بعد أن ظلت أسواق الصرف هادئة خلال الأسبوعين الماضيين، على الرغم من توقيع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على وثيقة الخروج من الاتحاد الأوروبي وسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتعديل قانون الرعاية الصحية من الكونغرس، يتخوف المضاربون في أسواق الصرف من احتمالات التوتر التجاري بين أميركا والصين.
وعلى الرغم من أن التوقعات تشير إلى أن قمة الرئيسين قد تناقش ترتيبات سياسية وتفاهمات حول النفوذ الجيوسياسي في آسيا، إلا أن المضاربين يتخوفون من تأثيراتها على الدولار.
ولاحظ محللون أن ترامب يصر على إثارة موضوع العجز التجاري لبلاده مع الصين. وهو موضوع يمكن أن يؤثر على مجرى العلاقات التجارية بين البلدين، وبالتالي على الدولار وأسواق الصرف العالمية التي يبلغ حجمها اليومي 5.3 ترليونات دولار، ويشكل الدولار نسبة 80% منها.
ويذكر أن الدولار استقر في ختام تعاملات الأسبوع دون تغير يذكر بعد تصريحات تصب في صالح إبقاء السياسة النقدية دون تغيير من مسؤول بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) وبيانات غير مشجعة بشأن الاقتصاد الأميركي.
وعلى صعيد العملة الأوروبية، فقد تعافت من أدنى مستوى في أسبوعين، يوم الجمعة، مستفيدة من ضعف هبوط الدولار إلى أدنى مستوى خلال الجلسة أمام العملة اليابانية بعد تصريحات وليام دادلي، رئيس بنك الاحتياط الاتحادي في نيويورك، التي قال فيها إن البنك المركزي ليس في عجالة من أمره بشأن تشديد السياسة النقدية.
وحسب وكالة "رويترز"، لم يسجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة تضم ست عملات تغيراً يذكر، حيث انخفض المؤشر 0.7% خلال شهر في ثاني هبوط في ثلاثة أشهر بعد مكاسب استمرت لثلاثة أشهر متتالية في نهاية 2016.
وبالمثل، اتجه اليورو، الذي سجل أدنى مستوى منذ 15 مارس/آذار الماضي، لفترة وجيزة إلى تحقيق أسوأ أداء أسبوعي في سبعة أسابيع مع مراجعة المستثمرين هذا الأسبوع لتوقعاتهم بشأن الموعد الذي سيبدأ البنك المركزي الأوروبي فيه بتشديد السياسة النقدية.
وظل اليورو مستقرا دون تسجيل تغير يذكر أمام العملة الأميركية في أحدث قراءة عند 1.0686 دولار وارتفع نحو واحد بالمئة خلال شهر.
وعلى صعيد العملة اليابانية، سجل الدولار أعلى مستوى في عشرة أيام أمام الين في تعاملات الأسواق الخارجية، لكنه غيّر مساره ليلامس أدنى مستوى خلال الجلسة بعد تصريحات دادلي، إذ هبط 0.55% إلى 111.34 ينا. وهبط الدولار 1.2 بالمئة أمام الين في مارس/آذار.
(العربي الجديد)