أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم يرفضون ربط قضية أبنائهم بتبادل الأسرى

10 سبتمبر 2019
فلسطينيون يطالبون باسترداد جثامين أبنائهم الشهداء(أحمد غربللي/فرانس برس)
+ الخط -


أعلنت عائلات الشهداء الفلسطينيين المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال الإسرائيلي في ثلاجات ومقابر الأرقام اليوم الثلاثاء، رفضها قرار ما يسمى بمحكمة العدل العليا الاحتلالية أمس الإثنين، الذي أجاز وفوّض جيش الاحتلال باحتجاز جثامين أبنائهم واستخدامها كورقة مفاوضات في أية عملية تبادل أسرى مع فصائل المقاومة.

وأكدت عوائل الشهداء في بيان لها اليوم الثلاثاء، رفضها رفضا قاطعا ربط قضية أبنائها الشهداء بأية عملية تبادل أسرى محتملة، واعتبرت أن "الأسرى الأحياء في معتقلات الاحتلال أولى بالحرية من الشهداء الذين تنعم أرواحهم بجنات النعيم بإذن الله".

وشددت على أن الاحتلال يمارس احتجاز الجثامين قبل أن تبدأ المقاومة بأسر جنوده وهذا على مدار عقود من الزمن، وبالتالي ربط الملف بمفاوضات مع المقاومة تضليل إعلامي وسياسي وجب الحذر منه.

وأشارت عوائل الشهداء إلى أن المحكمة الاحتلالية بقرارها هذا تغلق أمامها النافذة القانونية، التي كانت ضيقة أصلا، مستنفدة بهذا كل إجراءات القانون المحلي، ما يستدعي توجهها إلى المحافل الدولية.

وشكرت عوائل الشهداء، الطواقم القانونية والمؤسسات الوطنية التي تابعت وتبنت قضية احتجاز جثامين الشهداء في محاكم الاحتلال وبذلت كل ما تستطيع في سبيل إحقاق الحق، مشددة على أن قرار محكمة العدل الاحتلالية جاء بالتساوق مع سياسة حكومة الاحتلال التي تمعن في تشديد العقوبات الجماعية على عائلات الشهداء بما يتعارض مع كل أحكام وقواعد القانون الدولي الإنساني، وهي الهيئة القضائية الأولى في العالم التي تشرع وتسوغ جرائم الحرب.

وقالت عوائل الشهداء: "من أجل إحقاق الحق وتوفير الدفء لشهدائنا نعلن أن معركتنا لم تنته بعد، وأن هذا القرار لن يوقفنا عن المطالبة بحقنا الإنساني، وسنواصل طرق جدران الخزان دون انقطاع وبكل الوسائل المتاحة لنا".

كما طالبت المؤسسات الفلسطينية الرسمية والأهلية ووسائل الإعلام المحلية والدولية بتوفير كافة الشروط والظروف اللازمة لنقل قضيتهم إلى القضاء الدولي، وتجنيد الرأي العام العالمي في مواجهة أقسى جريمة حرب يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين.

ودعت عوائل الشهداء أبناء الشعب الفلسطيني المعطاء والوفي لرسالة الشهداء الالتفاف حول ذوي الشهداء في قضيتهم قضية الشعب والوطن، والضغط على المستويات الرسمية لنقل المعركة إلى الساحة الدولية والسياسية وجعل قضيتهم على رأس اهتمام هذه المؤسسات.

وأكدت عوائل الشهداء أن انتصار قضيتهم هو يوم دفن جميع أبنائهم المحتجزين في الثلاجات ومقابر الأرقام في كل الأزمان ومن كل أرض فلسطين، وأنهم سيحققون هذا الانتصار بإرادتهم وقوتهم وصبرهم ومواظبتهم على مواصلة قرع جدران الخزان دون تعب أو كلل، "إنها معركة الدفء في مواجهة الصقيع ونحن بإذن الله لمنتصرون".