وأصدرت وزارة الداخلية بلاغاً مساء أمس الإثنين، حذرت فيه من رواج تطبيقة "مومو"، محذرة التونسيين من ظهور هذه اللعبة الموجّهة للأطفال والقصّر، ومشيرة إلى أنها تشبه لعبة "الحوت الأزرق" وتُمثل تهديدا لهذه الفئة العمرية باعتبارها تُشجّع المشاركين فيها على إيذاء أنفسهم والوصول إلى مرحلة الانتحار.
وأضافت الداخلية التونسية أنّ هذه اللعبة هي عبارة عن صورة مرعبة عبر تطبيق التراسل الفوري "واتساب" تصحبها رسالة مخيفة تستهدف بعض مستخدمي هذا التطبيق وتقوم بتهديدهم بأنها تعرف الكثير من المعلومات عنهم، وأنها يمكنها إخفاء هذا الشخص من العالم دون ترك أثر له، ما يُثير رعب العديد من المستخدمين، خاصة الأطفال منهم.
وحذّر المدير العام للبحث الصحي بوزارة الصحة، الدكتور أنيس قلوز، في تصريح لـ"العربي الجديد" من خطورة وتداعيات هذه الألعاب على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، إذ تستعمل هذه اللعبة مشاهد عنف وصورة دموية وتعتمد على أسلوب التحدي من خلال استغلال براءة وعدم نضج هذه الفئة العمرية التي يسهل التأثير فيها. كما تستخدم هذه اللعبة آليات لترهيب وتهديد الطفل في حال محاولته التراجع وعدم مواصلة اللعبة.
وأكد قلوز على دور الأسرة والعائلة في الإحاطة بأبنائها من خلال الحوار والتوعية والإرشاد لمخاطر عدد من الألعاب الإلكترونية المنتشرة والتي تحتوي على مضامين مهددة لسلامتهم النفسية والاجتماعية.
وشدد على أهمية الدور الرقابي والتحسيسي للأسرة، وكذلك للمؤسسات التعليمية ودور الثقافة والشباب في التصدي لمثل هذه التهديدات التي تستهدف الناشئة واليافعين.
وظهرت اللعبة الجديدة "مومو" في جميع أنحاء العالم وانتشرت بشكل لافت أخيراً، وبشكل خاص عبر تطبيق واتساب، حيث يواجه المستخدمون تحدياً للاتصال بـ"مومو"، عن طريق إرسال رسائل إلى رقم غير معروف، وبعد ذلك ترد عليهم صور مخيفة ورسائل تهديد بالموت، وارتبطت اللعبة واسعة الانتشار بالصورة المرعبة لدمية ذات ملامح مخيفة وصادمة، مستوحاة من عمل فنان الدمى الياباني، ميدوري هاياشي.
من جانب آخر، حذرّت الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية من خطورة انتشار لعبة "مومو" وتأثيرها على الأطفال في تونس والتي قادت إلى حالات انتحار في دول أجنبية.
ودعت الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية إلى اعتماد "سياسة التحاور مع أطفالنا وإلى أن يكون الولّي المرجع لطفله في حال التعرّض إلى أي صورة أو مضمون "مزعج" على شبكة الإنترنت" بحسب بلاغ سابق.
كذلك دعت الوكالة إلى العمل على "مرافقة أطفالنا عند الإبحار على شبكة الإنترنت، والعمل على جعل هذه الوسيلة أداة للتواصل الأسري عوض أن تكون أداة للعُزلة والتفكك الأسري".
وذكرّت الوكالة أنها توفر وتضع على ذمة العموم "آليات مراقبة إبحار الأطفال على شبكة الإنترنت" والتي من شأنها "أن تحد من الخطورة التي قد يتعرض إليها الطفل في أثناء إبحاره على الشبكة".