سعر الذهب نحو الاستقرار في 2020

23 ديسمبر 2019
الذهب يتجه نحو الانخفاض (Getty)
+ الخط -


لا يتوقع العديد من خبراء الذهب حدوث ارتفاع يذكر لأسعار المعدن النفيس خلال العام المقبل 2020. ويرى خبراء في موقع " فوركس أمباير"، أن هنالك عدة أسباب وراء هذه التوقعات من بينها الهدوء في النزاعات التجارية بين أميركا والصين، وعودة المستثمرين لشراء الأصول الخطرة وسط التفاؤل بعام جديد من انتعاش أسواق المال. 

وكان مجلس الاحتياط الفيدرالي "البنك المركزي الأميركي"، قد أعلن الشهر الجاري، أنه لن يرفع أسعار الفائدة قريباً على الدولار.

وخلافاً للعام الجاري الذي حققت فيه أسعار الذهب قفزات كبيرة، يرى موقع "أف أكس أمباير" المتخصص في الذهب، أن الأسباب التي خلقت ارتفاع الأسعار في العام الجاري باتت غير موجودة وربما ستختفي تماماً في العام المقبل، الذي هو عام الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وراهن المستثمرون على الذهب خلال العام الجاري، وكسب الذهب خلال شهر أغسطس/آب وحده 100 دولار، بسبب الاضطرابات الشديدة التي شهدتها أسواق المال العالمية من حروب تجارية وتوتر جيوسياسي.
كما ربحت أسعار الذهب نحو 18 بالمائة، أو ما يزيد عن 200 دولار، منذ مايو/ أيار الماضي، وهو الشهر الذي بلغت فيه أسعار المعدن النفيس أدنى مستوى خلال العام الجاري لدى مستوى 1265.85 دولاراً للأوقية "الأونصة".

ووفقاً لبيانات مجلس الذهب العالمي خلال النصف الثاني من العام الجاري، فإن البنوك المركزية العالمية التي تتوسّع في طباعة الأوراق النقدية، كانت أكبر المشترين والرابحين من الاستثمار في المعدن النفيس.

وحسب التقرير، فإن من بين البنوك التي عززت مشترياتها ورفعت احتياطها من الذهب، تركيا وروسيا وكازاخستان والهند والعراق وبولندا وهنغاريا.

وهذا يعني ببساطة أن البنوك المركزية، خاصة في الدول التي تعرضت للحظر الأميركي، وعلى رأسها روسيا كانت متخوفة على موجوداتها في الدولار والأصول الدولارية، وهو ما دفعها نحو شراء المعدن الأصفر.

يُذكر أن أسعار الذهب استفادت خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري من مخاوف المستثمرين من حدوث أزمة في سوق "وول ستريت"، وبالتالي سحبوا بعض الاستثمارات من الأسهم ووضعوها في الذهب باعتباره " ملاذاً آمناً".

وكان العديد من خبراء المال توقعوا حدوث تصحيح مؤلم خلال النصف الثاني من العام الجاري في سوق المال الأميركي، بل توقع بعضهم حدوث انهيار، ولكن ذلك لم يحدث بسبب ضخ الاحتياط الفيدرالي لمليارات الدولارات في السوق عبر إقراض البنوك التجارية التي بدورها ضختها في البورصات وسوق الأسهم.

ولا يزال بنك الاحتياط الفيدرالي يضخ يومياً المليارات من الدولارات في سوق الاقتراض قصير الأجل من أجل تهدئة السوق. ورغم ما حدث من ارتفاع في أسعار الذهب خلال الأسبوع، إلا أنه لا يمنح دليلاً على أن موجة ارتفاع المعدن الأصفر ستستمر خلال العام المقبل.

وعادة لا تعكس حركة السوق في الأسبوع الأخير من العام الذي يقابل أعياد الميلاد ورأس السنة حركة سوق المعادن، ببساطة لأن الشركات والبنوك الاستثمارية تغلق حساباتها مبكراً وما يحدث من متاجرة خلال الأسبوع قبل الأخير يكون هامشياً.

وارتفعت أسعار الذهب عالمياً خلال تعاملات الاثنين، ليربح المعدن النفيس نحو 7 دولارات مع ضعف العملة الأميركية وبالتزامن مع ضعف أحجام التداول، وتجاوزت الأسعار أعلى سعر لها في أسبوع في تعاملات محدودة قبل عطلات عيد الميلاد والعام الجديد، مع تراجع الدولار قليلاً ووسط استمرار الغموض بشأن اتفاق التجارة الأميركي الصيني. وحسب رويترز، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.3 بالمئة إلى 1482.61 دولار للأوقية (الأونصة).

وتأتي مكاسب المعدن الأصفر مع ترقب تطورات جديدة بشأن الأوضاع التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد إعلان اقتراب موعد توقيع المرحلة الأولى من الصفقة التجارية. ويتزامن أداء الذهب مع أحجام التداول الضعيفة على خلفية احتفالات أعياد الكريسماس.
وينظر المستثمرون باهتمام إلى إعلان بيانات الولايات المتحدة بشأن طلبيات السلع المعمرة ومبيعات المنازل الجديدة.

وكانت الأسعار قد ارتفعت في وقت سابق لأعلى مستوى منذ 12 ديسمبر /كانون الأول. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4 بالمئة إلى 1486.10 دولار للأوقية.
دلالات
المساهمون