أرقام "خطيرة جداً" حول انتشار التدخين في الأردن: الثاني عالمياً

31 مايو 2019
انتشار التدخين بشكل كبير (Getty)
+ الخط -
أكدت رئيسة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان الأميرة دينا مرعد، "أن الوضع الحالي لانتشار التدخين في الأردن خطير جداً، فالمملكة ثاني أعلى دولة في العالم في نسبة المدخنين الذكور، وأعلى نسبة مدخنين يافعين في المنطقة".

وأضافت خلال الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ، مساء الخميس: "يقع على عاتقنا أن نحمي اليافعين من مخالب شركات التبغ، التي تهدف للاستحواذ على رئات الشباب لكي يستهلكوا منتجاتهم القاتلة".

وطالبت مرعد صناع القرار أن يقوموا بتطبيق كل مادّة وحرف من اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية، بشأن مكافحة التبغ وقانون الصحة العامة 47، لتحقيق أماكن خالية من التدخين ومنع الدعاية والترويج لمنتجات التبغ، وغيرها من الإجراءات.

وقال تقرير صدر الأربعاء عن دائرة الإحصاءات العامة الأردنية، إنّ متوسط إنفاق الأسر في الأردن على التبغ والسجائر بلغ نحو 717 مليون دينار، نحو مليار دولار بنسبة بلغت 4.4 في المائة من مجموع الإنفاق على السلع والخدمات، وذلك وفقاً لمسح صحة الأسرة والسكان 2017-2018.

وتركز حملة اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ لعام 2019 على "صحة الرئة والتبغ – لا تجعل التبغ يحبس أنفاسك"، وفي هذه المناسبة العالمية، تحث منظمة الصحة العالمية بالشراكة مع وزارة الصحة الأردنية الجميع؛ جهات حكومية، ومنظمات الأمم المتحدة،
والجامعات، القطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المحلي – للتعاون معاً والعمل للقضاء على استخدام التبغ وعواقب استخدامه، حفاظاً على مستقبل الأردن.

واعتماداً على دراسات وإحصائيات عدة، فعلى الأقل 70 في المائة من الرجال في الأردن يدخنون، ومن المتوقع أن تصل نسبة المدخنين إلى 87 في المائة عام 2025 (حسب إحصائيات عام 2015). تعتبر هذه النسبة الأعلى في المنطقة، وثاني أعلى نسبة في العالم بعد إندونيسيا. والمخيف أيضاً وفق بيان صادر عن منظمة الصحة العالمية، أنّ 45 في المائة من طلاب المدارس من أعمار 13-15 سنة قاموا بتجربة أحد منتجات التبغ المختلفة (حسب إحصائيات عام 2014)، وأن 68 في المائة من البالغين الأردنيين يتعرضون للتدخين السلبي حسب إحصائيات عام 2007.

ارتفعت نسبة استهلاك الأرغلية (Getty)

وحديثاً، ارتفعت نسبة استهلاك الأرغيلة بمعدل ينذر بالخطر، وخصوصاً بين الإناث واليافعين،  ووجود المنتجات الحديثة كالسجائر الإلكترونية التي أصبحت تمثل الاتجاه الجديد في عالم التدخين. جميع هذه المنتجات تحتوي على النيكوتين وموادّ سامة ومسرطنة أخرى. وعليه، فإن توحيد الجهود أمر مفصلي لحماية يافعي الأردن، من أن يصبحوا مدمنين مدى الحياة على النيكوتين والإصابة بأضرار استخدام التبغ الصحية.

وفي هذا الإطار، تتشارك وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية للدعوة إلى تطبيق مبادرة مستشفيات خالية من التدخين، ضمن إطلاق وزارة الصحة سياسة منع التدخين في المؤسسات الصحية.

وأعلنت الوزارة فعاليات مستقبلية للتوسع في تطبيق السياسة في جميع المراكز الصحية،
والمستشفيات في الأردن. وقال وزير الصحة الأردني سعد الجابر: "إن وزارة الصحة ماضية في تطبيق القانون وأماكن عامة خالية من التدخين في جميع أنحاء المملكة، وتطبيقاً للأهداف الوطنية ومنها منع التدخين في المؤسسات الصحّية العامة والخاصة، فقد أقرت وزارة الصحّة سياسة وطنية تهدف لمنع التدخين في المؤسسات الصحّية كافة".

من جهتها، أوضحت ممثلة منظمة الصحّة العالمية في الأردن، ماريا كريستينا بروفيلي، أن استخدام التبغ أحد المسببات الرئيسية للأمراض غير السارية، التي تشكل ما يقارب 80 في المائة من وفيات الأردن. ومن الإجراءات المجدية اقتصادياً والمثبت نجاحها حسب اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية، بشأن مكافحة التبغ هي تطبيق منع التدخين في الأماكن العامة بشكل مطلق.

جميع هده المنتجات تحتوي على النيكوتين (Getty)

وأكد المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في الأردن، أندرسون بيدرسون، أهمية مكافحة التبغ في الأردن لتعزيز الحياة الصحية والرفاه للجميع ولكافة الأعمار، لتحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة والأجندة العالمية للتنمية المستدامة 2030.

وأضاف: "يقع على عاتق الجميع أن نعمل على التصدي لوباء التبغ المنذر بالخطر والمهدد للنموّ الاقتصادي، والتنمية المستدامة، وحياة الملايين من الرجال والنساء والأطفال في الأردن".

تدخين الأرغيلة في صفوف الإناث (Getty)

وبحسب تقرير دائرة الإحصاءات العامة الأردنية، بمناسبة اليوم العالمي للكف عن التدخين الذي يصادف اليوم الجمعة 31 مايو/ أيار، يشكل التدخين تحدياً كبيراً من الناحية الاقتصادية في الأردن، وأظهرت نتائج مسح نفقات ودخل الأسرة ارتفاعاً في نسبة الإنفاق على التدخين بين الأسر ذات الدخل المحدود، التي بلغت 6 في المائة للأسر التي يمثل دخلها 3500 دولار سنوياً، في حين كانت أقل نسبة في فئة الدخل للأسرة التي يزيد دخلها عن 35 ألف دولار بنسبة 2.5 في المائة.

المساهمون