اختراعات قطرية تحلّ المشاكل

15 اغسطس 2019
آل ثاني واختراعه "سترة الإنقاذ" (العربي الجديد)
+ الخط -

المميز في الاختراعات القطرية التي كشف عنها هذا العام ونال بعضها جوائز مرموقة، أنّها تطرح حلولاً لمشاكل عدة في صميم النشاطين الاجتماعي والاقتصادي.

يعمل النادي العلمي القطري منذ تأسيسه في عام 1987، على تحفيز الشباب على ابتكار ودعم أفكارهم ومشاريعهم، ويسعى إلى توفير بيئة علمية إبداعية وجذابة، تمكّن الشباب من التعلم والابتكار بما يخدم المجتمع في قطر. وقد نجح النادي في استقطاب مئات المبدعين والمبتكرين، إذ يوفر لهم الأرضية المساعدة على تحقيق ابتكاراتهم.

وبالفعل، ضم "الملتقى الثالث للإبداع والابتكار" هذا العام، والذي نظمته المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" كوكبة من المخترعين القطريين برعاية النادي العلمي. في هذا الإطار، ابتكر عضو النادي علي بن سلمان بن جبر آل ثاني "سترة الإنقاذ المطورة". يوضح لـ"العربي الجديد"، أنّها سترة أمان ذكية للاستخدامات البحرية مجهزة بتقنيات متقدمة (جهاز تتبع وجهاز حساس للضغط تحت المياه)، لتحديد موقع الشخص بنظام "جي بي اس" في حالة الضياع أو الكوارث، وإرسال رسالة إغاثة بنظام "جي اس ام" إلى الجهات المختصة للتدخل السريع. وحول فكرة المشروع، يؤكد آل ثاني أنّها نبعت من بعض الحوادث التي جرت في عرض البحر، مشيراً إلى أنّ النادي العلمي قدم مساعدات في برمجة الجهاز، لافتاً إلى أنّ غالبية القطع الداخلة في الجهاز متوافرة في السوق المحلي.

المسلماني واختراعه المنشل البحري (العربي الجديد) 

المهندس راشد الرحيمي اخترع جهازاً لإرسال الطاقة عن بعد، ويوضح أنّ استخدامات الجهاز عديدة، في مقدمتها المناطق المنكوبة والتي تغمرها الفيضانات، إذ يرسل الجهاز الطاقة (كهرباء) عن بعد للمناطق التي لا توجد فيها طاقة، ويغطي منطقتين بينهما مسافة ما بين 2 إلى 5 كيلومترات، لافتاً إلى أنّ الجهاز في بداية مراحله وسيشهد تطويراً ليتمكن من الإرسال إلى مسافات أطول. وحول آلية عمل الاختراع، يشرح الرحيمي لـ"العربي الجديد"، أنّه في المرحلة الحالية يعمل عن طريق شحن البطاريات على طرفين في منطقة، وبعد شحنها يمكن إرسال الطاقة من منطقة وتسلمها في منطقة، فتعملان معاً من دون تأثير سلبي على الأولى. يؤكد أنّه من خلال النادي العلمي القطري استطاع إعداد المشروع منذ المجسم الأولي حتى المرحلة الحالية من التنفيذ، لافتاً إلى كثير من المصاعب التي واجهته، لكنّه تمكن من التغلب عليها وإنجاز الجزء الأول من ابتكاره، وتجربته على أرض الواقع، وثبت أنّه يعمل بكفاءة عالية.

من الملتقى الثالث للإبداع والابتكار (العربي الجديد) 

حصل الأستاذ في جامعة "قطر" إبراهيم عبد اللطيف المسلماني، على الجائزة الذهبية في معرض جنيف للابتكارات الدولية لعام 2019، عن ابتكار "المنشل البحري". يوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ اختراعه عبارة عن أداة يستخدمها الصيادون لسحب أقفاص الصيد المعروفة في قطر بـ"القراقير" من قاع البحر، ويعمل الجهاز على التقليل من الاحتكاك بالقاع، وبالتالي يقلل من عملية التدمير الناتجة عن سحب المنشل القديم من القاع الذي يتكون من موائل بحرية مختلفة، مثل الشعب المرجانية والأعشاب والهيرات (مواقع تجمع محار اللؤلؤ). يضيف أنّ المنشل ذو كلفة زهيدة، ويمكن التحكم في وزنه، وبالتالي يخفف من عملية تدمير البيئة البحرية، وكذلك يمكن للجهاز استرداد الحبال في جميع أشكال التضاريس، مؤكداً على تجريبه من قبل الصيادين في الخور والوكرة والرويس. يشير المسلماني إلى أنّ فكرة "المنشل البحري" استنبطها بعد الدراسات التي أجراها وأظهرت الآثار السلبية على البيئة البحرية ومواقع غوص اللؤلؤ من جراء استخدام الصيادين الخاطئ للأدوات القديمة، موضحاً أنّ "المنشل القديم" يعمل على تدمير وجرف الكائنات البحرية القاعية، ما أنتج نقصاً حاداً في أعداد المحار في المياه القطرية.




جهاز الإطفاء الذكي للحريق في المركبات، من ابتكار الطالبتين عفراء سريع الكعبي والشيماء أحمد المصلح (مدرسة قطر للعلوم المصرفية). تقولان لـ"العربي الجديد"، إنّ الجهاز عبارة عن مستشعرين، الأول للهب والثاني للدخان، يعطيان إشارة عند اندلاع الحريق وانبثاق أشعة فوق بنفسجية، فيبدأ الجهاز عملية الإطفاء. توضحان أنّ بالإمكان تركيب الجهاز في أكثر الأماكن المعرضة لاندلاع الحريق في السيارة، مثل التكييف والبطاريات والوقود وتحت كرسي السائق. وتشيران إلى أنّهما تعملان على تطوير المشروع وتصغير حجمه عن الحالي، حتى تستطيعا تسويقه للبيع في قطر وخارجها. وشاركت عفراء والشيماء في معرض ريادة الأعمال ومعرض الكويت الحادي عشر للاختراعات الدولي ومعارض أخرى، وحصل اختراعهما على جائزة أفضل فكرة رائدة، وحصدتا الميدالية الفضية في المعرض الحادي عشر للاختراعات في الشرق الأوسط.
دلالات
المساهمون