في مقال بمجلة "تايم" الأميركية، قال الرئيس والمدير التنفيذي لمجلس العلاقات التجارية الأميركية القطرية باتريك، إن، ثيروز، إن على السعودية وباقي دول الحصار أن تدرك، أنها لن تحقق أهدافها من الحصار على قطر، وأنها وصلت إلى طريق مسدود وأن الحل الوحيد المتاح أمامها هو الجلوس إلى مائدة الحوار.
وذكر ثيروز الذي شغل في السابق منصب السفير الأميركي لدى الدوحة، في مقاله بالمجلة الأميركية، إن الخيارات المالية والاقتصادية المتاحة الآن أمام دول المقاطعة لتشديد الحصار على قطر، باتت قليلة جداً، فإذا قررت هذه الدول وقف صادرات الغاز الطبيعي القطري إلى كل من الإمارات العربية ومصر، فإن هاتين الدولتين ستتضران من ذلك، فيما ستجد مؤسسة البترول القطرية وشركاؤها أسواقاً بديلة للغاز القطري.
أما الخيار الثاني، وهو سحب الإيداعات السعودية والإماراتية من البنوك القطرية، والذي ترمي من خلاله دول الحصار إلى إحداث أزمة سيولة في قطر وتهديد سعر صرف الريال القطري، فقال المسؤول الأميركي السابق، "لن يكون مجدياً، لأن مثل هذا الإجراء ربما يسبب مشكلة سيولة لفترة وجيزة بالنسبة للدوحة، ولكن سرعان ما سيتمكن المصرف المركزي القطري، الذي يملك احتياطات بالعملات الأجنبية تفوق 40 مليار دولار، من سد هذه الفجوة والحفاظ على سعر صرف الريال، دون الحاجة إلى مساعدة من جهاز الاستثمار القطري الذي يملك موجودات تقدر بأكثر من 300 مليار دولار.
وقال ثيروز في مقاله بمجلة "تايم" الذي جاء تحت عنوان "على السعودية أن تدرك أنها لن تستطيع الانتصار على قطر"، إن الحصار البري والبحري والجوي الذي فرضته دول المقاطعة على قطر سبب لها متاعب وقتية، ولكن سرعان ما تغلبت الحكومة القطرية على هذه المصاعب، ووفرت البدائل وبأسلوب سلس، أدهش المراقبين في العالم كما أدهش حتى مواطنيها، حيث تمكنت الحكومة القطرية بسهولة من إنشاء خطوط إمداد بديلة لكل شيء كانت تستورده من دول الحصار.
وأضاف "ربما تكون البدائل الجديدة كلفت قطر أموالاً أكثر مما كانت تدفعه قبل المقاطعة، ولكنها اتبعت أسلوباً ناجحاً في هزيمة الحصار".
وقال "حتى إذا تم حل هذه الأزمة في القريب العاجل، فإن معظم الشركات القطرية ربما تفضل الإبقاء على خطوط الإمداد الجديدة لاستيراد السلع مفتوحة ودائمة حتى لا تضطر في المستقبل للاعتماد على جيرانها من دول الحصار".
وفي ذات الاتجاه ، قال السفير الأميركي السابق، تمكن مصرف قطر المركزي من إيجاد طرق ناجحة لمواجهة محاولات القطاع المالي الإماراتي تعطيل وإرباك عمليات تحويل الريال القطري في أسواق الصرف العالمية. وذلك في إشارة إلى الضجة التي أثيرت في لندن حول عدم قبول بعض المصارف تبديل الريال القطري والتي كشفت "العربي الجديد" أن شركة إماراتية كانت وراءها.
وخلص ثيروز إلى القول "إن إجراءات الحظر المفروضة على قطر، حتى الآن، أثبتت عدم جدواها، وإن قطر تستطيع تحمل هذا الحظر إلى مالا نهاية بما تملكة من بدائل وموارد مالية".
كما أشار إلى أن حملة التشويه التي قادتها لجنة العلاقات العامة السعودية في أميركا ضد قطر، أضرت بسمعة دول الحصار أكثر من ضررها لقطر. ونصح السفير الأميركي السابق بالدوحة دول الحصار إلى قبول الحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات.