تقلقنا الأخبار والتقارير التي تشير إلى مخاطر المايكرويف على صحتنا وعلى القيمة الغذائية للأطعمة التي نسخنها أو نطهوها في هذا الجهاز، الذي صار جزءاً أساسياً من تجهيزات المطابخ حالياً. لكننا نعود ونطمئن لوجوده عندما تأتينا أخبار تناقض الأولى، تؤكد أن ضرر المايكرويف لا يحصل إلا في حال تسرب الأشعة الكهرومغناطيسية منه، أو في حال انفجاره.
بالنسبة للتسريب، لا أحد منًا يستطيع الجزم بأن المايكرويف لديه لا يسرب ولو موجات بسيطة جداً من الأشعة. أما بالنسبة لإمكانية انفجاره، فما علينا إلا أن نكون متنبهين لنوعية المواد التي لا يجوز إدخالها المايكرويف أثناء تشغيله، لأن انفجاره لو حصل، يسبب الحروق والإصابات للأشخاص الذين يصادف وجودهم قربه.
هل نصدق ونطمئن؟
نعلم أن الكثير من المنتجات في السوق الأميركية تنال مصداقيتها وتحظى برضى المستهلكين عندما تنال شهادة الجودة أو التقييم الإيجابي من إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
وتقارير تلك الإدارة عن جهاز المايكرويف المنزلي تبيّن أنه "لا يوجد أدلة تشير إلى أن طبخ أو تسخين الطعام في المايكرويف يقلل من قيمته الغذائية، أو يغير من تركيبته الكيماوية"، رابطة ذلك بـ"طالما أن كمية الماء الموجودة داخل الطعام قليلة، فإن الأضرار تكون أقل من الطرق الأخرى لطهي الطعام".
وعن احتمالات تسرّب الأشعة من المايكرويف تقول: "طالما أن المايكرويف لا يسرّب إلى الخارج، لا يتعرض الإنسان للمخاطر"، منبهة إلى "الابتعاد عنه خطوتين أثناء تشغيله" من باب الاحتياط.
وتشير إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى أن إصابة الإنسان بالأذى يحصل في حال تعرضه لكميات كبيرة من الأشعة المسرّبة من جهاز المايكرويف، عندها قد يصاب بالحروق وبالضرار لعدسة العين، إضافة إلى تضرر الجهاز التناسلي عند الذكور.
ولكن علينا أن نتنبه جيداً إلى أن أجهزة المايكرويف موجودة في 80 بالمائة من المنازل في الولايات المتحدة، وأن إدارة الغذاء والدواء تعمل لصالح حركة الإنتاج والاستهلاك في السوق الاقتصادية في أميركا.
هل نستمع إلى التنبيهات والمحاذير؟
أحد المعارضين لاستخدام جهاز المايكرويف في المنازل هو موقع "غلوبال هيلث سنتر" الأميركي، الذي يدعّم معارضته للجهاز بالاستناد إلى عدد من الدراسات.
ويشير إلى أن الاتحاد السوفييتي منع استخدام المايكرويف في المنازل منذ عام 1976، وذلك بناء على دراسات روسية بينت أن مواد مسرطنة تنشأ عن الطعام المعالج بالمايكرويف، إضافة إلى انخفاض قيمته الغذائية بين 60 و90 في المائة.
كما يشير الموقع أيضاً إلى دراسة (Rome and Zelt) أجريت في عام 1992، وأوضحت أن طعامنا مؤلف من جزيئات، لها أقطاب سالبة وموجبة، وجهاز الماجنيترون الموجود داخل المايكرويف يصدر تياراً متردداً بأكثر من مليار دورة في الثانية، ما يسبب قلب السالب والموجب في طعامنا، وهذا ما يؤدي إلى سخونته وطهوه. ولكن هذا التردد لا يبقي شكل الجزيئات على حالها، فالأحماض الأمينية في طعامنا يتغير شكلها وفعاليتها، بحيث تصبح ضارة وتسبب الأذى للكليتين.
وأظهر باحثون في المركز الطبي بجامعة ستانفورد في عام 1992 أن تسخين حليب الثدي في جهاز المايكرويف يقضي على 98 في المائة من المضادات التي توفر المناعة للرضع.
كما أشار موقع "غلوبال هيلث سنتر" إلى أن موجات المايكرويف تغير تركيبة الدم في حال تعرض الإنسان لها بشكل مباشر، مستنداً إلى حادثة وفاة إحدى المريضات عندما تعرضت لعملية نقل دم في أوكلاهوما في عام 1991، وذلك بعد أن سخّنت الممرضة المسؤولة عينة الدم في المايكرويف قبل نقله للمريضة.
من جهتها، استخلصت المعالجة الطبيعية Linda Melos جملة الأعراض التي يسببها استخدام المايكرويف بشكل دائم في المنازل ومنها: ارتفاع معدلات اضطرابات الهضم، سرطان المعدة والأمعاء، اضطرابات المناعة، سرطان الدم والغدد اللمفاوية، انخفاض إفراز الهرمونات، ضعف الذاكرة والتركيز، انخفاض مستوى الذكاء، مشاكل في الوزن، عدم الاستقرار العاطفي.
الخلاصة
نحن في النهاية من المستهلكين للمنتجات، والمايكرويف أحدها، ننجرف وراء الإعلانات والدعاية التي تقنعنا بأنه وُجد لتسهيل حياتنا. نسمع ما يؤكد عدم ضرره على صحتنا وصحة أطفالنا، كما لا يمكننا تجاهل الأصوات المعارضة التي تقول العكس. ويبقى أن نسأل أنفسنا: إلى أي مدى يمكننا العيش من دون المايكرويف في بيوتنا؟ هل هو حقاً تكنولوجيا لا يمكن الاستغناء عنها؟ وهل وجوده ضروري إلى درجة أن نخاطر بصحة أبنائنا، حتى لو كانت الأضرار أقل مما تذكره التقارير؟ إنها مسألة فردية وقرار شخصي، ومن الجيد أن يراجع كل منا خطواته بين الحين والآخر.