التقاعد المبكر واكتشاف السعادة

31 اغسطس 2018
تستمتع بالقراءة (بين ماكنا/ Getty)
+ الخط -
الظروف والرغبات الشخصيّة قد تدفع شخصاً ما إلى التقاعد في وقت مبكّر، على غرار ما حدث مع كارل جنسن. هذا التقاعد جعله يفكّر في تفاصيل كثيرة تتعلّق بحياته ما قبل التقاعد. وكتب في موقع "بزنس انسايدر": "تقاعدت في الثالثة والأربعين من عمري، والحياة جيدة. خلال فصل الصيف، أقضي أيامي مع أطفالي. نقود الدراجات الهوائية، ونمارس رياضة السباحة، ونستكشف الطبيعة، ونحلّ بعض مسائل الرياضيات. ولأنني لا أملك وظيفة، نستمتع بالسفر الطويل. عدنا للتوّ من رحلة استغرقت نحو أسبوعين".

هذا في الصيف. لكن مع بداية العام الدراسي، "أسترجع وقتي. أقرأ وأكتب وأنجز بعض المشاريع. كما أعد دراسات تتعلق بالاستثمار العقاري، وأمارس الرياضة مدة ساعتين على الأقل يومياً. صحيح أن الحياة جيدة مع التقاعد المبكر، لكنّني ارتكبت بعض الأخطاء. وبعد مرور أكثر من عام على التقاعد، حان وقت التفكير في ما كنت سأفعله بشكل مختلف".

يقول جنسن إنّ عمله كان مرهقاً، ولطالما عانى من الكوابيس والقلق. من هنا، كان على يقين أن التقاعد سيجعله سعيداً. قبل الدخول في هذا النقاش، يسأل ما هي السعادة؟ يستدل بكتاب للبروفيسورة والكاتبة سونيا ليوبوميرسكي، قائلاً إن 50 في المائة من سعادتنا تحدّدها عوامل وراثية، و10 في المائة تحددها ظروفنا، والـ 40 في المائة المتبقية نحددها نحن. والعامل الأهم هنا هو الأخير، أي مواقفنا ومدى قدرتنا على التحكّم في أنفسنا، وكيفية نظرتنا إلى العالم. هذه العوامل تحدد نصف سعادتنا تقريباً. من يعرف ذلك؟ "بالتأكيد لم أكن أعرف".




يضيف: "كنت أعتمد على حدث خارجي مثل ترك العمل لتحقيق السعادة، علماً أنه كان يتوجب عليّ العمل على تحقيقها من الداخل". يمكن للتقاعد المبكّر أن يحلّ بعض المشاكل، إلا أنه لن يغيّر مستوى السعادة. في حال أردت التقاعد مبكراً للهرب من شيء ما، فأنت تفعل ذلك لسبب خاطئ. لذلك، من المهم بدء العمل في وقت مبكر، كالبحث عن الجمال في الحياة كل يوم.
ويقول: "منحني التقاعد المبكر الوقت للتفكير بشكل معمّق. أعرف الآن أنه يجب أن أعمل على تحقيق سعادتي الخاصة. واليوم أنا أكثر سعادة. من الجميل أن يكون لديك الوقت للقراءة والدراسة والتفكير".