تركيا: ثورة جسور وأنفاق قبل مئوية تأسيس الدولة

13 ابريل 2016
جسر السلطان سليم الأول الأعرض والأعلى في العالم (GETTY)
+ الخط -




تشهد تركيا ثورة أنفاق وجسور منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002 حيث زاد عدد الأنفاق من 50 نفقاً عام 2003 إلى 188 حالياً، فضلاً عن جسر البوسفور الثالث المتوقع تدشينه هذا العام.

ويقول الاقتصادي السوري حسين جميل من إسطنبول: "نظراً لاعتماد الاقتصاد التركي على عائدات السياحة ومحاولات تسويق تركيا للعالم الخارجي، يزيد الاهتمام بقطاع النقل ونرى مشروعات لا تتوقف على مدار العام".
ويضيف جميل أنه فضلاً عن الموانئ الجوية وبناء مطار ثالث في إسطنبول ضمن مشروع "فخر تركيا"، والذي سيصل بين كل من أفريقيا والشرق الأدنى وآسيا الوسطى وأوروبا وأميركا، وتحقيق مطار إسطنبول المرتبة 11 عالمياً بعدد المسافرين العام الماضي، تأتي مشروعات النقل البري واختراق جسر البوسفور من فوق الماء عبر جسور وتحت الماء عبر أنفاق، بل وتسعى تركيا لربط إسطنبول مع أوروبا بقطارات سريعة.

وأشار جميل لـ"العربي الجديد" إلى أن المخطط التركي يعرف نقاط القوة لاقتصاد دولة مترامية المساحة ومطلة على ثلاثة بحار، لذا نرى التركيز على قطاع النقل، مشيراً إلى أن ما تحققه تركيا من النقل بين ضفتي البوسفور، عبر السفن والأنفاق والجسور، ربما يفوق عائدات دولة نفطية كبيرة.

 


وكانت مصادر إعلامية قد ذكرت أمس أن حكومة أحمد داود أوغلو خصصت 35 مليون ليرة تركية (12.2 مليون دولار) للدراسة والتصميم والخدمات الهندسية اللازمة لتنفيذ مشروع نفق إسطنبول الكبير لعبور السيارات من أسفل قاع البحر، على أن تقوم وزارة المواصلات والملاحة البحرية بإنفاق قرابة 7 ملايين و500 ألف ليرة تركية على المشروع من ميزانية العام الحالي، ليُستكمل المبلغ المتبقي خلال العام القادم.

ويتألف المشروع من ثلاثة طوابق لعبور السيارات وقطار المترو، ويهدف إلى ربط طرفي إسطنبول الآسيوي بالأوروبي، بهدف تخفيف الضغط عن الجسور الثلاثة الواصلة بين طرفي المدينة.

وتسعى الحكومة التركية إلى إتمام المشروع البالغ إجمالي طوله 31 كيلومتراً، والمكون من 14 موقفاً، خلال خمس سنوات، حيث سيتم اختصار المسافة الزمنية بين منطقة إنجرلي الأوروبية، ومنطقة سوغوتلي جشما الآسيوية، إلى 40 دقيقة، ومن المتوقع أن يستخدم قرابة 6.5 ملايين شخص النفق، سواء من خلال طرق السيارات أو من خلال الخط الحديدي الذي سيعبره قطار المترو.

وتستهدف تركيا بلوغ مراكز اقتصادية أولى على مستوى العالم، في الذكرى المئوية لإنشاء الدولة التركية الحديثة، بتأهيل 300 ألف عالم ودخولها نادي دول العشرين الصناعية.

وأكد وزير الاتصال والمواصلات، بن علي يلدريم، أن الحكومة التركية أنجزت مئات المشاريع الخاصة بالنقل البري والجوي والبحري خلال السنوات العشر الأخيرة، مشيراً إلى أنه يجري العمل على إنشاء 94 نفقاً بطول 272 كيلومتراً، فيما يتوقع أن يتم افتتاح 470 نفقاً حتى عام 2023.

وأضاف يلدريم خلال تصريحات صحافية أمس، أن طول الأنفاق التي تم حفرها في عموم تركيا سيبلغ بحلول عام 2023 أكثر من 700 كيلومتر.

وينتظر الأتراك تدشين الجسر الثالث "ياووز سلطان سليم" على مضيق البوسفور، بعد أن شارك الشهر الفائت، رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، بتركيب القطعة التاسعة والخمسين "الأخيرة" الواصلة بين طرفي الجسر البالغ  طول القسم المعلق منه بين برجي الجسر 1408 أمتار، والطول الكامل للجسر 2164 متراً، ويضم 8 مسارات لمرور السيارات، إضافة لخطين للسكك الحديدية، ليكون "ياووز سليم" المتوقع افتتاحه رسمياً في تموز/ يوليو المقبل، الجسر الأعرض والأعلى في العالم.

المساهمون