هل تكشف مقبرة الباغوز الجماعية مصير المختطفات الإيزيديات لدى داعش؟

01 مارس 2019
مقبرة جماعية في الباغوز السورية (تويتر)
+ الخط -


جدد العثور على مقبرة جماعية كبيرة في منطقة الباغوز السورية، آمال كشف غموض مصير عشرات النساء الإيزيديات المختطفات لدى تنظيم "داعش"، خصوصا بعد الكشف أن كثيرا من الجثامين في المقبرة تعود لنساء وأطفال، وبينها جثث مقطوعة الرؤوس.

وأكدت مصادر مقربة من "قوات سورية الديمقراطية" لـ"العربي الجديد"، أن المعلومات المتداولة حول جثث الإيزيديات العراقيات في المقبرة الجماعية في الباغوز شرق دير الزور السورية غير دقيقة، وإن كان يعتقد وجود إيزيديّات في المقبرة نظرا لاعترافات عناصر داعش بأن معظم المدفونين فيها من النساء.
وذكرت المصادر أن "العثور على المقبرة تم من خلال اعترافات عناصر التنظيم للتحالف الدولي بعد استسلامهم في منطقة الباغوز، لكن لم يتم بعد العمل على استخراج الجثث. تحديد هوية الجثث أمر صعب لأنه يحتاج خبرات وجهودا دولية، كما أنه ليس هناك معلومات دقيقة عن توقيت دفنهم".

ومن جانبها، تجري السلطات العراقية اتصالات مكثفة للتحقق من هويات ضحايا المقبرة الجماعية، وأكدت مصادر حكومية أن التقارير الصحافية التي تحدثت عن وجود عشرات الإيزيديات العراقيات بين الضحايا لم تتأكد.

وقال مسؤول عراقي لـ"العربي الجديد"، إن "السلطات باشرت اتصالاتها من أجل التأكد من الأنباء التي نقلتها تقارير صحافية بشأن وجود عشرات الإيزيديات بين ضحايا مقبرة الباغوز الجماعية. الأجهزة الامنية بدأت اتصالات بأطراف داخل سورية، وتحديدا مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" بالاستعانة بالصليب الأحمر".

وأوضح مدير مكتب إنقاذ الإيزيديين في إقليم كردستان، حسين قايدي، أن مكتبه لا يمتلك أية معلومات دقيقة بهذا الشأن، مضيفا في تصريح صحافي أن "الفرق التابعة للمكتب الموجودة في سورية لم تحصل على معلومات موثقة. نتمنى أن يكون هذا الخبر غير صحيح".
وقال الناشط السوري محمد الجزراوي إن "المعلومات عن المقبرة متضاربة، حيث تقول مصادر إن الدفن فيها بدأ خلال عملية التفاوض بين التنظيم والتحالف الدولي، فيما تقول مصادر أخرى إن المقبرة قديمة".
وأضاف أن "هناك عشرات المقابر التي خلفها التنظيم في أنحاء مختلفة من مناطق سيطرته، وكثير منها لم يتم الكشف عنه بعد، ومدينة الرقة وحدها تم العثور فيها على عدة مقابر تضم جثثا لآلاف القتلى".



وأوضح الجزراوي أن "العديد من الإيزيديات خرجن من منطقة الباغوز ضمن دفعات المدنيين وعائلات التنظيم خلال الأسبوع الماضي. حال الإيزيديات كحال مئات المدنيين السوريين والأجانب المعتقلين والمختطفين لدى التنظيم، والغالبية مصيرهم مجهول رغم انحسار التنظيم في منطقة لا تتجاوز مساحتها بضعة كيلومترات فقط".

من جهته، دان وزير الهجرة العراقي، نوفل بهاء موسى، ما قال إنه "إعدام 50 من الإيزيديات العراقيات في منطقة الباغوز السورية"، موضحا في بيان أن "ما حدث يمثل جريمة تضاف إلى جرائم التنظيم الإرهابي، ويمكن وصفها بالإبادة الجماعية، وعلى الجهات المعنية إعادة جثامين الإيزيديات بعد توثيقها بالطرق القانونية، ووزارة الهجرة ستقدم الدعم لذوي الضحايا".


وقام فريق الاستجابة الأولية التابع لـ"مجلس الرقة المدني" بانتشال 3500 جثة على الأقل من المقابر الجماعية منذ سيطرة "قسد" على المدينة، من بينها 1910 جثث مجهولة الهوية لم يتمكن أحد من التعرف عليها.



وقال القيادي في "قوات سورية الديمقراطية"، عدنان عفرين، في وقت سابق، إنه تم العثور على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث، وبعضها تعود لإيزيديين كانوا معتقلين لدى التنظيم، وإنّ بين الجثث رجالا ونساء قتلوا بقطع الرأس أو بطلقات نارية.
وهاجم تنظيم "داعش" في عام 2014 قرى الطائفة الإيزيدية في جبل سنجار بالعراق، واختطف مئات النساء والأطفال عقب انسحاب قوات البيشمركة الكردية أمامه، وقدرت أعداد المختطفين الإيزيديين بنحو 6800 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، وكشف "مكتب إنقاذ المختطفين والمخطوفات الإيزيديات" عن تحرير 3369 إيزيديا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2014.