لطالما حلم الأفغاني عبد اللطيف خان بأن يكون مدرساً. إلا أن اللجوء إلى باكستان جعله يعمل في بيع الخضار
لم يكن اللاجئ الأفغاني في باكستان، عبد اللطيف خان، يدرك أنّ كلّ المعاناة التي يتحمّلها في سبيل التعليم ستذهب هباء، وسيضطر إلى ترك الدراسة وبيع الخضار على العربة. جاءت أسرة عبد اللطيف إلى باكستان إبان الغزو السوفياتي لأفغانستان. وكغيرها من الأسر الأفغانية، لجأت إلى أحد مخيمات اللجوء في شمال غرب باكستان. كان الأب يمارس مهناً مختلفة بهدف توفير لقمة العيش لأسرته الفقيرة، وكان همّه الوحيد أن يدرس أولاده.
تحمّلت الأسرة المشقة، وواجهت الفقر والجوع، لكنّها لم تساوم يوماً على تعليم الأطفال. وكانت ترسل أولادها إلى المدارس الموجودة في جوارها. عبد الطيف كان أكبر أشقائه. أكمل الثانوية في شمال غرب باكستان، قبل أن تنتقل أسرته من بيشاور إلى مدينة راولبندي. هناك، توجّه ليدرس في المعهد الحكومي في منطقة أي تن في ضواحي العاصمة إسلام أباد.
بعدها، أراد إكمال المرحلة الجامعية، إلا أن اليأس أجبره على ترك الدراسة. يقول: "كنت أرغب في الدراسة في الجامعة. لكن كوننا غرباء في باكستان، اضطررت إلى ترك الدراسة. ولم تكن هناك بوادر في الأفق تشير إلى حل أزمة بلادنا كي نعود إليها. وفي باكستان، لم يكن العمل سهلاً".
ترك الدراسة على الرغم من تفوقه وحبه لها، وتوجّه إلى بيع الخضار كما يفعل أقرانه الآخرون. كان يرغب في أن يكون مدرساً من دون أن تتحقق أمنيته. يقول: "لطالما ظننت أنني سأكون مدرساً، لكن الغربة حالت دون ذلك"، مشيراً إلى أن "بعض زملائه في المدرسة من الباكستانيين لم يكونوا جيدين في الدراسة، لكنّهم الآن موظفون ولديهم منازل وسيارات. أما هو، كونه غريباً، فيبيع الخضار في السوق".
اقــرأ أيضاً
يتذكّر عبد اللطيف الأيام التي كان يدرس فيها. اليوم، لا يعرفه الناس إلا بائعاً للخضار ولاجئاً في هذه البلاد. قبيل أذان الفجر، يخرج من المنزل ليشتري الخضار من التجار، الذين يأتون بها من الأقاليم والأماكن البعيدة، ثم يرتبها وينتظر حتى التاسعة صباحاً، إلى أن يأتي أصحاب المحال ويشتروا ما يحتاجون إليه.
غالباً ينتهي عمله عند الظهيرة، إذ قلّما تبقى الخضار معه إلى ما بعد الظهر، ثم يعود إلى المنزل. يومياً، يتقاضى ما بين 500 أفغانية (نحو سبعة دولارات) و1000 أفغانية (نحو 14 دولاراً)، ويساعده أشقاؤه في تأمين احتياجات المنزل.
ولأنّه فقد الأمل في الحياة، لا يعمل بعد الظهر، ويجلس في المنزل طيلة النهار وحتى صباح اليوم التالي، بينما يواصل أقرانه ورفاقه العمل حتى المغرب، ويكسبون ضعفي ما يكسب. يتمنى العودة إلى بلاده، لكنّ أشقاءه وأسرته يرفضون الأمر. شقيقه الأصغر عبد المجيد، وهو في الصف السابع، لا يرغب في ترك باكستان التي اعتاد العيش فيها وأحبها، كما أن في أفغانستان حرباً.
لم يكن اللاجئ الأفغاني في باكستان، عبد اللطيف خان، يدرك أنّ كلّ المعاناة التي يتحمّلها في سبيل التعليم ستذهب هباء، وسيضطر إلى ترك الدراسة وبيع الخضار على العربة. جاءت أسرة عبد اللطيف إلى باكستان إبان الغزو السوفياتي لأفغانستان. وكغيرها من الأسر الأفغانية، لجأت إلى أحد مخيمات اللجوء في شمال غرب باكستان. كان الأب يمارس مهناً مختلفة بهدف توفير لقمة العيش لأسرته الفقيرة، وكان همّه الوحيد أن يدرس أولاده.
تحمّلت الأسرة المشقة، وواجهت الفقر والجوع، لكنّها لم تساوم يوماً على تعليم الأطفال. وكانت ترسل أولادها إلى المدارس الموجودة في جوارها. عبد الطيف كان أكبر أشقائه. أكمل الثانوية في شمال غرب باكستان، قبل أن تنتقل أسرته من بيشاور إلى مدينة راولبندي. هناك، توجّه ليدرس في المعهد الحكومي في منطقة أي تن في ضواحي العاصمة إسلام أباد.
بعدها، أراد إكمال المرحلة الجامعية، إلا أن اليأس أجبره على ترك الدراسة. يقول: "كنت أرغب في الدراسة في الجامعة. لكن كوننا غرباء في باكستان، اضطررت إلى ترك الدراسة. ولم تكن هناك بوادر في الأفق تشير إلى حل أزمة بلادنا كي نعود إليها. وفي باكستان، لم يكن العمل سهلاً".
ترك الدراسة على الرغم من تفوقه وحبه لها، وتوجّه إلى بيع الخضار كما يفعل أقرانه الآخرون. كان يرغب في أن يكون مدرساً من دون أن تتحقق أمنيته. يقول: "لطالما ظننت أنني سأكون مدرساً، لكن الغربة حالت دون ذلك"، مشيراً إلى أن "بعض زملائه في المدرسة من الباكستانيين لم يكونوا جيدين في الدراسة، لكنّهم الآن موظفون ولديهم منازل وسيارات. أما هو، كونه غريباً، فيبيع الخضار في السوق".
يتذكّر عبد اللطيف الأيام التي كان يدرس فيها. اليوم، لا يعرفه الناس إلا بائعاً للخضار ولاجئاً في هذه البلاد. قبيل أذان الفجر، يخرج من المنزل ليشتري الخضار من التجار، الذين يأتون بها من الأقاليم والأماكن البعيدة، ثم يرتبها وينتظر حتى التاسعة صباحاً، إلى أن يأتي أصحاب المحال ويشتروا ما يحتاجون إليه.
غالباً ينتهي عمله عند الظهيرة، إذ قلّما تبقى الخضار معه إلى ما بعد الظهر، ثم يعود إلى المنزل. يومياً، يتقاضى ما بين 500 أفغانية (نحو سبعة دولارات) و1000 أفغانية (نحو 14 دولاراً)، ويساعده أشقاؤه في تأمين احتياجات المنزل.
ولأنّه فقد الأمل في الحياة، لا يعمل بعد الظهر، ويجلس في المنزل طيلة النهار وحتى صباح اليوم التالي، بينما يواصل أقرانه ورفاقه العمل حتى المغرب، ويكسبون ضعفي ما يكسب. يتمنى العودة إلى بلاده، لكنّ أشقاءه وأسرته يرفضون الأمر. شقيقه الأصغر عبد المجيد، وهو في الصف السابع، لا يرغب في ترك باكستان التي اعتاد العيش فيها وأحبها، كما أن في أفغانستان حرباً.