 30 مليون ساعة في السنة، أي 2.5% فقط من مجمل الساعات المُصنّعة في العالم. لكن من حيث قيمة الساعات المباعة، تأخذ سويسرا حصة 50% من سوق الساعات العالمي.

وحسب عاملون في هذه الصناعة فإن السبب يعود للساعات الفاخرة التي تصنعها والتي تعد من النوع الثمين الغالي القيمة. وبالفعل، نجد أنَّ أكثر من 95% من الساعات الثمينة المُباعة بأكثر من 1000 فرنك هي من إنتاج سويسرا، وحسب وكالة الخدمات الصحافية السويسرية "سويس انفو"، تجني سويسرا قرابة 5 مليارات فرنك سنوياً من مبيعات "رولكس" وحدها.

وحسب التقرير ، تُشكّل عائدات صناعة الساعات نحو 1.5% من إجمالي الناتج المحلي السويسري. وتحتل المرتبة الثالثة لصادرات الصناعات السويسرية بعد الصيدلة والكيمياء وقطاع الآلات الميكانيكية. وتتمركز هذه الشركات بشكل رئيسي في مقاطعات نيوشاتيل وبيرن وجنيف وسلوتورن والجورا وفو، حيث تشكّل أكثر من 90% من القيمة المُضافة في القطاع.

وفي هذه المناطق، تعتبر صناعة الساعات الموفّر الرئيسي لفرص العمل، حيث يعمل حوالي 57 ألف شخص في 500 شركة ناشطة في هذا القطاع. وبإضافة الوظائف المتعلقة بهذا القطاع بشكل غير مباشر، نجد أن هناك نحو 100 ألف وظيفة مرتبطة بصناعة الساعات في سويسرا.

وبلغ قطاع صناعة الساعات ذروته في الإنتاج في نهاية الستينيات مع حوالي 90 ألف عامل موزعين على 1500 شركة.

وفي بداية السبعينيات، قلبت ساعات كوارتز الآسيوية موازين السوق، وأدخلت صناعة الساعات السويسرية في أزمة كبيرة. وفي منتصف الثمانينيات، لم يعد هناك سوى 30 ألف عامل في قرابة 500 إلى 600 شركة نجت من هذه الأزمة.

والساعات الفاخرة "المصنوعة في سويسرا" محبوبة جداً من المُستهلكين وكذلك من المُقلّدين.
وحسب فدرالية صناعة الساعات (FH)، يتم إنتاج أكثر من 35 مليون ساعة مُقلدة كل سنة في العالم، أي أكثر من عدد الساعات السويسرية الأصلية. وتصل أرقام المبيعات الناتجة عن هذه المنتجات المزيفة إلى حوالي مليار فرنك، أي ما يعادل 5% من مبيعات القطاع.

ويقول عملاق الإعلانات الفرنسي جاك سيغيلا "إذا لم تمتلك رولكس في سن الخمسين، فهذا يعني أنك فشلت في حياتك".

وتوضح هذه المقولة بشكل جيد البعد الرمزي الاستثنائي الذي حصلت عليه الماركة ذات التاج في عالم الفخامة، فساعات رولكس تظهر في معصم الشخصيات الأكثر شهرة، بدءًا من روجيه فيدرير، إلى براد بيت، مروراً بنيكولا ساركوزي.

وهي أيضاً الماركة السويسرية الأكثر مبيعاً في أنحاء العالم. ففي عام 2015، بلغت قيمة مبيعاتها 5 مليارات فرنك سويسري، وتقدمت بكثير على أوميغا وكارتييه (2 مليار فرنك لكل ماركة).

وهذه على الأقل تقديرات رونيه فيبير، المحلل في بنك فونتوبل. وإن كانت رولكس تتمتع بسمعة لا مثيل لها في جميع أنحاء العالم فهي تتحفظ بشكل تام عن سير أعمالها.

ورولكس التي تقوم مؤسسة عائلة ويلسدورف، مؤسس الماركة، بإدارة أعمالها ليست مُتَداولة في سوق البورصة وبياناتها المالية وسعرها غير قابل للتفاوض. وبالتالي يمكن لهذه الماركة، التي تتخذ من جنيف مقراً لها، أن تسيطر على تصريحاتها كما يحلو لها، بعيداً عن قواعد الشفافية في سوق البورصة.

وإلى جانب رولكس، هناك ثلاث مجموعات كبيرة تسيطر على سوق الساعات السويسرية، وهي مجموعة سواتش، التي تحتل المرتبة الأولى في العالم في قطاع صناعة الساعات. وشركة سواتش يتم تداول أسهمها في سوق البورصة السويسرية وتسيطر عائلة حايك وأقاربها على نحو 40% من رأس مالها.

وهنالك مجموعة ريشمون، المُصنعة من قبل الجنوب أفريقي يوهان روبرت. وهي شركة كذلك مطروحة للتداول في سوق البورصة في سويسرا وجنوب إفريقيا.

كما أن هنالك مجموعة LVMH، المجموعة الأولى في العالم في صناعة المنتجات الفاخرة، والتي يرأسها الفرنسي بيرنار آرنو. وهي شركة مسجلة ببورصة باريس حيث يوجد مقرها.

دلالات
المساهمون