مفوض أونروا: لا تقليص للخدمات ولا تصفية للوكالة

15 يونيو 2015
الدول المانحة لا تفي بالتزاماتها (فرانس برس)
+ الخط -


ذكر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بيير كرينبول، اليوم الاثنين، أن "ولاية الوكالة ليست للبيع"، مشدداً على أنها ستقف بالمرصاد لكل من يتحدى ولايتها، ومؤكداً أن الوكالة لن تنهي عملها ولن يتم تصفيها، ما دامت أزمة اللاجئين الفلسطينيين باقية.

ورفض كرينبول خلال مؤتمر صحافي عقده على هامش اجتماع اللجنة الاستشارية والدول المانحة المنعقد في عمّان، اتهام الوكالة بالعمل على تقليص خدماتها، قائلاً " تقليص الخدمات تعبير خاطئ وغير دقيق، ما تقوم به التقليل من كلفة تقديم الخدمات في سبيل الإبقاء على الخدمات المقدمة".


تصريحات المفوض جاءت بعد ساعات من توقف العاملين في الوكالة عن العمل لمدة ساعة احتجاجاً على توجه رئاستها لتقليص الخدمات التعليمية المقدمة، من خلال رفع أعداد الطلبة في الغرف الصفية وتقليص الكادر التعليمي وعدد المدارس. وتعليقاً على الأمر قال كرينبول: "ندرك أن لا شيء أهم من التعليم للاجئين الفلسطينيين، لأنه سيشكل مستقبلهم، وما نقوم به هو تقليل كلفة تقديم الخدمة من دون المساس بالخدمة نفسها"، مشيراً إلى الصعوبات المالية التي تعاني منها الوكالة، والتي تمثلت بعجز للعام الجاري بلغ 100 مليون دولار.

اقرأ أيضاً:100 مليون دولار مقدار العجز في الموازنات العادية للأونروا

واعتبر أن عجز الموازنة يمكن حلّه بالتوجه إلى الداعمين التقليديين لزيادة تبرعاتهم، أو طرق أبواب دول غير داعمة لحثها على الدعم، فيما الحل الأخير يتمثل باتخاذ إجراءات صعبة تقشفية داخل جسد الوكالة للتعامل مع الأزمة.


وأعلن المفوض أن المجتمع الدولي وخلال 67 عاماً على النكبة، فشل فشلاً ذريعاً بحل مشكلة اللاجئين، قائلاً "حرمان اللاجئين الفلسطينيين من حقوقهم وكرامتهم وزيادة التحديات التي يعيشونها والبؤس واليأس يحوّلهم إلى قنبلة موقوتة في محيط متوتر"، مشدداً على أن الوكالة "لا تتدخل في إيجاد حل سياسي للأزمة"، لكنه أشار إلى محاولتها التركيز دوماً على التكلفة السياسية التي يدفعها اللاجئ، وهو ما تعتبره إسرائيل خروجاً على الدور المنوط بالوكالة وتدخلاً في الشؤون السياسية كما كشف المفوض.


وعن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سورية أكد كرينبول أن مأساتهم تتفاقم، مشيراً إلى أن أكثر من نصف اللاجئين البالغ عددهم 560 ألفاً، شردوا داخل وخارج سورية، وفيما يختص بمخيم اليرموك ووفقاً لآخر إحصاءات الوكالة فما يزال يقيم فيه قرابة 18 ألف لاجئ من أصل 160 ألفا كانوا قبل اندلاع الأزمة. وقال إن الوكالة عاجزة منذ مارس/آذار الماضي عن الدخول إلى المخيم وتقديم الخدمات للاجئين المحاصرين، مواصلة في الوقت ذاته تقديم الخدمات للاجئين الذي غادروا اليرموك، وأقاموا في مناطق قريبة منه.

وكان العاملون في إقليم الأردن قد توقفوا عن العمل، صباح الاثنين، لمدة ساعة واحدة، احتجاجاً على توجه رئاسة الوكالة لتقليص خدماتها المقدمة لللاجئين في مناطق عملياتها الخمس (الأردن، الضفة الغربية، غزة، سورية، لبنان)، خصوصاً الخدمات التعليمية، بالتزامن مع انعقاد اجتماع اللجان الاستشارية والدول المانحة في عمّان، الذي بحث سبل الخروج من الأزمة المالية التي تعيشها الوكالة، وحث المجتمع الدولي والدول المانحة على الإيفاء بالتزاماتهما المالية، لتغطية العجز في موازنة الوكالة.

اقرأ أيضاً:مطالبات للدول العربية للوفاء بدعم التعليم في فلسطين
 
وأعلن الاتحاد العام للعاملين في الوكالة عن قلقه لما آلت إليه أحوال "أونروا" المالية نتيجة عدم إيفاء بعض الدول المانحة بالتزاماتها. لكنه اعتبر التوقف عن العمل خطوة تصعيدية أولية، رفض في بيان وصل إلى "العربي الجديد" أي تقليص للخدمات.


وذكر الاتحاد أنّ تقليص أي خدمة مقدمة للاجئين، سيشكل ضغطاً اجتماعياً واقتصادياً على مجتمع اللاجئين، واصفاً تقليص أي وظيفة في الأقاليم الخمسة بـ "الخط الأحمر"، مطالباً بالمحافظة على كمية ونوعية الخدمات المقدمة للاجئين لا سيما التعليم، الذي وصفه بأنه "مستقبل الطلبة"، رافضاً خطة رئاسة الوكالة الهادفة إلى رفع أعداد الطلبة اللاجئين بالغرف الصفية بهدف تقليص أعداد الكادر التعليمي، والاستغناء عن عدد من المدارس التي تشغلها.

وبناءً على الخطة، فقد قررت رئاسة الوكالة وقف التعيينات الجديدة على الموازنة العامة لصالح برنامج التعليم، إلى حين الانتهاء من إعادة التشكيلات الصيفية نهاية سبتمبر/أيلول القادم، رغم النقص الحاد في صفوف المعلمين داخل المدارس التابعة للوكالة، والتي كان مقرراً سدها من خلال تعيين معلمين تقدموا الشهر الماضي لامتحان توظيف طرحته الوكالة.

ووفقاً لإحصاءات الوكالة، فإن عدد المستفيدين من برنامج التعليم في مناطق عملها الخمس يبلغ 479 ألفا و519 طالباً، يتلقون الخدمات التعليمية في 666 مدرسة، ويبلغ عدد موظفي برنامج التعليم 22 ألفا و646 عاملاً.

على صعيد متصل، نظم اللاجئون الفلسطنيون في لبنان، والفلسطينيون اللاجئون من سورية سلسلة اعتصامات اليوم الاثنين أمام مقرات أونروا في مختلف المناطق اللبنانية، رفضاً لقرار الوكالة خفض تقديماتها.

وردد المعتصمون أمام مقر الوكالة الرئيسي في بيروت الشعارات الرافضة لخفض المساعدات. وأعلن ممثلو الفصائل الفلسطينية عن "تصعيد حركات الإحتجاج حتى إلغاء قرارات التخفيض".

وقال ممثل "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) في لبنان، علي بركة أن الاعتصامات التي نفذت اليوم في بيروت وعدد من المخيمات الفلسطينية في لبنان هي "رسالة لأونروا والدول المانحة من أجل العودة عن قراراتها، والبديل هو تصعيد الخطوات وصولاً إلى القيام بمسيرات إلى الحدود مع فلسطين للمطالبة بحق العودة".

وتابع إن "إنهاء خدمات وكالة أونروا في لبنان يعني أن المجتمع الدولي أجمع على التخلي سياسياً وإنسانياً عن قضية اللاجئين".

كما نظمت اعتصامات في مدن صيدا وصور، ومخيمات البداوي ونهر البارد شمال لبنان، وفي تعلبايا شرقاً.

اقرأ أيضاً: خطة "الأونروا" لتصفية برنامج تعليم اللاجئين الفلسطينيين

المساهمون