انتحار شاب أفغاني لعدم عثوره على عمل بسبب كورونا

انتحار شاب أفغاني لعدم عثوره على عمل بسبب كورونا

12 ابريل 2020
معاناة بالعثور على عمل بسبب كورونا (وكيل كوشر/فرانس برس)
+ الخط -
في حادث مأساوي شهدت مدينة جلال أباد الأفغانية، قيام شاب بإعدام نفسه بسبب الفقر وعدم عثوره على العمل، عقب الإجراءات المتبعة من أجل مكافحة فيروس كورونا الجديد، بينما أثارت ممارسات عناصر الشرطة، والذين طالبوا أسرة الفقيد بمبلغ مالي مقابل اعتبار الحادث انتحارا وليس جنائيا، سخطاً شعبياً.

ويأتي في تفاصيل القصة أن شاباً في مدينة جلال أباد شرق أفغانستان خرج مع والده من المنزل، يوم الجمعة، من أجل العثور على العمل، وهما يعملان بالأجر اليومي، ولكن بعد سعي حثيث لم يجدا العمل بسبب الإجراءات المتبعة لمكافحة كورونا، وعادا إلى المنزل خاليي الوفاض.

وروى محمد كبير والد الشاب، لوسائل الإعلام المحلية، تفاصيل ما جرى، رافضاً ذكر اسم ابنه البالغ من العمر 23 عاماً، قائلاً "ذهبت أنا وابني صباح الجمعة كي نجد العمل ونرجع في المساء مع ما يحتاج إليه الأولاد حيث لم يكن في منزلنا شيء من الأكل، خرجنا وبحثنا كثيراً، ولكن بسبب القيود التي فرضت على التجوال، لم نعثر على العمل، وعدنا إلى المنزل".

وتابع "بعد العودة، زوجتي طلبت مني المال لشراء الطعام، كان معي 20 أفغانيا فقط أعطيته لابني كي يحضر شيئاً. ذهب وأحضر القثاء، وعندما عاد طلب مني نقوداً كي يحضر الطماطم والخبز، ولكني اعتذرت وقلت له: لا أملك المال. ورد علي بدوره غاضباً: إن الموت أحسن من الحياة. ودخل الغرفة".

وتابع "دخل ابني الغرفة وأغلق الباب ثم أقدم على قتل نفسه"، رافضاً ذكر طريقة قتل الشاب لنفسه، ولكنه قال إن السبب الرئيسي هو أننا "لم نجد العمل كي نوفر للأسرة ما تحتاج إليه، وفي الأيام العادية كنا نخرج أنا وابني ونعمل حتى المساء ونوفر للأسرة ما تحتاج ولكن بسبب كورونا مُنعنا من العمل".

وما زاد معاناة محمد كبير وأسرته تعامل الشرطة، إذ اتهموا الوالد أولاً بقتل ابنه دون أي دليل، ولكن بعد أن جمع كبار المنطقة وزعماء القبائل وتحدثوا معهم أن الرجل أقدم على قتل نفسه ووالده في صدمة، طلبوا أخذ جثمانه إلى مشرحة المستشفى المركزي أو دفع مبلغ من المال قدره 100 ألف أفغاني (1309 دولارات تقريباً) وأغلقوا باب المنزل.

وقال أحد زعماء القبائل، وهو من سكان منطقة توبجي حيث وقع الحادث، ويدعى ملك نصرالله خان، لـ"العربي الجديد"، إنه "عندما طلب رجال الشرطة من والد الفقيد مبلغاً من المال، تحدثت معهم وقلت لهم إن العائلة لا تملك المال وهم في حالة فقر ومجاعة، وهو ما نجم عنه الحادث، لكنهم أبوا أن يذهبوا حتى يأخذوا المال".

وعندئذ قام أحد وجهاء المنطقة، ويدعى محمد عالم، بجمع المال من الجيران والأقارب ودفعه إلى رجال الشرطة.

في السياق، قال محمد عالم لوسائل الإعلام، "عندما جمعت المال كان المبلغ أقل من 100 ألف أفغاني، ورفض رجال الشرطة أخذ المبلغ ناقصاً ولكن تحدثنا معهم حتى أقنعناهم بقبوله".

وحيال ممارسات رجال الشرطة، قال مسؤول أمن إقليم ننجرهار محمد إيمل نيازي، إن "الحادث مأساوي، وإننا اعتقلنا رجال الشرطة، وكلفنا لجنة أمنية لتقصي الحقائق"، مؤكداً أن "الحكومة ستأخذ إجراءات قانونية في حق عناصر الشرطة المتهمين".