من داعش إلى المليشيات.. "السعدية" مدينة عراقية منكوبة

بغداد

ميمونة الباسل

avata
ميمونة الباسل
15 مارس 2015
+ الخط -

تنتهي المعارك ويُعلن عن عودة النازحين إلى مناطقهم، لكنها عودة مشوبة بالحذر والعراقيل، في أغلب المناطق التي تم تحريرها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في محافظة ديالى، كما أعلن عن ذلك هادي العامري، القيادي في مليشيات الحشد الشعبي.

فلم يتمكن جميع النازحين من العودة إلى المناطق "المحررة"، خاصة أن هذه المناطق باتت تحت سيطرة المليشيات التي أجهزت على كل ما تبقى فيها، بحسب أهالي تلك المناطق، التي استحالت بيوتا مهدمة ومساجد مدمرة ومحترقة، بالإضافة إلى وجود قنابل وعبوات ناسفة مزروعة في البساتين والطرقات، ومنها ناحية السعدية.

صلاح الجبوري، والذي يعمل في منظمة "الحياة" الأميركية، قال لـ"العربي الجديد" إنه لم يتمكن جميع نازحي ناحيّة السعدية من العودة إلى مناطقهم، حيث عادت نحو 60 عائلة، يواجه أغلبهم ظروفا صعبة وعراقيل، مما أدى إلى عودة بعضهم نازحين مرة أخرى.

وذكر الجبوري الصعوبات التي يواجهها سكان الناحية، التي تقع ضمن محافظة ديالى، والتي

وصفها بـ"المنكوبة"، نظرا لانعدام الخدمات وأبسط مقومات الحياة فيها، بعد المعارك التي دارت داخل الأحياء السكنية والقرى التابعة لها.


مضيفا أن ناحية السعدية تفتقر الآن لكل شيء، لا يوجد فيها ماء ولا كهرباء ولا مبانٍ حكومية ولا صحية ولا حتى خدمية، لقد دمرت الحرب كل شيء، حتى أن أغلب البيوت تمت سرقتها وكذلك المدارس ومبنى رياض الأطفال.

وتابع الجبوري لقد قامت منظمتنا "الحياة" ورغم خطورة الوضع الأمني بزيارة إلى الناحية، وما زال الوضع الأمني هناك ضبابيا، لكن الواجب الإغاثي والإنساني يفرض علينا تقويم الحالة، لغرض تقديم المساعدة للعوائل النازحة التي تمكنت من العودة.

وأوضح أن 80 في المائة من أجهزة الدوائر الخدمية والمحال التجارية والأسواق تمت سرقتها وتدميرها، بالإضافة إلى سرقة سيارات الدوائر الحكومية والخدمية منها.

وقال مدير الناحية أحمد الزركوشي لـ"العربي الجديد"، إن ناحية السعدية بحاجة إلى مساعدات ودعم من منظمات المجتمع المدني، لإعادة تأهيل البنى التحتية المتضررة، وأن داعش التي تسبب خطرًا على أمن وسلامة الأهالي، لا وجود لها في السعدية، معربا عن تفاؤله تجاه خطوة عودة العوائل النازحة، والتي ستكون اللبنة الأساسية لعودة الاستقرار إلى المدينة.


أهالي الناحية قالوا لـ"العربي الجديد" إن مناطقهم الآن غير مؤهلة للعيش، لا يوجد فيها مستوصف صحي ولا خدمات بعد أن أُحرقت بعض المنازل ودمرت الحرب البنى التحتية، وطالب الأهالي بتوفير الخدمات كي يتسنى لهم العودة.

وقالت عواطف كريم، مديرة مدرسة الينبوع للبنات في السعدية، إن جميع أثاث وأجهزة مدرستها قد سُرقت كما سرق منزلها بالكامل، وأضافت أن المدرسة بحاجة الآن إلى إعادة تأثيثها من جديد، لكي يتمكن الطلاب من العودة إلى مقاعدهم الدراسية.

وطمأن مدير مركز شرطة السعدية، العميد خالص التميمي، العوائل النازحة، وشدد على حرصه على توفير الأمن لهم، من خلال انتشار عناصر الشرطة والجيش، وحث العوائل على العودة إلى منازلهم وقُراهم وفتح محالهم التجارية.

وتعتبر ناحية السعدية (60 كم شمال شرق بعقوبة)، والتي يقطنها غالبية من العرب السنة والأكراد والتركمان، التابعة لقضاء خانقين من المناطق المتنازع عليها في ديالى، وقد سيطر عليها تنظيم "داعش" في شهر يونيو/حزيران الماضي، مما أدى إلى النزوح الجماعي لعوائل الناحية.

اقرأ أيضا
مخطط تقسيم العراق يبدأ من ديالى: مناطق للبشمركة والمليشيات
العراق: "الوقف السني" يحذّر من اقتتال عشائري بعد "داعش"