رغم أنه لا يزال في الحادية والعشرين من عمره، إلا أن محمد بار تمكّن من إنقاذ حياة عشرات الأشخاص، من خلال عمله كمنقذ بحري على شواطئ غزة. لم يتوقف عن العمل حتى أيام القصف الإسرائيلي على القطاع المحاصر. فكان يأتي إلى الشاطئ المهجور للتحقّق ممّا إذا كان أحدهم قد جاء للسباحة.
في برج المراقبة، المطلّ على بحر غزة، يجلس محمد مراقباً مجموعة من الفتيان يسبحون في البحر. يقول إنه يُقبل بشغفٍ على مهنته، وقد عمل حتى خلال العدون الأخير، رغم أنه لم يتلقّ راتبه الذي لا يتجاوز 225 دولاراً منذ ثلاثة أشهر.
محمد، الذي بدأ عمله كمنقذ عندما كان في السادسة عشرة من العمر، بعدما شهد حادثة غرق جاره في البحر، يقول إن لديه "ذكريات كثيرة مع البحر. هو حياتي وصديقي وأخي وعائلتي وكل شيء بالنسبة لي".
وخلال أيام الحرب الدامية، كان محمد المنقذ الوحيد الذي يحضر للتحقُّق من قدوم أحدهم للسباحة خلال فترات الهدنة. يقول: "في الظروف العادية، يجب أن يكون هناك سبعة منقذين. لكن بسبب الأوضاع الأمنية، أنا الوحيد هنا على الشاطئ الآن".
ويرى محمد أن "البحر هو المكان الوحيد في غزة الذي يستطيع الناس أن يتنفّسوا فيه. نحن نقيم في سجن كبير"، مضيفاً أن "الحرب ابتلعت الصيف... والناس خائفة".